تمر اليوم الذكرى الـ 753 على إقامة صلاة الجمعة لأول مرة في الجامع الأزهر في القاهرة وذلك في عهد السلطان الظاهر بيبرس، وذلك بعد ما يقرب من قرن من غلق المسجد، أهمل المسجد خلال حكم السلالة الأيوبية لمصر، وحظر القاضى صدر الدين بن درباس، الصلاة فيه.
كان صلاح الدين الأيوبي الذي أطاح بـ الفاطمية عام 1171 معاديًا لمبادئ التعاليم الشيعية التي طرحت في الأزهر أثناء الخلافة الفاطمية، وقد أهمل المسجد خلال حكم السلالة الأيوبية لمصر، وحظرالقاضي صدر الدين بن درباس، الصلاة فيه، قبل أن يعاد افتتاح المسجد من جديد في عام 1267 إقامة صلاة الجمعة في الأزهر لأول مرة على يد السلطان الظاهر بيبرس.. فما السبب وراء ذلك.
بحسب كتاب " الأزهر..الشيخ والمشيخة" للكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة السابق، فأنه فى عصر ركن الدين بيبرس، حدث إحياء للجامع الأزهر، فقد كان نائب السلطنة فى عهده، الأمير عز الدين أيدمر العلى، يسكن دارا بجوار الأزهر، وعز عليه أن يكون بجوار داره ذلك المكان الخرب بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وعز عليه كذلك أن يكون ذلك مآل المسجد الأول بمدينة القاهرة.
فشرع الأمير فى إعادة إعمار بناء الأزهر، فضلا عن توسعته، وحين اكتمل البناء خصص له خطيبا وجاء بالفقهاء يتلون آيات القرآن الكريم به، ولم يكن الأمير يفعل ذلك منفردا أو بدون علم السلطان، فقد فاتح بيبرس فى الأمر وأقنعه بأهمية إعادة الحياة إلى الأزهر.
وبقيت مشكلة إقامة صلاة جامعة بالمسحد، وهناك فتوى صلاة بعدم جواز إقامة صلاة الجماعة به، والفتوى لا تنسخ ولا تلغى إلا بفتوى، على نفس المستوى، أى أن فتوى المنع صدرت عن قاضى القضاة فلا ترد إلا بفتوى من قاضى القضاة أيضا، وهكذا توجه نائب السلطنة إلى قاضى القضاة تاج الدين ابن بنت الأعز، وكان شافعيا، يطلب إليه أن تؤدى صلاة الجمعة فى الأزهر، لكن ابن بنت الأعز رفض طلب نائب السلطنة، بفتح الجامع للصلاة، والتى ظل قرابة قرن من الزمان، ولا يريد قاضى القضاة أن يعيد النظر فى فتوى سابقه، حتى تدخل السلطان نفسه وفاتح بيبرس ابن بنت الأعز، لكن يبدو أن العناد بسبب قيام نائب السلطان فى إعادة بناء الجامع واختار المؤذن والخطيب، دون الرجوع إليه، كان سببا فى استمرار الرفض، فما من السلطان بيبرس أن قرر عزل قاضى القضاة، وعين بدلا منه قاضى من المذهب الحنفى، وكان الأحناف حينها لا يرفضون أن تقام الصلاة بالجامع الأزهر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة