مهن كثيرة من زمن فات باتت سطراَ من سطور التاريخ– أثرت في المجتمع بصفة عامة وكان لها شأن كبيرة قديما إلا هذه الشخصيات لم تستطع التكيف مع تطور الزمان لذا اندثرت وأصبحت تاريخ وحكاية نرويها في بعد أن كانت الأعمال الدرامية والسينمائية تتناولها بشكل دائم.
وضمن هذه الشخصيات التى كانت موجودة قديما «وكيل المكتب» التى كانت فى جميع مكاتب المحاماة وقد برع فيها الزعيم عادل أمام في شخصية دسوقي أفندي واشتهرت جملته «بلد شهادات صحيح ».
«وكيل المكتب» مهنة قديمة كانت معروفة بين المحامون وكانت وظيفة هذا الشخص هو الإلمام وإتمام الأعمال الإدارية بمكاتب المحامين إلا أن هذه المهنة قد اندثرت وتوارت مع مرور الزمان وأصبح من النادر أو من المستحيل وجود مثل هذا الشخص في أي مكتب محاماة الآن حيث حل محل وكيل المحامي شخصية جديدة وهم شباب المحامون حديثي التخرج .
وقديما كانت شخصية - وكيل المكتب - موجودة بشكل أساسي وكان عملها يتلخص في إنهاء الإجراءات الإدارية الخاصة بالمكاتب من إحضار القرارات أو أي إداريات أخري بالمكتب كاستخراج الأحكام وخلافه وكان دور المحامي في هذا الوقت هو الحضور للمكتب لإعداد المذكرات صحف الدعاوي وحضور الجلسات بالمحكمة - فكان المحامي صاحب هيبة وقامة -ومع تطور الزمان وكثرة الخرجين والمقيدين بنقابة المحامين فقد لجأ أصحاب المكاتب من المحامون في إسناد هذا الدور للشاب المتخرج حديثا فهذا أول السلم الذي يبدأ فيه المحامي الصعود، مما ساعد علي أن تتواري مهنة وكيل المكتب.
يقول المحامى والخبير القانوني أحمد عبد القادر – إن غياب وظيفة وكيل مكتب المحاماة أدت فى وقت لاحق إلى احتكاك شباب المحامين بالموظفين والإداريين بالمحكمة دون أن يكون لديهم الخبرات الكافية في التعامل مع موظف المحكمة الذى يتمتع بطبيعة خاصة فما أن يرى المحامي ينقصه بعض الخبرات حتي تنتابه مفرجات العظمة والتعالي علي المحامي.
وأضاف: قد ساعدت شخصية الشباب حاليا علي هذا فما عاد المحامي الشاب يقدر مهنة المحاماة، فنجده يرتدي البنطال الضيق أو الجينز والكوتشي وقصات شعر ما أنزل الله بها من سلطان، مما جعل الموظف يتجرأ على المحامي ويتتطاول عليه، لذلك فإن شخصية - وكيل المكتب - كانت كفيلة بان تمنع أصطدام المحامي المبتديء بالعمل الإداري حتي ينضج ويعي قدر المهنة التي يعمل بها، فمن الطبيعي أن يأخذ الشاب وقتا في التحول من مرحلة شباب الجامعة إلي أن يدخل في مهنة المحاماة والمسئولية .
وكثير من المحامين – بحسب «عبد القادر» فى تصريح لـ«اليوم السابع» : يطلبون حديثي التخرج للعمل لديهم في المكتب نظرا لقلة رواتبهم وتكون مهمته هو العمل الإداري بالمكتب بناء علي المقولة الشهرية - أنا بعلمك - مما جعل الكثير من حديثي التخرج يتسربون من المهنة ويتجهون إلي مهن أخري كثيرة وهو ما أنتج سائق ميكروباص بدرجة محامي ونقاش بدرجة محامي وهكذا .
وتابع: «على المحامي صاحب المكتب أن يعلم أن المحامي الشاب حديث التخرج أمانة لديه فلا يغرنه حداثة عهدة بالمهنة، فيقوم باستعماله سكرتير لمكتب سيادته أو وكيل مكتب فلم يتخرج المحامي حتى تصطحبه للمحكمة لكي يمسك لك الروب أو ملف فقد يستخدم البعض المحامين حديثي التخرج كواجهة اجتماعية فلا داعي لهذا.. احفظ كرامة المحامي الصغير وربيه علي القانون وعلي عزة النفس حتي نستطيع خلق جيل جديد من المحاماة متربي علي الهيبة وعزة النفس».
ووجه رسالة إلى المحامى حديث التخرج قائلاَ: «صديقي المحامي الشاب تحملت أسرتك الكثير من الصعاب حتي تخرجت وأصبحت كما يقولوا ( محامي قد الدنيا ) فلا تبدأ حياتك العملية إلا وأنت تعلم كامل حقوقك ورسالتي إليك ليست رسالة تمرض علي أستاذك فلقد مررنا جميعا بهذه المرحلة حتي استطعنا أن نقف علي أرجلنا في مهنة المحامي، احفظ صورتك في المحكمة فلا داعي أن تظهر في المحكمة بملابس لا تناسب المهنة ولا تجعل الحديث مع الآخرين يتخطى حدود اللياقة احفظ كرامتك حتي نحفظ كرامة وهيبة المحاماة ».