تولدت روح ابتكارية هائلة لدى الناس فى ظل العزل المنزل المفروض بمختلف دول العالم للحد من تفشى فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، حيث يسعى الجميع لكسر حالة الملل التى تفرضها العزلة الاجتماعية داخل المنازل وتجنب التجمعات، وهو ما فعلته سيدة أمريكية من شمال مدينة فينيكس، فى ولاية أريزونا، حيث ابتكرت "غرفة دردشة حية" للتواصل مع جيرانها والغرباء.
شعرت رينيه بيولى، أنها بحاجة للتواصل مع العالم الخارجى والحفاظ على إجراءات الوقاية من فيروس كورونا فى الوقت ذاته، لذا فتحت نافذة غرفتها وحولتها لغرفة "دردشة حية" ليأتى إليها جيرانها والغرباء من المارة للحديث معها عن بعد، وذلك فى محاولة للتغلب على صعوبات العزل الذاتى، وقالت رينيه بيولى، عن سبب لجوئها لهذه الفكرة: "قررت أننى بحاجة للتحدث إلى الناس"، وذلك وفقًا لما نقلته شبكة "CNN" الإخبارية.
وبحسب تقارير وسائل إعلام محلية أمريكية، فإن العمل من المنزل ليس بجديد بالنسبة لبيولى، ومع ذلك، كان هناك شىء مفقود، حيث توفى الكلب الخاص بها، البالغ من العمر 14 عامًا، الأسبوع الماضى، وأوضحت بيولى "لقد عانت من بعض مضاعفات الشيخوخة وأصبح لا يمكن إنقاذها".
وحينما شعرت بانفصالها عن العالم وظهور علامات الاكتئاب عليها، وضعت السيدة الأمريكية لافتة أمام الساحة الأمامية لمنزلها، مكتوب عليها "الدردشة الحية"، ثم وضعت لافتة أخرى بجوار نافذة غرفتها مكتوب عليها: "غرفة دردشة"، كما وضعت كرسى مع مناديل معقمة فى الساحة الأمامية للمنزل على بعد حوالى 10 أقدام من النافذة حتى يتمكن الناس من الجلوس عليه أثناء محادثتها.
وقالت إن الأمر لم يستغرق وقتًا طويلاً لكى يأتى العديد من الأشخاص ويقولوا مرحبًا، وأضافت بيولى: "كنت أعرف ثلاثة منهم فقط.. التقيت بالكثير من الجيران الجدد وأيضاً الأشخاص الذين كانوا يأتون للتو فى الحى للتحقق من شخص ما وقد توقفوا للحديث ولم أكن قد رأيتهم من قبل.. لقد كان الأمر ممتعاً".
وأضافت بيولى أنها قابلت حتى شخصًا يعمل فى ملاجئ الحيوانات والإنقاذ، وهو أمر تأمل أن يكون مفيدًا، وتابعت "تحدثنا عن كلبى، وأعطانى الكثير من الناس خيوطًا حيث يمكننى العثور على رفيق آخر.. لقد كانت زيارة جميلة مع الجميع".
وأشارت إلى أن الدرس الذى تعلمته من التحدث إلى أشخاص آخرين، هو أن كل شخص يحتاج إلى اتصال بشرى بطريقة ما، وقالت بيولى "يمكننى أن أتخيل ما يمر به الجميع وهذا أمر مروع.. الابتسامات التى رأيتها اليوم رفعت معنوياتى.. الكل يحتاج إلى الاتصال البشرى، وليس أنا فقط"، وأكدت أنه كان أفضل يوم قضته منذ فترة طويلة وأنها ستعيد اللافتات مرة أخرى للأيام العديدة القادمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة