لست من هواة أو عشاق كرة القدم أو كما يحبون أن يطلقوا عليها "الساحرة المستديرة"، بل وأتعجب حينما أرى حرص الكثير من زملائى وأصدقائى على متابعة كل مباريات الدورى، الذى لا أعلم ماهيته ولا متى يبدأ ولا الفرق بينه وبين السوبر، وغيرها من البطولات التي تتنافس عليها الفرق، فليس لدى طاقة لأن أجلس 90 دقيقة أمام مباراة، لا أظن أنها ستعود على بشيء، وقطعا يختلف معى فى هذا الرأي الكثير أو الملايين من عشاق هذه الساحرة المستديرة.
لا أدرى في الحقيقة لماذا لا تستهويني هذه المباريات وهذه البطولات كما تستهو أصدقائى وزملاء العمل، وأذكر أننى حاولت أكثر من مرة، مجبرًا أحيانًا أو بإرادتى في أحيان أخرى، أن أجلس أمام التليفزيون لمشاهدة مباراة بين فريقين، ولكننى لم أجد أية متعة، خاصة بعدما يدب الخلاف بين أصدقائى بعضهم البعض بسبب تحمس كل منهم لفريقه ودفاعه عنه تارة ومهاجمة الحكم الذى ينحاز للفريق الخصم أو التندر واستنكار أخلاق رئيس نادى أو طريقة لعب أحد اللاعبين.
ورغم عدم متابعتى للكرة ولا المباريات التي تجرى ربما يوميًا فيما يسمى الدورى أو السوبر، ولا حتى أخبارها، إلا أننى علمت بوجود مباراة يطلق عليها "مباراة القمة"، كونها بين أكبر فريقين في مصر، وبالطبع لم أشاهد هذه المباراة، غير أننى تابعت نتائجها -رغمًا عنى – من خلال منشورات الأصدقاء على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، وتابعت أكثر ردود الأفعال بعد هذه المباراة.
قديما كنت أسمع من الأمثلة الشعبية على الرياضة أبرزها أو ما أذكره هنا : "الرياضة سلوك وأخلاق"، غير أنى اكتشفت بعد المباراة الأخيرة أن هذا المثل اندثر من ثقافة لاعبينا، فما شاهدته من مقاطع فيديو وصور على "الفيس بوك"، مقتبسة من مباراة القمة هذه يدعو للاشمئزاز وكره هذه الرياضة التي تجعل لاعبيها يصلون لهذا الحد، وتجعل جمهورها يتعصب للحد الذى يقاطع فيه الابن أبيه والأخ أخيه.
تعجبت كثيرًا لما شاهدته من فيديوهات لمشاجرات بين اللاعبين قالوا إنها عقب انتهاء المباراة وإعلان الفائز، وتعجبت أكثر لارتكاب بعض اللاعبين لإيحاءات جنسية وتوجيه السباب لجمهور ولاعبى الخصم، وحمدت الله كثيرًا أننى "ماليش في الكورة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة