تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الاثنين، العديد من القضايا الهامة أبرزها، إن ما تعيشه الولايات المتحدة الأمريكية الآن من حراك شعبي واسع ضد العنصرية المتجذرة في المجتمع الأمريكي، هي فرصة مهمة على المستويين الأمريكي والعالمي، للمطالبة أيضاً بوقف كل أشكال العنصرية والاضطهاد التي يمارسها الاختلال الإسرائيلي على الفلسطينيين.
مأمون فندى
مأمون فندى: أمريكا تختلف
قال الكاتب فى مقاله بصحيفة الشرق الأوسط، هل هناك ما يمكن كتابته عن احتجاجات الولايات المتحدة ضد عنف الشرطة تجاه الأمريكيين من أصل أفريقي أو الأقليات عموماً لمْ يكتب بعد؟ ظني أنّ فهم التجربة الأمريكية في إطارها الدستوري والقانوني هو الذي لم يحظ بنقاش فيما يكتب بالعربية، خصوصا فيما يتعلق بصلاحيات الرئيس فى استخدام قوة الجيش في نظام فيدرالي واضح المعالم والحدود بين ما هو من شأن الولايات وما يخص الحكومة الفيدرالية.
بداية الاحتجاجات في أمريكا لا تهدف إلى تغيير النظام أو قلب نظام حكم. فمهما اختلفت آراء الأمريكيين فجميعهم يقبلون بالنظام، فقط يريدون إصلاحه محلياً أو فيدرالياً، لكن ليست هناك دعوة واحدة تقول "الشعب يريد تغيير النظام". ولا ننسى أن الولايات المتحدة وفقاً لدستورها ليست ديمقراطية بل جمهورية. قد يريد البعض توسيع الصندوق ولكن لا أحد يريد تكسيره. وهذه أول محددات الاحتجاج على العنف الشرطي ضد المواطنين.
صبحى غندور
صبحى غندور: فرصة نادرة للفلسطينيين فى أمريكا الشمالية
قال الكاتب في مقاله بصحيفة البيان الإماراتية، إن ما تعيشه الولايات المتحدة الأمريكية الآن من حراك شعبي واسع ضد العنصرية المتجذرة في المجتمع الأمريكي، هي فرصة مهمة على المستويين الأمريكي والعالمي، للمطالبة أيضاً بوقف كل أشكال العنصرية والاضطهاد التي يمارسها الاختلال الإسرائيلي على الفلسطينيين لعقود طويلة، لكن هذا الأمر داخل أمريكا الشمالية يتطلب وجود مؤسسات فلسطينية فاعلة وقادرة على جمع الطاقات الفلسطينية، وعلى التنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني الأمريكي، والمنظمات الداعمة لحقوق الإنسان، بحيث تصبح مسألة مناهضة الاحتلال الإسرائيلي العنصري قضية إنسانية عامة، لا تختص فقط بالشعب الفلسطيني، تماماً كما كانت مسألة مناهضة النظام العنصري السابق في جنوب أفريقيا.
الكفاءات والطاقات الفلسطينية المنتشرة في الولايات المتحدة مهمة جداً، لكنها مبعثرة ومشتتة في بلد تتحرّك فيه إسرائيل بشكل واسع ومؤثّر، عبر هيئات مختلفة مؤيدة لها. وحتماً هناك تأثيرات سلبية كبيرة لواقع حال الخلافات بين المنظمات الفلسطينية على الانتشار الفلسطيني في العالم، لكن الوقت قد حان للبحث في داخل أمريكا الشمالية عن إطار تنسيقي، يجمع الفلسطينيين بغض النظر عمّا حصل من خلافات سياسية فلسطينية في السابق.
عبدالله السويجى
عبدالله السويجي: لبنان.. أزمة مزمنة
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الخليج الإماراتية، إن المشاهد العنيفة التي بثتها القنوات الفضائية اللبنانية ليل الخميس الماضي؛ تعكس الواقع الفعلي للتجاذبات السياسية لبلد تتجذّر فيه الطائفية إلى درجة يمكن وصفها بالمزمنة، من دون أن يسعى أي فريق أو حزب مسلح أو غير مسلح أو شبه مسلّح للجم الفوضى المستشرية اقتصادياً وإدارياً وسياسياً؛ بل إن هنالك إصراراً كما يبدو من قبل من يديرون دفة هذا البلد الصغير جغرافياً وإنتاجياً، على الإبقاء على الحالة الفاشلة التي وصل إليها لبنان، ويعيشها منذ أكثر من ثلاثة عقود. فبنيته التحتية متدهورة ومتخلفة، وحالة الأمن وتطبيق القانون تواجه صعوبات، ودخل الفرد يتراجع يوماً بعد يوم، والدولة تزداد عجزاً وإفلاساً، كأن هناك مخطّطاً لإعادة تقسيم السيادة على لبنان أمنياً وإدارياً واقتصادياً وميليشاوياً، يسهم فيه الجميع، كأن وجود دولة قوية تقوم بمحاسبة الفاسدين غير مرغوب به سوى من قلة قليلة تُسمى بالمستقلين.
لقد تابعنا قبل سبعة شهور (ثورة 17 أكتوبر) التي طالبت بإسقاط النظام الطائفي، ويبدو أن المطالبين لم يدركوا أن إسقاط هذا النظام، يتطلب إطاحة ستة أنظمة دفعة واحدة، برموزها وأتباعها وأنظمتها وتغلغلها في جسد الدولة، الأمر الذي يبدو أشبه بالمستحيل، ولهذا ظهرت أصوات راضخة لهذا الواقع قبل أسبوعين تقريباً تنادي بالتقسيم، وردّ عليها رئيس مجلس النوّاب نبيه بري بعنف، على الرغم من أنه مكوّن رئيسي من هذه الأنظمة/ الأحزاب التي تسعى إلى تثبيت نفسها في مفاصل الدولة، ما يقودنا إلى القول إن لبنان دول في دولة، ويسلط الإعلام اللبناني الضوء دائماً على هذه الظاهرة التي يلمسها اللبنانيون كل دقيقة، وتتجسّد في تفاصيل حياتهم. هل لبنان مقبل على انهيار اقتصادي وفلتان سياسي وفوضى اجتماعية؟.