خلال الأيام الماضية وبناء على برتوكولات علاج لفيروس كورونا وبوستات نشرها مدعون، اختفت الكثير من الأدوية من الصيدليات، بالطبع قد لا نلوم المواطن الذى يخاف على صحته، ويسعى لحيازة أدوية لوقاية نفسه وأسرته، لكن تناول بعض هذه الأدوية من دون تعليمات طبية، يمكن أن يعرض صحة الناس للخطر، خاصة أن هناك بعض الحالات يعانى أصحابها من أمراض مزمنة، أو مشكلات فى الكبد أو الكلى أو القلب، يمكن أن يضاعف من خطر تعرضهم لأزمات فى حال تناولوا هذه الأدوية من دون إشراف طبى.
وكشفت أزمة فيروس كورونا بشكل أوضح عن فوضى فى شراء وتناول الأدوية، أو شيوع وصفات ونصائح طبية يطلقها غير الأطباء، يمكن أن تسبب أضرارا أكثر مما تفيد، لأن كل وصفة ربما يكون لها أعراض جانبية يعرفها الأطباء ويمكنهم توجيه المرضى لطريقة تناولها.
وآخر مثال ما جرى بعد الإعلان عن نجاح دواء «الديكساميثازون» فى علاج بعض حالات كورونا، حيث سارع كثيرون لشراء الدواء، بالرغم من وجود ضوابط دقيقة لاستعماله، لما له من أعراض جانبية، قد تصل إلى تداعيات خطرة، فضلا عن أن الدواء يستعمل بجرعات محددة، ويتم تقليل الجرعات لتلافى الأعراض الجانبية.
ومعروف أنه فى أوروبا وبعض الدول العربية محظور صرف أى دواء من دون وصفة طبية معتمدة، ويتعرض الصيدلى الذى يصرف الدواء من دون وصفة للقاب، باستثناء بعض الأصناف التى تدخل ضمن المكملات الغذائية او الوصفات الطبيعية غير الخطرةو لكن الأمر عندنا فوضى كبيرة، تسببت فى اختفاء الأدوية وتعرض حياة وصحة المواطنين للخطر.
وقد صدرت تعليمات للصيدليات بعدم صرف أدوية الفيروس من دون روشتة، كما تم قصر البروتوكولات العلاجية على صيدليات الشركة المصرية، وهو قرار سليم، ويفترض أن تكون التعليمات واضحة فيما يتعلق بتوفير الأدوية بناء على الروشتة، حتى يمكن للمرضى الحصول على العلاج فورا، ونفس الأمر فى أهمية توسيع منافذ صرف الروشتات، لعدم التكدس أمام الصيدليات، وطمأنة المواطنين على توفر الأدوية، للمرضى.
وربما يكون من ميزات أزمة كورونا، مواجهة فوضى الدواء فى السوق، وقصره على الروشتات والأطباء والصيادلة، بحيث يتوفر الدواء للمرضى، وتتراجع الأضرار التى يمكن أن يسببها صرف الدواء من دون روشتة.
وأيضا من المهم البحث عن طريقة لوقف الفتاوى السوشيالية فى الطب، لأنها تمثل خطرا على المستخدمين، فالبوست العادى أو حتى الشائعات والفبركة، تقتصر أضرارها على المتلقين، لكن بوستات الفتاوى والنصائح الطبية من غير المختصين تسرق سلطة الأطباء من دون علم، وتضر بالمرضى، وتؤدى إلى تداعيات خطرة، وهناك مئات الفيديوهات والبوستات عن أمراض وأدوية ووصفات، أغلبها ليس من أطباء، تتسبب فى تضليل المرضى، خاصة أنها تروج بكثرة، والموضوعات الطبية من القضايا ذات الجاذبية، ولا يمكن اعتبارها ضمن حرية التعبير، لأنها تتعلق بصحة الناس وحياتهم، وهناك قوانين تمنع نشر إعلانات الأدوية أو الوصفات الطبية من دون تصريح وزارة الصحة، ومع هذا هناك فوضى تحتاج إلى مواجهة.