غداة إعلان وزارة الصحة الإيرانية تسجيل إصابات بفيروس كورونا المستجد في جنوب غربي طهران، ووفاة 2 مسنين في مدينة قم، سجلت مدن إيرانية مختلفة 13 حالة إصابة جديدة صباح الجمعة، لترتفع بذلك حالات الإصابة إلى 18 شخصا، بينهم 7 في قم و4 في طهران و2 في محافظة جيلان.
وعلى وقع الهلع الذى انتاب الإيرانيين، تجرى الانتخابات التشريعية، وسط مخاوف من عزوف الناخبين عن النزول والمشاركة خوفا من عدوى الفيروس، اتخذت السلطات إجراءات احترازية لحماية المرشد الأعلى من العدوى، وأجرت تحليل فيروس كورونا للمصورين والصحفيين الذين شاركوا في تغطية إدلاء خامنئي بصوته في الانتخابات البرلمانية الإيرانية.
بدورها أعلنت هيئة الانتخابات التشريعية، أن غمس الأصبع في الحبر بالدوائر الانتخابية، بعد التصويت أصبح "اختياري"، للحيلولة دون فزع الناخب الإيراني وتدنى نسبة المشاركة.
ودشن نشطاء إيرانيون حملة "لن أصافحك لاني احبك"، علي مواقع التواصل الاجتماعي تستهدف الوقاية من انتشار فيروس كورونا المستجد وذلك بعد ان انتشار الذعر بين الايرانيين عقب الاعلان عن وفاة حالتان بالفيروس القاتل، واصدرت وزارة الصحة الايرانية تعليمات بعدم التقبيل والمصافحة.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها منذ الصباح، ومن المقرر أن يستمر الاقتراع لمدة 10 ساعات، لاختیار ممثلیهم في الانتخابات التي يتنافس فيها 7 آلاف و 148 مرشح على 290 مقعد في البرلمان الايرانى، و يحق لـ 57 مليون و 918 ألف شخص التصويت فى هذا الاستحقاق.
وعقب الادلاء بصوته حث المرشد الأعلى الإيرانى آية الله على خامنئى على المشاركة في الانتخابات، قائلا "الانتخابات التشريعية تضمن المصالح الوطنية للبلاد، معتبرا أن يوم الانتخابات يوم احتفال وطني، وفرصة للإيرانيين لممارسة حقهم المدني في ادارة شؤون البلاد، ووصفها بالواجب الشرعى".
كما دعا خطيب جمعة طهران المؤقت المتشدد أحمد خاتمى، الإيرانيين للإدلاء بأصواتهم، معتبرا أن المشاركة "ستؤدى إلى إذلال أعداء الشعب الإيراني".
وتشكل نسبة المشاركة هاجسا لدى السلطات، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى عزوف الكثير من الإيرانيين عن المشاركة في الانتخابات لا سيما في العاصمة، التي شهدت احتجاجات عارمة في نوفمبر اعتراضا على رفع أسعار الوقود، ورفض الإيرانيين طريقة القمع التي تعاملت بها السلطات مع المحتجين، متأثرة بدعوة المعارضة في الخارج بمقاطعة الاستحقاق.
هذا بالإضافة إلى الشعور بخيبة أمل لدى أغلب الإيرانيين من في كتلة اميد "الأمل" الإصلاحية التي استحوذت على مقاعد العاصمة الـ سنوات الـ 4 الماضية في البرلمان، ورغم أهمية هذه المقاعد أخفقت في تلبية مطالب الشعب الذى عقد آماله عليها في تنفيذ إصلاحات في البلاد والانفتاح، واصطدم الإيرانيون بعودة العقوبات، لذا شعر الإيرانيون أنهم كانوا أمام رهان خاسر أدى إلى احباط تملك كثيرين.
ويغيب التكافؤ في الفرص بين التيارات السياسية، حيث يمتلك التيار المحافظ والأصوليون نصيب الأسد من المرشحين، في حين استبعد مجلس صيانة الدستور آلاف المرشحين من التنافس لصالح المتشددين، ورغم ذلك يأبى هذا التيار الإقصاء من المشهد السياسى، ويخوض عددا قليل من مرشحيه بقائمة تتنافس على العاصمة طهران يتزعمها مجيد أنصاري عضو مجمع رجال الدين المناضلين.
وتجرى بالتزامن مع انتخابات البرلمان، الجولة التكميلية الاولى من الدورة الخامسة لمجلس خبراء القيادة، وخبراء القيادة، هو هيئة تتمتع بنفوذ قوى فى قيادة العملية السياسية فى إيران وتعد مهامه هي اختيار المرشد الأعلى حال فراغ المنصب، بحسب المادة 107 من الدستور الإيرانى، وخلعه إذا ثبت عجزه عن أداء واجباته بحسب المادة 110، وقد قام أعضاء المجلس بهذا الدور مرة واحدة فقط، وذلك حينما اجتمعوا فورا فى أعقاب وفاة آية الله الخمينى ليختاروا آية الله على خامنئى خلفًا له عام 1989.
ويضم مجلس الخبراء 88 عضوًا، من رجال الدين ممن يعرف عنهم التقوى والعلم يتم اختيارهم بالاستفتاء الشعبي المباشر لدورة واحدة كل ثمانى سنوات.