أعلت ثورة 30 يونيو من كرامة المصريين، وذلك بعد عام كامل من الذل والإهانة المتعمدة على جماعة الإخوان الإرهابية وعناصرها التخريبية التى لم تضع أمامها إلا مصلحة التنظيم الإرهابى، ولم تكن كرامة المصريين نصب أعينهم فى أى موقف يُذكر على المستويين الداخلى والخارجى، حيث شهد هذا العام العديد من المواقف التى أُهدرت فيها كرامة المصريين بمختلف انتماءاتهم السياسية.
فقد أظهرت الجماعة وعناصرها كل الاحتقار للمصريين ورسخت لفكرة التمييز بين المواطنين بناءً على الجنس والدين والانتماء السياسى أيضا، فلم تسلم المرأة مثلا من إهانات الجماعة المتكررة، ووصل الأمر إلى الاعتداء على رموز نسائية منهم المناضلة اليسارية الراحلة شاهندة مقلد فى مشهد أثار استياء المصريين جميعا وربما العالم أجمع.
ومن أبرز الفتن التى وقعت خلال العام الأسود لحكم الجماعة الإرهابية كانت أحداث اعتصام قصر الاتحادية، وذلك بعد أن صدر الإعلان غير الدستورى الذى كان شرارة اندلاع الاحتجاجات بالشارع المصرى، وبعدها قام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسی، بالاعتداء على المتظاهرين السلميين المعتصمين أمام قصر الاتحادية، احتجاجا على إصداره الإعلان الدستورى الذى يمنحه سلطات موسعة.
هذا الإعلان قوبل بالرفض الشديد من قبل قطاع كبير من القوى السياسية والثورية، وقرر عدد من شباب القوى السياسية والثورية إعلان الاعتصام فى محيط قصر الاتحادية فى الخامس من ديسمبر 2012، والذى راح ضحيته العشرات ما بين مصابين وقتلى، وأبرزهم استشهاد الصحفى الشاب الحسينى أبو ضيف.
ورغم التزام المعتصمين السلمية، إلا أن جماعة الإخوان، اندفعوا تجاه المعتصمين لفض اعتصامهم بالقوة، وتحطيم خيامهم بهدف حماية رئيسهم، الأمر الذى لم يكن فى مخطط المعتصمين من الأساس، فشهدت الأيام الأربعة التالية اشتباكات بين المتظاهرين وأنصار مرسى، وشهد ميدان التحرير صباح يوم الخميس السادس من ديسمبر توافد آلاف المتظاهرين احتجاجا على فض اعتصام المعارضين للقرارات الأخيرة لمرسى.
وتم إفساح المجال للعنف الممنهج من قبل المؤيدين للجماعة، وازدادت وتيرة العنف مع إقامة مؤیدی مرسى مخيمات، بالقرب من إحدى بوابات قصر الاتحادية حولوه لمركز اعتقال وتعذيب واستجواب للمتظاهرين، الذين اعتبروهم متآمرين على الرئيس الشرعى، ويرغبون بإسقاطه بمعاونة عملاء الداخل (قيادات المعارضة التي أسست جبهة الإنقاذ الوطنى).
كما أسفرت تلك الأحداث عن مقتل 10 أشخاص وإصابة 748 طبقا لوزارة الصحة، وأكدت تقارير الطب الشرعى، أن الوفيات التى وقعت فى صفوف كل من المؤيدين والمعارضين، جاءت نتيجة الإصابات بالرصاص الحى والخرطوش، وقد كانت معظم ردود الفعل العالمية من تصريحات القادة والسياسيين تحذر من حدة الاستقطاب الذى يغذيه ممارسات نظام مرسى وجماعته على المجتمع فضلا عن لجوئهم لاستخدام العنف والشحن المضاد باستخدام الدين، محذرين من وقوع حرب أهلية.
هذا بخلاف موجة العنف الشديد التي شهدتها شوارع المحروسة عقب ثورة الشعب المصرى على حكم الجماعة الإرهابية في 30 يونيو 2013، حيث قررت الجماعة اتباع سياسة العقاب الجماعى للمصريين عقب الإطاحة بهم من الحكم، وبدأت فى مهاجمة الكنائس ومنازل الأقباط، وتنظيم اعتصامى رابعة العدوية والنهضة اللذان كانا مركزا لإرهاب الجماعة وكانا شاهدين على أفظع جرائم الجماعة تجاه المصريين من قتل وتعذيب.