رغم حالته الصحية السيئة واحتياجه الدائم إلى الدواء حتى يجاهد مرضه الذى يعانى منه، والذى أخبره الأطباء بأن ليس له علاج، أو يحتاج إلى جراحه، إلا أن صوته أبهر الجميع وخطف الأنظار فى جميع الحفلات التى ظهر فيها، فلم يصدق من يسمعه من بعيد أن من يقرأ طفلا صغيرا وليس الشيخ المنشاوى، حتى يقترب منه ويراه أمام عينه، فيجده طفلا صغيرا لم يتجاوز 15 عاما.
أتم حفظ القرآن وكان عمره 5 سنوات تغلب على مرضه وحافظ على صوته العذب الذى لا يفرقه أحد عن صوت الشيخ محمود صديق المنشاوى، اكتشف والده موهبته بالصدفة، أثناء قراءته فى صالة المنزل، دخل معهد القراءات ليتم حفظ القرآن بالقراءات السبع، أنه الشاب
الذى يبلغ من العمر 15 سنة ويقيم فى عزبة الخشابة بالمنيا، ويقول: "حفظت القرآن كاملا وكان عمرى فى هذا التوقيت 5 سنوات والفضل يرجع لوالدى محفظ القرآن فهو ساعدنى كثيرا فى اتمام الحفظ وفى ذلك العمر".
وأضاف: "ظروفى الصحية تجعل والدى دائما رحيما بى فلا يعنفنى أو يضربنى أبدا خاصة عندما كنت احفظ القرآن"، متابعا: أصبت فى طفولتى بمرض ارتجاع فى القلب وذهب بى والدى إلى كل مكان لكن جميع الأطباء أكدوا أننى سوف أعيش بهذا المرض وليس له علاج، وساءت حالة والدى الاقتصادية فطلبت منه التوقف عن ذهابنا إلى الأطباء وبالفعل توقفت عن الأدوية أو متابعة الأطباء، ولكن كل ذلك لا يمنع أن اواصل رحلتى فى تعلم القرآن وحفظه وتلاوته.
وعن موهبته فى القراءة وكيف اكتشفها، قال عمر، منذ أن كان عندى 3 سنوات وكنت أسمع الشيخ محمود صديق المنشاوى ، وفى أأأحد الأيام كنت أقرأ فى صالة المنزل للشيخ المنشاوى ، ووالدى بداخل حجرته فطلب منى أغلاق الراديو ، فقلت له أنا من يقرأ وليس الراديو ، ومن هذا الوقت وجدت والدى يسخر كل وقته معى لإتمام حفظ القرآن الكريم ، بقراءته ولذلك التحقت بمعهد القراءات حتى اتمكن من القرآن بعد اتمام حفظه كاملا .
وقال عمر: قرأت فى سن مبكرة جدا فى حفلات ومنها حفلات داخل مبنى محافظة المنيا وبعد الانتهاء من القراءة كنت أسمع وأرى تصفيق حار من الحضور، وأطلقوا على صوت السماء، المنشاوى الصغير.
ولفت قائلا: ولدت فى القاهرة وعندما كان عمرى 4 سنوات حاول أبى الحاقى بالأزهر هناك إلا أنهم رفضوا ذاك فحزم والدى أمتعته وجاء بنا إلى المنيا والتحقت هنا بالأزهر حتى المرحلة الاعدادية ثم تركتها وذهبت إلى معهد القراءات .
وأكمل: فى ذلك الوقت أصبت بحالة روماتيد وتم احتجازى فى المستشفى لفترة طويلة، بعد أن أصبحت عاجزا عن السير على قدمي، ورغم ذلك كان والدى يحملنى على كتفه ويذهب بى إلى كل مكان ويجلس معى ويحفظنى القرآن.
وعن طريقة الحفظ للقرآن الكريم قال عمر، كنت أحفظ كل يوم صفحة من القرآن بمعدل 15 سطر يوميا، ونظرا لان صوتى صورة أخرى من صوت المنشاوى كنت دائما من يبدأ افتتاحية المدرسة فى الاذاعة المدرسية.
وأوضح عمر قائلا: قدمت فى إذاعة القرآن الكريم لكن ما عطلنى هو البطاقة فانا لم استخرج بطاقة شخصية فلم ابلغ من العمر عمل البطاقة، واتمنى لو اقرأ فى أذاعه القرآن الكريم وهذا كل حلمى.
فيما أضاف والده قائلا: رغم ظروفنا الاقتصادية الصعبة ورغم حالته الصحية السيئة، إلا أن حبه للقرآن يجعله يتجاوز كل تلك العقبات، ويواصل الاطلاع ويداوم على الحفظ ويصر على التلاوة بالقراءات.
وأشار إلى أن نجله عمر يعانى من ارتجاع فى القلب وهو مرض مزمن ليس له علاج حسب ما قاله الأطباء، لقد انفقت عليه كل ما أملك فى سبيل أن احقق له ما يتمنى ويتغلب على مرضه، فهو يأخذ أدوية بمبالغ كبيرة كل شهر ورغم أن حالتنا الاقتصادية سيئة، إلا أن الله يساعدنا فى ذلك، خاصة أننى لا أتقاضى أى معاش ولست موظف اتقاضى راتبا، حتى السكن نحن نسكن بالإيجار ولو محبة الناس فى صوت عمر لطردنا بسبب عجزنا عن دفع الإيجار.