تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم السبت، العديد من القضايا الهامة أبرزها، إن وجهة النظر المتناقلة من أعلى السلطة في الولايات المتحدة تقول إن الانتخابات تعتبر الوسيلة الفعالة والشرعية لصنع القرار الجماعي في المجال السياسي. وعلى العكس من ذلك، وفي ما يتعلق بمسائل الحرب والسلام، والتوزيع الاقتصادي، والرفاهية البيئية، والرعاية الصحية، والتعليم، والإسكان، والرفاهية الاجتماعية، فإن المجالات التي تكون فيها النتائج الجماعية مهمة، إما أنها تعتبر اقتصادية بطبيعتها، أو أن الممثلين المنتخبين يخضعون للأسواق.
راجح الخورى
راجح الخورى: ماكرون و"مئوية لبنان الأسير!"
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط، عندما جاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت المنكوبة بعد ساعات من الانفجار الكارثي، الذى دمر المرفأ ونصف العاصمة، وقتل ما يناهز 200 شهيد، وجرح أكثر من ستة آلاف، وشرّد أكثر من 300 ألف مواطن، كان يعرف جيداً وبكثير من التأثر والألم، أنه جاء يتفقد حطامين: حطام المرفأ والمدينة، وحطام المسؤولية في دولة فاسدة مسؤولة عن الكارثة، مهما كانت أسبابها.
وعندما يعود ماكرون إلى بيروت، الاثنين المقبل، ليشارك في احتفال المئوية الأولى لإعلان "لبنان الكبير"، ويجري محادثات تتركز على إعادة إعمار ما دمره الانفجار، وعلى تكرار الدفع في اتجاه حكومة إنقاذ، وهو ما كان دعا إليه في زيارته الأخيرة، ستتضاعف خيبته، عندما يجد أن لبنان الذي بات غارقاً في فجوتين؛ فجوة المرفأ والمدينة المدمرة، وفجوة دولة الركام الغائبة عن مسؤولياتها وسط حطام المنظومة الفاسدة، التي كانت سبباً في كارثة العصر، وهي السبب في انهيار البلد، قد صار في "مئوية لبنان الأسير".
ليس في الأمر أي مبالغة عندما يكرر جان - إيف لودريان وزير الخارجية، يوم الخميس الماضي، دعوة فرنسا إلى تشكيل حكومة سريعة، والبدء بإصلاحات عاجلة، محذراً من أنه إذا لم يتمّ ذلك فإن البلد يواجه خطر الزوال: "إن الخطر اليوم هو اختفاء لبنان، لذلك يجب اتخاذ هذه الإجراءات! "
ماكرون الذي سيلقي خطاباً مهماً في الاحتفال المذكور، كان في زيارته التاريخية الأولى فور وقوع الانفجار، قد نزل إلى المرفأ، وجال في شوارع المدينة المدمرة دامعاً وحزيناً، وواسى الناس المفجوعين والمنكوبين والنازفين وحضنهم، بينما لم يجرؤ مسؤول لبناني واحد على مرافقته، وحتى على النزول إلى الشوارع والأحياء الممزقة حتى اليوم، بما يجعل من الدولة اللبنانية والمسؤولين مجرد ركام سياسي يطالب الناس بإزالته!
روب يوري : الـ"نيوليبرالية" فى الانتخابات الأمريكية
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الخليج الإماراتية، إن وجهة النظر المتناقلة من أعلى السلطة في الولايات المتحدة تقول إن الانتخابات تعتبر الوسيلة الفعالة والشرعية لصنع القرار الجماعي في المجال السياسي. وعلى العكس من ذلك، وفي ما يتعلق بمسائل الحرب والسلام، والتوزيع الاقتصادي، والرفاهية البيئية، والرعاية الصحية، والتعليم، والإسكان، والرفاهية الاجتماعية، فإن المجالات التي تكون فيها النتائج الجماعية مهمة، إما أنها تعتبر اقتصادية بطبيعتها، أو أن الممثلين المنتخبين يخضعون للأسواق، ويمنحون سلطة اتخاذ القرار للمدافعين عن الشركات، أو يتصرفون بالإجماع عبر الاختلافات الإيديولوجية المزعومة. بعبارة أخرى، لا علاقة للمفهوم الليبرالي للسياسة بصنع القرار الجماعي.
وإذا لم تكن الانتخابات هي المكان الذي يتم فيه اتخاذ القرارات السياسية، فإن معناها ووظيفتها يختلفان عما هو مفهوم على نطاق واسع. وبالنسبة للانتخابات الثانية على التوالي، فإن اثنين من السياسيين الأقل تفضيلًا في التاريخ الأمريكي يمثلان مجموعة الخيارات التي تتحدث عما يسمى بفراغ "العملية". وفي خضم الانغماس الانتخابي، كان الإصرار على أن الشخصية والمضمون هما الجوهر، ومن هنا كان الوعد بـ "إعادة الكرامة إلى الرئاسة" كبديل جاهز للرعاية الصحية الملائمة، والتوظيف الهادف بأجر معيشي، وإصلاح البيئة، والمشاركة السياسية الحقيقية.
إن النموذج السائد المستخدم لشرح السياسة الانتخابية الأمريكية هو النموذج الليبرالي الذي ظهر بعد الحرب العالمية الثانية. ومنذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، قام الأثرياء والشركات العسكرية الخاصة بتحويل الرعاية المرضية الربحية إلى مخطط ابتزاز طبي من خلال إيقاف التغييرات في نظام الرعاية الصحية. ولا يعبر السياسيون الوطنيون عن وجهة نظرهم حول الرعاية الصحية العامة بل يمكّنون الأغنياء من ابتزاز إيجارات الرعاية الصحية من العاملين والفقراء.
وعندما ضرب فيروس كورونا الجديد، تمثلت الغريزة الأولى للطبقة السياسية في سلب تريليونات الدولارات من الأسواق المالية، من خلال إنشاء جسر اقتصادي مؤقت للعمال. وللمرة الثانية خلال اثني عشر عاماً، يتم إخبار الناس أنه لا توجد أموال للبرامج العامة مثل Medicare for All، ولكنّ هناك أموالاً غير محدودة لوول ستريت. وهذا يدعم النموذج الماركسي للرأسمالية كدعم من الدولة لرأس المال والأغنياء.
إيميل أمين
إميل أمين: أمريكا.. تحولات عسكرية إستراتيجية
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الاتحاد الإماراتية، ما الذي يحدث على صعيد الاستراتيجية العسكرية الأمريكية في أوروبا الغربية، وهل ما تجري به الأقدار هناك له علاقة بمستقبل حلف "الناتو"، والصراع القديم مع الاتحاد السوفييتي سابقاً، وروسيا الاتحادية حالياً على وجه خاص؟
مع أواخر يوليو الماضي كان الجيش الأمريكي يعلن أنه سينقل مقره الأوروبي من شتوتغارت بألمانيا إلى بلجيكا، وكان الرئيس ترامب قد أعلن في يونيو الماضي أنه خطط لخفض عدد القوات الأمريكية في ألمانيا إلى 25 ألف جندي، ما يعني سحب نحو 12 ألف جندي أمريكي من ألمانيا؟
والشاهد أن الناظر للتحركات العسكرية الأمريكية الأخيرة، يكاد يوقن بأن ما يحدث من إعادة تموضع وانتشار هو قرار الجنرالات، وليس قرار ترامب، ما يعني أن الدولة الأمريكية العميقة، وبقيادة من المجمع الصناعي العسكري الأمريكي، هي الفاعلة والناجزة في كل الأحوال في الامبراطورية الأمريكية المنفلتة.
على أن ترامب أوجد بلا شك من خلال رؤيته لأحوال "الناتو" مساحة عريضة لهذا المجمع لان يتوسع ويتمدد، فساكن البيت الأبيض يرى أنه لا توجد عدالة في توزيع نفقات "الناتو"، وأن أوروبا تتمتع بالحماية الأمريكية من غير أعباء ومشاركات مالية مقابلة، وقد انتقد ألمانيا بنوع خاص على عدم التزامها بالمستويات المستهدفة للإنفاق الدفاعي التي حددها حلف شمال الأطلسي واتهمها باستغلال الولايات المتحدة في التجارة.
على أن الذين استمعوا إلى تصريحات وزير الدفاع الأمريكي "مارك اسبر"، قد رسخ في أذهانهم هدفاً آخر لتحريك القوات الأمريكية داخل أوروبا، لا سيما وأن أغلبها سيمضي نحو البحر الأسود، وقد ينتشر بعض الجنود مؤقتاً في منطقة البلطيق، عطفاً على المزيد من القوات إلى بولندا، والتي صارت حصان طروادة الأمريكي الأحدث إلى قلب أوروبا الشرقية إن جازت التسمية من جديد .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة