"تمّ توظيفى للعمل على تحقيق طويل مدّته ثمانية عشر عاماً. أتتصوّرون ذلك؟ ثمانية عشر عاماً وهذه القصة تضغط على أعصابى، كقطعة لُبان صغيرة جرى مضغها مراراً حتى فقدت طعمها. كونوا حذرين، يا قرّاء هذه الصفحات، فقد تلتصق قطعة اللبان هذه بذاكرتكم، لتعجنها مخيلتكم، ويتلاعب بها منطقكم، بلا نهاية…" بهذا التشويق تنطلق رواية ميشيل بوسى "فتاة الرحلة 5403 " حيث يتساءل القارئ منذ البداية: ليز روز أم إيميلى؟ من تكون الرضيعة التى لا يتجاوز عمرها ثلاثة أشهر، وشاء القدر أن تكون الناجية الوحيدة من حادث تحطم طائرة الرحلة 5403؟
تدور الرواية حول عائلتين، الأولى غنية، والثانية فقيرة، تمزقان بعضهما لانتزاع حضانة الفتاة التى لقبتها وسائل الإعلام باليعسوبة، بعد ثمانية عشر عاما، يتوصل محقق خاص إلى ما يعتبره مفتاح حل القضية، قبل أن يلقى حتفه فى ظروف غامضة، تاركا وراءه دفتر مذكرات فيه كل تفاصيل تحقيقه.
أدلة خاطئة وآمال خائبة ويقينيات بقيت موضع شك…من باريس إلى اسطنبول مرورا بكندا، يجد القارئ نفسه منخرطا فى سباق محموم لن ينتهى إلا بسقوط كل الأقنعة.
هل الصدف والحوادث الغريبة التى تجرى هى مجرد لعبة من ألاعيب القدر؟ أم هى أحجار فى رقعة شطرنج يحركها أحد ما منذ البداية؟
فتاة الرحلة 5403 ليست فقط رواية مشوقة تحافظ على إثارتها حتى آخر سطورها، بل هى رواية تدفعنا إلى التفكير فى حدود قدرة المال على منحنا السعادة، وسطوة الحب الذى قد نرتكب باسمه أشد الأفعال جنونا.
قصة مثيرة إلى أقصى حد، تحليل نفسى دقيق لكل الشخصيات، فيض من المشاعر والعواطف والمواقف الكوميدية.