ولدت جان دارك فى 6 يناير عام 1412، ولم تكن تعلم أن حياتها القصيرة التى ستمتد فقط نحو 19 عاما ستكون مؤثرة فى التاريخ، وأن نهايتها ستكون على يد المتكلمين باسم الله والمدافعين عن الكنيسة الذين أحرقوها حية.
لقبت جان دارك بـ "خادمة اورليان" وهى بطلة وطنية حقيقية، فى سن الثامنة عشرة قادت جان دارك الجيش الفرنسى للفوز على البريطانيين فى أورليان، وتم القبض عليها فى وقت لاحق من نفس السنة.
وبحسب كتاب فراس البيطار "الموسوعة السياسية والعسكرية.. الجزء السادس"، فإن الأوضاع ساءت فى فرنسا بعد وفاة الملك شارل السادس ملك فرنسا وهنرى الخامس ملك إنجلترا، واختار أهل "أورليان" ولى العهد شارل السابع ملكا، وبدا "شارل" ضعيفا وعاجزا أمام الزحف الإنجليزى، حتى وصلوا لمحاصرة مدينة أورليان "مدينة جان دارك"، ويشير الكاتب إلى أنه فى هذه الفترة ظهرت جان دارك، واستطاعت أن تقنع شارل السابع بتزويدها بجيش لإنقاذ المدينة، واستطاعت أن تجبر القوات البريطانية على الانسحاب وفك الحصار وغيرت اتجاه حرب المائة عام ضد الإنجليز، وبعدها توجت الوصى شارل السابع، داخل كنيسة تحت اسم الملك شارل السابع.
ويفسر المؤرخ ستيفن ريتشى انجذاب جان للبلاط الملكى بأنهم صوروها على أنها مصدر الأمل الوحيد لنظام كان على وشك الانهيار، بعد سنوات من الهزائم المذلة المتتالية، أصاب الإحباط كلاً من القيادة العسكرية والمدنية فى فرنسا وأفقدها مصداقيتها، وعندما طلب شارل من جان دارك الاستعداد للحرب ووضعها على رأس الجيش، كان خياره مستنداً إلى حقيقة أن كل حل عقلانى قد حكم عليه بالفشل، ولم يكن لجيش أن يلتفت إلى فتاة فلاحة أمية تزعم بأن صوتاً من الله يرشدها لقيادة جيش بلادها إلا أن كان هذا الجيش قد وصل إلى أعلى درجات اليأس"، ومنذ ذلك الوقت أصبحت جان دارك رمزا للكفاح الفرنسى وأحد رموز الحرية عند الفرنسيين.
وأثارت قيادتها للجيش الملكى حسد القادة هناك، فسهلوا وقوعها أسيرة بيد أمير برجندى موالى للإنجليز والذى سلمها لبريطانيا مقابل ألف كراون ذهبى، وذلك عام 1430، وتمت إحالتها إلى محكمة دينية أدانتها بالكفر والهرطقة، وقضت بإعدامها حرقا عام 1431، بعدما هتفت فيهم "أنا مبعوثة الرب، ملك السماء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة