تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الثلاثاء، العديد من القضايا الهامة، أبرزها وجود أزمة ديموغرافية فى عموم بلدان أوروبا، ناشئة عن انخفاض معدل المواليد الجدد، وظهور أسئلة محيرة حول القيادة الأوروبية ولمن ستؤول بعد الخروج البريطانى، واللافت أن هذه الأسئلة المثارة هي أمريكية المنشأ وليست أوروبية.
جمعه بوكليب
جمعة بوكليب: إيطاليا بين حجرى رحى
قال الكاتب فى مقاله بصحيفة الشرق الأوسط، إن التقارير الإعلامية تؤكد وجود أزمة ديموغرافية في عموم بلدان أوروبا، ناشئة عن انخفاض معدل المواليد الجدد. والتقارير نفسها تؤكد الحاجة إلى إيجاد تدابير عاجلة لحل الإشكالية، أو للحد من تناميها، وسرعة تفاقمها. وإلى حد الآن الحلول المنشودة، غير متوفرة، لأن الظروف الاقتصادية اللازمة لوجودها، غير متوفرة. وفتح الأبواب أمام المهاجرين عموماً، والأفارقة، على وجه الخصوص، ليس من ضمن الحلول.
واستناداً إلى ذات التقارير الإعلامية، فإن الأزمة، حقيقة، ليست حكراً على أوروبا، إلا أن مؤشراتها أكثر بروزاً فيها من قارات العالم الأخرى. ذلك، أن معدلات الخصوبة (عدد الأطفال الممكن ولادتهم لكل امرأة لو أنها تعيش إلى نهاية سنوات قدرتها على الإنجاب) انخفضت وتواصل الانخفاض. خلال السنوات الخمسين الأخيرة، كان معدل الخصوبة عالمياً 5%، انخفض إلى أكثر من النصف. وهناك دول مثل الصين ما زال البديل أقل من الفاقد.
جميل مطر
جميل مطر: ما بعد أوساكا... الاستعداد لعالم مختلف
أكد الكاتب فى مقاله المنشور بصحيفة الشرق الأوسط، أن قمم العشرين حاولت منذ انطلاقها في أعقاب الأزمة الاقتصادية العالمية في 2007 أن تجيب عن 4 أسئلة؛ الأول، هل تفلح أمريكا في وقف انحدار مكانتها وتراجع نفوذها الدولي، وماذا يمكن أن تفعله للتغطية على هذا الانحدار خلال مساعيها وقفه واستعادة مكانتها؟، ويتعلق السؤال الثاني بصعود الصين. هل يستمر هذا الصعود متدرجاً بحيث تتاح الفرصة للغرب خاصة، والعالم بشكل عام، للتأقلم مع ثمار هذا الصعود ومشكلاته بهدوء ودون تقلبات خطيرة في عمل المؤسسات والأعراف الدولية السائدة؟.
أما السؤال الثالث: فكان وسيظل ملحقاً بالسؤالين الأول والثاني، ويتعلق بالسرعة التي سوف تستعين بها أوروبا في جهودها نحو تطوير مشروعها الوحدوي، الذي سوف تواجه به الانحدار الأمريكي من جهة، والصعود الصيني من جهة أخرى. يتعلق أيضاً بدرجات نجاحها وفشلها في هذا المضمار. يبقى السؤال الرابع عن الدور الذي يمكن أن تلعبه روسيا في المرحلة الراهنة، مرحلة "وضع تعريف جديد للنظام الدولي"، وبصياغة أخرى "وضع تعريف لنظام دولي جديد جارٍ تشكيله"، وموقع روسيا في هذا النظام، مع العلم التام أنها قد لا تستطيع أن تستقل بنفسها قطباً منافساً للصين والولايات المتحدة في الوقت نفسه، وأظن أن فلاديمير بوتين أدرك هذا الاحتمال، ويعمل الآن وفقاً له.
عبدالله المدنى
عبد الله المدنى: ورطة أردوغان بعد خسارة الرهان
لفت الكاتب فى مقاله المنشور بصحيفة البيان الإماراتية، إلى أن رجب طيب أردوغان راهن على انتزاع إسطنبول، عاصمة الخلافة العثمانية وأكثر المدن التركية سكاناً (16 مليون نسمة)، من أيدي خصومه عبر الطعن في نتائج الانتخابات البلدية التي أجريت في مارس المنصرم، والتى خسر فيها مرشحه، رئيس الحكومة السابق "بن علي يلدريم"، لصالح مرشح المعارضة "أكرم إمام أغلو".
غير أن رهانه هذا لم يفشل فحسب وإنما ورّطه وأدخله نفقاً مظلماً قد لا يخرج منه.
فأمنيته لم تتحقق، حيث جاءت نتائج اقتراع الإعادة يوم 23 يونيو المنصرم مخيبة لآماله وملحقة به وبحزبه وبمرشحه هزيمة مدوية ستكون لها تداعيات كبيرة وكثيرة على مستقبل تركيا السياسي في القادم من الأيام.
خليل حسين
خليل حسين: ألمانيا وقيادة أوروبا
تناول الكاتب فى مقاله بصحيفة الخليج الإماراتية، أنه ظهرت مؤخرا أسئلة محيرة حول القيادة الأوروبية ولمن ستؤول بعد الخروج البريطانى، واللافت أن هذه الأسئلة المثارة هي أمريكية المنشأ وليست أوروبية، فعلى الرغم من رمزية الموقف الأمريكي المعلن بعدم الرضا عن الخروج البريطاني، باعتباره يفقد واشنطن ورقة قوية في توجيه السياسات الأوروبية من خلال لندن، إلاّ أن القراءة الدقيقة ، تظهر حاجة واشنطن الدائمة لحليف أوروبي موثوق، قادر على فرملة أي قضية تتباين أو تتعارض مع المصالح الأمريكية أوروبياً ودولياً.
ظهرت مؤخراً مؤشرات واضحة وقوية عبر مستشارين وأصحاب قرار في السياسات الأمريكية الخارجية، تحبذ دفع ألمانيا نحو أخذ القرار بقيادة أوروبا ، ذلك من منطلق الحاجة الأمريكية لشريك قادر على التأثير في باقي القوى الأوروبية، رغم أن ذلك يتعارض مبدئياً وعملياً مع البرجماتية الأمريكية ، التي عادة ما تبحث عن حلفاء ليسوا بالضرورة أقوياء ، بقدر ما يكونون مطواعين، وتاريخياً لم تكن ألمانيا من ضمن الخيارات الأمريكية المتاحة، إلا أن ثمة جوانب كثيرة تدفع واشنطن في هذا الاتجاه حتى نهاياته المحتملة ، بصرف النظر عن حجم وكمّ ونوع الاستثمارات الناجحة في هذا السياق.