للأسبوع الثانى على التوالى ستغلق إيران، غدا مساجدها أمام المصليين فى صلاة الجمعة، كاجراء احترازى لإحتواء فيروس كورونا المتفشي فى جميع محافظاتها البالغ عددها 31 محافظة، وفقا لقرار اللجنة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا، بعد أن واصل الفيروس القاتل حصد الأرواح، وسجلت وزارة الصحة الإيرانية حالات وفاة بلغت 107 شخص وبلغت إجمالى الإصابات 3513، وشفاء 739 شخص، فيما تقول المعارضة أن الأرقام تتخطى الإحصائيات الرسمية وتتهم السلطات بعدم الشفافية.
وعلى أعتاب عيد رأس السنة الشمسية الإيرانية عيد النوروز (21 مارس)، حذرت تقارير إيرانية من كارثة حيث أن محافظات إيران ستكون على موعد مع موجة ثانية لتفشي الوباء، وفى صحيفة خراسان أعربت الصحيفة عن مخاوفها من موجة ثانية لانتشار فيروس كورونا على اعتاب زيارات وسفريات عيد النوروز حيث التقليد المتبع بين الإيرانيين فى زيارات الأهل والأقارب فى هذا العيد، ورغم تحذيرات الصحة الإيرانية إلا أن التقارير تشير إلى أن السفر بين المحافظات لم يتوقف.
وقالت الصحيفة عن حاكم محافظة خراسان رضوى ومشهد أن هذه المحافظات تقع فى الدائرة الخطر لإنتشار الفيروس، وحذرت المواطنين من كارثة حال لم تؤخذ التحذيرات على محمل الجد، حال سافر الإيرانيين إلى مشهد، حيث يسافر سنويا نحو 9 مليون إيرانى إلى هذه المدينة خلال عطلة عيد النوروز.
ودعا وزير الصحة الإيراني سعيد نمكي، المواطنين البقاء فى منازلهم وإلغاء الزيارات والسفر إلى المدن قائلا "سرعة تفشي المرض كبيرة وحقيقة" داعيا بأخذ المرض على محمل الجد، وحث وزير الصحة الإيراني المواطنين على عدم التعامل بالعملات الورقية واستبدالها بالتعامل الإلكترونى للحد من انتشار الفيروس.
كما أعلن وزير الصحة الإيرانى عن إغلاق جميع المدارس والجامعات حتى 20 مارس بسبب انتشار فيروس كورونا، وتأجيل امتحانات القبول فى الجامعات فى عموم البلاد، وذلك فى إطار إحتواء انتشاره، ودعا للرقابة على محطات البنزين.
ويواصل المرض حصد المسئولين الإيرانيين، وتوفى رجل الدين الإيراني، آية الله محسن حبيبى رئيس الحوزة الدينية فى مدينة قم ومدير مدرسة مجتهدى طهران، وعضو شورى إدارة الحوزات العلمية فى طهران، متأثرا بإصابته بكورونا، كما سجلت طهران حالة وفا ثانية لرجل من فريق التمريض بمحافظة رشت شمال البلاد.
وكان أصيب نائبة الرئيس روحانى معصومة ابتكار، ونائب وزير الصحة ورئيس لجنة الامن القومى فى البرلمان مجتبى ذو النور، والنائب المعتدل محمود صادقى، فضلا عن وفاة سفير طهران الأسبق فى مصر سيد هادى خسرو شاهى (81 عاما)، ورئيس الحوزات الدينية آية الله محسن حبيبى.
من جانبه، قال قائد الحرس الثوري الإيرانى، حسين سلامي، إن فيروس كورونا قد يكون هجوم بيولوجي أمريكي استهدف الصين أولا ثم إيران، وأكد قائد الحرس الثورى أن إيران ستنتصر على فيروس كورونا، لافتا إلى أن بلاده "تخوض حربا بيولوجية وعلى الجميع أن يعلم أنها ستتجاوز هذه المرحلة نحو الاستقرار".
وأضاف سلامى أنه إذا كان فيروس كورونا هجوما بيولوجيا أمريكيا، فإنه سيطال أمريكا نفسها، وإذا لم يكن كذلك فإنه سيتم احتوائه".
وتوقع عضو اللجنة الحكومية الإيرانية لمكافحة كورونا، الدكتور مسعود مرداني، إصابة ما بين 30 إلى 40 % من سكان العاصمة طهران بهذا الفيروس قبل 20 من مارس الجاري، وقال مرداني في مقابلة لصحيفة إيران الحكومية، إن "مصابا واحدا بفيروس كورونا يمكن أن يتسبب بإصابة 4 أشخاص في الوقت ذاته، وإن ما بين 30 إلى 40% من سكان طهران سوف يصابون بالفيروس في مارس الجاري.
وأوضح أن "التهاب فيروس كورونا يرتبط بارتفاع معدل الإصابة بعدوى الفيروس في البلاد، ما لم يثبت العكس".
وقالت منظمة الصحة العالمية، أن فيروس كورونا المستجد، بات متفشيا بشكل كبير فى إيران، محذرة من قلة التجهيزات الوقائية لعمال الرعاية الصحية فى البلاد، وقال المدير التنفيذى لبرنامج الطواريء الصحية في منظمة الصحة العالمية مايكل راين، في مؤتمر صحفي نقلته قناة (الحرة) الأمريكية، إن "نقص لوازم الوقاية من الفيروس في المستشفيات الإيرانية، يعقد جهود احتواء تفشيه في مدن البلاد.. الوضع لم يعد سهلا، والحد من تفشيه في البلاد، صعب لكنه ليس مستحيلا".
وكشف عن قلق الأطباء والممرضين في المستشفيات الإيرانية، من انعدام الكميات اللازمة من التجهيزات، والإمدادات، وأجهزة التهوية والمساعدة على التنفس، والأكسجين".
وأشار إلى أن زيادة عدد الإصابات والوفيات وإن بدت أمرا سيئا للغاية، إلا أنها تعكس مقاربة أكثر حزما في مجالي المراقبة والكشف، موضحا أن "الأمور تبدو دائما وكأنها تتجه للأسوأ قبل أن تتحسن".
وفى إطار جهود احتواء ارتفاع اعداد مرضى الفيروس، دشنت إيران مستشفى ميدانى فى محافظة قزوين شمال البلاد، ذلك إلى جانب الفرق الطبية المنتشرة فى البلاد لتعقيم الشوارع والأضرح، كما دخل الحرس الثورى الإيراني على خط مواجهة الفيروس، حيث أقام مستشفى ميدانى فى قم، ويواصل البرلمان الإيراني تعليق جلساته هذا الاسبوع، وحتى اشعار آخر، كما اتخذت قرار بخفض ساعات العمل فى جميع الإدارات الحكومية. وفى وقت سابق أعلنت إيران، الثلاثاء، أنها ستُفرج مُؤقتًا عن أكثر من 54 ألف سجين، فى محاولة لمنع انتشار فيروس كورونا الجديد "كوفيد 19".
وعلى مدار أسبوعين، تفشى كورونا بسرعة في كافة المحافظات والمدن الإيرانية، وأصبحت إيران تحتل المركز الثاني بعدد الوفيات جراء هذا الفيروس بعد الصين، والمركز الرابع عالميا على صعيد الإصابات بعد الصين وكوريا الجنوبية وإيطالي، وتعتبر العاصمة طهران ومدينة قم العاصمة الدينية، ومحافظة كيلان هي المناطق التي شهدت تسجيل أكبر عدد من حالات الإصابة وأعداد الوفيات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة