تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الثلاثاء، العديد من القضايا الهامة في مقدمتها، احتفال دولة الإمارات العربية المتحدة، بقطع مسبار الأمل 100 مليون كيلو متر فى رحلته إلى كوكب المريخ، بالإضافة إلى تداعيات انفجار بيروت وأزمة تشكيل حكومة جديدة، فضلا عن استعداد الولايات المتحدة الأمريكية لإجراء الانتخابات الرئاسية والمنافسة الشرسة بين الديمقراطيين والجمهوريين.
بوابة التفوق
افتتاحية البيان الإماراتي
وأفتتحت صحيفة البيان الإماراتي، بمقال تحت عنوان "بوابة التفوق" وجاء فيه: فصول مدهشة تسطّرها الإمارات في التاريخ، وآفاق جديدة واسعة تسبرها في ريادة المستقبل، بفضل فكر قيادتها الاستثنائي، التي تحسن الاستثمار في ثروتنا البشرية الأغلى، فتأتي النتائج نقلات نوعية تبهر العالم بقدرات الإمارات وأبنائها.
إنجاز يضيء مزيداً من النجوم في فضاء الفخر، ما أعلنه محمد بن راشد، بالأمس، من تجاوز «مسبار الأمل» 100 مليون كيلومتر في رحلته نحو المريخ، بعد انطلاقه بإصرار وعزيمة إماراتية، وبنجاح كبير لفريقه من سواعد الوطن الذي يضم 200 من الكوادر الإماراتية المؤهلة في تخصصات الهندسة والتكنولوجيا وعلوم الفضاء، وهو المشروع الذي سيقدم للإنسانية ثروة معرفية غير مسبوقة تضعها دولتنا في متناول أكثر من 200 مؤسسة أكاديمية وبحثية حول العالم.
الأحلام والطموحات تتحقق بمثابرة الإمارات التي لا تعرف المستحيل، ومبادرة محمد بن راشد، قائد الرؤية المتقدمة، الذي يواصل إلهامنا وأجيالنا القادمة، بكلماته العظيمة: «المريخ أمامنا.. والوصول لأهدافنا يتطلب أن لا نلتفت».
هذا الإنجاز الذي يصنعه «مسبار الأمل»، ويبشرنا محمد بن راشد أننا سنحتفي خلال أقل من 170 يوماً بدخوله مدار الكوكب الأحمر، ما هو إلا بداية لمشاريع أعظم تطمح من خلالها دولتنا وقيادتنا لتحقيق الريادة والسبق في مجالات المستقبل الحيوية، إذ يؤكد محمد بن راشد: «المرحلة المقبلة في مسيرتنا التنموية تتطلب الاستثمار العلمي الموجه في ثروتنا البشرية.. نريد عقولاً إماراتية تقودنا إلى المستقبل من بوابة التفوق العلمي والمعرفي».
الإنجازات تكبر، وتفوق الإمارات يترسخ، ومساهماتها الحضارية باتت مشهودة للجميع، في نهج أصبح منارة للإنسانية جمعاء في صنع مستقبلها وتقدمها.
لإجراء اللازم
سمير عطا الله
أما في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية بكتب سمير عطا الله عن أزمة بيروت مقالا تحت عنوان: "لإجراء اللازم" وجاء فيه: تعوّد اللبنانيون وأدمنوا ما هو مستنكر لدى الشعوب والأمم: «الخارج». إنهم ينتظرون الآن عودة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإخراجهم من الأزمة الحكومية والدستورية، من دون أي حرج، وكأن الرعاية الخارجية هي الأصول، لا الاستثناء. ويريد كل فريق الاستقواء بالرئيس الفرنسي على الفريق الآخر، فيما يبدو ماكرون الأكثر حرصاً وصدقاً وتجرداً في السعي إلى منع الانهيار الأخير.
ماكرون يريد لبنان وسلامته ولا يريد شيئاً منه. ليس لدى لبنان شيء يعطيه لفرنسا، سوى حماية نفسه من التفكك والتشظي والحيلولة دون التحول إلى دولة مارقة تصدر إلى العالم ثقافة العنف والمزيد من نيترات الأمونيوم. لكن السلطة اللبنانية تريد أن «تشغل» فرنسا في رغائب وأهواء الشبق السياسي الفردي. وليس من سياسي يميز لحظة بين بقائه وبقاء لبنان. وقد خيّل لكثيرين (لست بينهم) أن المشهد الحزين الكارثي، الذي هز مشاعر العالم، سوف يؤثر في سلوك الفئة الحاكمة ولو قليلاً. لكنه لم يؤثر في مشاعر الفئة الحاكمة ولو قليلاً. وقد تأمل هؤلاء هذا المشهد التاريخي وراحوا يبحثون تحت الردم عن المقاعد والكراسي.
تعود اللبنانيون أن المشكلة في الخارج والحل في الخارج أيضاً. ومن دون أي تردد. وإذا التقاهم ماكرون هذه المرة في بيروت، فالجديد الوحيد هو بيروت، وليس جنيف أو لوزان أو ضاحية «سان كلو» الباريسية، أو القاهرة، أو الطائف، أو الكويت أو الدوحة.
يذهبون إلى «مؤتمراتهم» وكل فريق داخلي يمثل فريقه الخارجي؛ مرة سوريا، ومرة أميركا، ومرة منظمة التحرير، ومرة إيران التي أعلن الأمين العام لـ«حزب الله» أنها ترسل إلى الحزب سلاحه ومؤونته وأمواله.
الرئيس ميشال عون يرفض تحقيقاً دولياً في تفجير المرفأ؛ لأنه ضد السيادة اللبنانية، لكنه لا يرى أي مسّ بها في زيارات وتصريحات رئيس فرنسا ووكيل «الخارجية» الأميركية ووزير خارجية ألمانيا - في أسبوع واحد. وجود عشرات المحققين العسكريين من فرنسا وأميركا في المرفأ ليس مسّاً بالسيادة. كلام ماكرون والمبعوث الأميركي ووزير خارجية ألمانيا، في قلب بيروت، عن الفساد ناخر الدولة، ليس تعريضاً بالسيادة وليس اتهاماً للسلطة.
أين الرعب في كل ذلك؟ الرعب أن تنتصر السيادة اللبنانية حقاً. أن تتوقف فرنسا ودول العالم عن محاولة إقناع السياسيين اللبنانيين بشيء يعرف في العالم بالواجب الوطني والشرف الوطني والقيم الإنسانية. سلم اللبنانيون الرئيس ماكرون عريضة وقعها الألوف، تطالب بعودة الانتداب الفرنسي. طبعاً خطوة رمزية بائسة لا معنى لها. فلا فرنسا يمكن أن تعود إلى الانتداب، ولا الأكثرية الساحقة تقبل الفكرة. لكن الهدف من العريضة كان القول: عبودية الاستعمار ولا حرية هذا الحكم. وقد قرأها الحكم كما قرأ التحذير من خطر الأمونيوم في المرفأ، وأحالها على «السلطات المختصة لإجراء اللازم».
الإنتخابات الأمريكية.. مفاجأة السود!
أحمد الفراج
وكتب أحمد الفراج فى "سكاى نيوز" مقال بعنوان: الإنتخابات الأمريكية.. مفاجأة السود! وجاء فيه: في استطلاع رأي بولاية مينيسوتا الأميركية، الولاية التي أصبحت تحت مجهر الإعلام العالمي، بعد حادثة قتل الأسود، جورج فلويد، أوضحت الأرقام أن الرئيس ترمب يتعادل تقريبا مع منافسه الديمقراطي، جو بايدن ، وهذا أمر غريب، إذ أن مينيسوتا ولاية ديمقراطية زرقاء منذ نصف قرن تقريبا.
وإن صحت هذه الأرقام، فهي تشير إلى تحوّل نوعي في مزاج الناخبين، ربما بسبب الفوضى الشديدة التي أعقبت مقتل فلويد، والتي اضطر الحرس الوطني للتدخل لتهدئتها، وغني عن القول أن بعض المعلقين يرى أن تغيّر مزاج الناخبين ليس حصرا على مينيسوتا، فولاية تكساس الجنوبية الجمهورية تاريخيا، بدأت تميل للديمقراطيين، وهي ولاية تحتضن نسبة ليست قليلة من اللاتينيين، وتظل أهم الولايات هي المتأرجحة، والتي يتوقع أن من يحصد نتائجها سيحصد الرئاسة، وهي ولاية فلوريدا الجنوبية، معقل المتقاعدين ورمز السياحة الأميركية، وهي الولاية التي حسمت الفوز للعديد من الرؤساء، وهناك ولاية أوهايو، معقل الطبقة المتوسطة، التي يحرص كل مرشح على الفوز بها، وهي التي حسمت الفوز بالرئاسة لجورج بوش الإبن في عام 2004.
ثم تأتي ولاية بنسلفانيا، التي ولد فيها جوزيف بايدن، ويطمح بالفوز بها، وهي ولاية في غاية الأهمية وكانت أحد الأسباب الرئيسية لفوز ترمب في الإنتخابات الماضية، مع ولايتي ميتشجن ووسكانسن وفرجينيا، وستحدد هذه الولايات الست مصير الرئاسة بشكل كبير هذا العام، ورغم أن معظم المعلقين يعتقدون أن أصوات السود ستصوت في معظمها لبايدن، إلا أن لي رأيا مختلفا، فحملة ترمب عملت بشكل احترافي خلال الفترة الماضية على ما أسميه :" حملة توعوية للسود "، استخدمت فيها الحملة أصوات شخصيات سوداء مؤثرة، للحديث عن حقيقة ارتباط السود بالحزب الديمقراطي، واستخدام الحزب لهم دون أن يقدم لهم شيئا يذكر، وبيّنت الحملة الجهود التي بذلها ترمب لخدمة كل مواطني أميركا، بما في ذلك الأقليات، مع التركيز على أرقام التوظيف والبطالة، والأهم هو استحضار تاريخ بايدن العنصري ، مثل ارتباطه بعلاقات وثيقة مع بعض رموز العنصرية من الساسة، مثل السيناتور الديمقراطي، روبرت بيرد، صاحب التاريخ الملطخ بالعنصرية من خلال نشاطه مع منظمة الكلو كلس كلان، أخطر المنظمات العنصرية في أميركا.
قبل فترة، قال جو بايدن لأحد السود :" إذا لم تصوت لي فأنت لست أسودا "، وهذه عبارة مهينة، إذ أن بايدن يقول لهذا الناخب الأسود :" بما أنك أسود، فأنت مبرمج سلفا على التصويت للديمقراطيين، ولا يحق لك أن تكون مستقلا وتقرّر ما تريد "، ثم أعقب بايدن ذلك بتصريح أشد وأنكى، عندما قال إن اللاتينيين لديهم تنوع بعكس السود، ما يعني أن بايدن مقتنع بأن السود كتلة واحدة تصوت دون وعي، ولئن كان الديمقراطيون يستخدمون السود، فإنهم يفعلون ذات الشئ مع المسلمين، فرغم كل الجهود التي بذلها المسلمون للإصطفاف خلف الديمقراطيين ومهاجمة ترمب، إلا أن الحزب تجاهلهم في مؤتمر الحزب الأسبوع الماضي، فلم تتم دعوة عضوتي مجلس النواب، الهان عمر ورشيدة طليب، ثم أهان المتحدث باسم بايدن الناشطة الديمقراطية من أصل فلسطيني، ليندا صرصور.
نرى من خلال ما سبق أن السود والمسلمين كانوا - ولا يزالون - مطايا للحزب الديمقراطي، رغم أن الأصوب هو أن يعيدوا حساباتهم، ولا يربطوا أنفسهم ككتلة تدعم الديمقراطيين، فالرئيس ترمب، ورغم كل ما يقال عنه، براغماتي، وليس لديه ما يخفيه، فهو واضح وصريح، وأثبت أنه حريص على الإيفاء بوعوده، والخلاصة هي أنني أعتقد أنه ورغم كل ما يقال ، خصوصا منذ مقتل جورج فلويد، إلا أن الحملة الجمهورية لتوعية السود، والجهود التي يبذلها النشطاء الجمهوريون السود في هذا السبيل، قد تثمر عن مفاجأة كبيرة، تتمثل في ارتفاع نسبة السود الذين سيصوتون للجمهوريين، لأن علاقة السود مع الديمقراطيين، أصبحت تحت المجهر ، وتبيّن لمن يبحث عن الحقيقة أنها علاقة تخادم لطرف واحد، منذ عهد الرئيس ليندون جانسون ( 1963-1969) وحتى اليوم ، مرورا بفترة الرئيس الأسود باراك أوباما ، الذي يتفق معظم السود أنه استخدمهم ثم تخلّى عنهم ، فلننتظر ما سيحدث يوم 3 نوفمبر القادم!.