واصل الشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، فضح مواقف جماعة الإخوان خلال فترة حكم الجماعة لمصر، حيث كشف كواليس لقاء جمع بين قيادات الدعوة السلفية، وقيادات من مكتب إرشاد الإخوان كان من بينهم محمود عزت، نائب مرشد الجماعة وذلك قبل أسبوعين من سقوط حكم الإخوان.
وقال ياسر برهامى، فى مقال له على الموقع الرسمى للدعوة السلفية: كان لقاء مجلس إدارة "الدعوة السلفية" مع وفدٍ مِن قيادات "مكتب الإرشاد" في مقر إدارة الدعوة بالإسكندرية -في حي سيدي جابر منطقة كليوباترا يوم 16/6/2013م- علامة مهمة للغاية، ونقطة بارزة مَثَّلَت ضرورة اتخاذنا موقفًا مختلفًا عن مواقف الجماعة.
وأضاف نائب رئيس الدعوة السلفية، أن هذا اللقاء أول لقاء مع قيادات "مكتب الإرشاد" في مقر الدعوة بالإسكندرية؛ فقد كانت اللقاءات السابقة تتم في مقر الجماعة بالقاهرة، وكنا نطالبهم كثيرًا بِرَدِّ الزيارة، وطلبوا منا قبل هذا اللقاء الحضور لهم للاجتماع؛ فرفضنا، وقلنا: لا بد أن تَرُدُّوا الزيارة وتحضروا أنتم، وبالفعل قَبِلوا الأمر هذه المرة، وأخبرونا بقدوم وفدٍ كبير من "مكتب الإرشاد" للقاء مجلس الإدارة.
وتابع ياسر برهامى: كانت الأمور -على الأرض- في البلاد تتطور كل يوم مِن سَيِّئٍ إلى أسوأ، بعد أن حققت تحركات "حركة تمرد" تفاعلًا كبيًرا في الشارع المصري لَمَسنَاهُ بأنفسنا، وتفاقمتْ مشاكل الانقطاع اليومي للكهرباء -ولساعات طويلة-، وأصبح مِن الأمور المعتادة أن تطول طوابير انتظار السيارات على محطات الوقود إلى أكثر مِن كيلومتر تنتظر نحو عدة ساعات؛ وذلك لنقص الوقود، وقد تضاعف السخط الشعبي على الجماعة والرئاسة التابعة لها.
وكشف ياسر برهامى، تفاصيل ما ذكره محمود عزت ، خلال اللقاء قائلا: بدأ الكلام "محمود عزت"، فقال: "نحن لم نحضر مِن أجل 30/6 ولا غيرها، ولا التطورات السياسية، ولكن حَضَرنا مِن أجل تأكيد الأُخُوَّة في الله! وكانت البداية صادمة لنا؛ لأن هذا الأمر ليس قطعًا مقصود الزيارة، فكان جوابنا: نحن أيضًا نحرص على الأُخُوَّة في الله، ولكن الوضع السياسي في البلاد يحتاج إلى مُراجَعة ومُناقَشة ومُنَاصَحة"، وكنت قد أعددتُ ورقة بتكليفٍ مِن مجلس الإدارة ومراجعته لها، تتضمن النقاط الأساسية التي لا بد مِن مراعاتها؛ لتجنب الزلزال المتوقع في 30/6/2013م، رغم أن موقفنا كان عدم المشاركة في المظاهرات -مع أو ضد الإخوان- خوفًا من سفك الدماء وحصول الاضطراب والفوضى في البلاد، ولم يكن صدر مِن القوات المسلحة وقتها أي بيانات نتأكد منها حقيقة موقفهم.
وأوضح نائب رئيس الدعوة السلفية قائلا: أصررنا على طرح ورقة العمل التي تضمنت عناصرها الآتي ضرورة تغيير الخطاب التكفيري العنيف الذي صار مُستَعمَلًا في معظم فاعليات الجماعة ومؤيديها، واللقاءات الإعلامية لقياداتها وممثليها، وأن هذه الخطاب يؤدي إلى السقوط أضعاف عدم السقوط، وكان جواب "محمود عزت" على ذلك: "هذا الخطاب ليس خطابنا؛ فمحمد عبد المقصود سلفي مثلكم؛ كَلِّموه أنتم! وعاصم عبد الماجد مِن الجماعة الإسلامية وليس من الإخوان، وصفوت حجازي ليس من الإخوان وإنما هو تبع مجلس أمناء الثورة، فقلت له: ومحمد البلتاجي؟ فقال: "البلتاجي (غير ملتزم) ولا يسمع الكلام!".
وقال ياسر برهامى: كان هذا الجواب صادِمًا لنا كذلك؛ لأننا نعلم جميعًا أن منصات "الإخوان" والقنوات التي يديرونها هم الذين يتحكمون فيها تمامًا، ولا يتكلم أحدٌ إلا بما يريدون؛ ولو أرادوا مَنْع ذلك لَمَنَعُوه، وطرحنا كذلك ضرورة عدم الاستئثار بالسلطة، ونَصَحنا بأن حركة المحافظين قادمة، وننصح بعدم تعيين أي محافظ من "الإخوان"؛ لتلافي السخط الشعبي، وللأسف في آخر ذلك اليوم كانت قد صدرت حركة المحافظين وأُعلِنَت، وكان جميع المحافظين الجُدُد من "الإخوان" كأنهم لا يُدركِون بالمَرَّة مدى السخط الشعبي -بل ومن كل مؤسسات الدولة- على هذا الأسلوب.
وأشار برهامى ، الى أنه كان مِن أهم النقاط التي نصحنا فيها: أن مَن يتظاهرون ضد "الإخوان" ليسوا جميعًا يحاربون الإسلام، بل أكثر الناس لهم مَطَالِب عادلة في الكهرباء، والسولار والبنزين، وغيرها، وهذه حقوقهم على مَن تَحَمَّلَ المسئولية، وكان الجواب من "محمود عزت": "إنهم والله يحاربون الإسلام!"، فقلت له: "لا شك أن هناك مَن يَكره الإسلام، وهناك في الخارج والداخل مَن يحاربون الإسلام، ولكن ليس كُلُّ مَن خرج يطالِب بمطالب اقتصادية وحياتية يحارب الإسلام"، وكانت نقطة اختلاف خطيرة استمَرَّت فيما بعد ذلك في "اعتصام رابعة" وما بعدها، ونَالَنا مِن ذلك الخطاب وهذه الطريقة الشريحة الأكبر مِن التُّهَم بالنفاق -بل والكُفر- مِن البعض، وأما وصفنا بالخيانة فوَصفٌ استقر في نفوس عامة أتباعهم؛ بسبب هذا الخطاب، وهذه الطريقة من التفكير وكذلك مَن يقول: إنهم لا تُقبل لهم توبة إلا بالحضور لمنصة رابعة، وإعلان التوبة مِن هناك!.
وقال ياسر برهامى: في الأسبوع التالي لهذا الاجتماع تمت الدعوة لمليونية في "رابعة العدوية"، وبدأ الاعتصام المأساوي الذي أَدَّى إلى ضرب الحركة الإسلامية بجراحٍ غائرةٍ حَاوَلْنا مَنْعَهَا بجهودٍ كثيرةٍ ومستمرةٍ، ولكن سبق القدر مِن الله بهذه الجراح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة