تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الأحد، العديد من القضايا الهامة أبرزها، مواصلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إطلاق نيرانه في كل اتجاه؛ إذ لم يسلم منها خصومه ووسائل الإعلام والدولة العميقة، في محاولة مستميتة للفوز بانتخابات 3 نوفمبر المقبلة، وازدادت مخاوفه مع ظهور مؤشرات قوية على تقدم غريمه الديمقراطي جو بايدن في استطلاعات الرأي؛ إذ وبحسب الاستطلاع الذي أجراه الموقع الأمريكي "ريل كلير بوليتيكس"، فإن بايدن يتصدر السباق الرئاسي بفارق 7.6% في جميع أنحاء البلاد.
إياد أبو شقرا
إياد أبو شقرا: هل سيغطى ماكرون الدور الإيرانى فى لبنان؟
قال الكاتب فى مقاله بصحيفة الشرق الأوسط، إن فى حمأة التحضيرات للزيارة الثانية خلال أسابيع قليلة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان، تتطاير التوقعات والتسريبات، ولكن تغيب عن أذهان كثيرين أن لبنان يظل جزءاً من كل.
صحيح أن ما حدث يوم 4 أغسطس في مرفأ بيروت كان كارثة حقيقية، لكن الصحيح أيضاً أنه ما عاد ثمة حدود يُعتدّ بها، وسط تزايد الأطماع وتقاطع الحسابات وارتسام التحالفات في المنطقة.
ماكرون، وإنْ كانت تدغدغه "رومانسية" الدور الفرنسي التنويري في شرق المتوسط، فإنه يرأس دولة تظل مجرّد لاعب بين عدة لاعبين كبار. وإذا كان الانشغال الأمريكي بالهموم المحلية والأولويات الصينية الروسية يتيح لفرنسا طرح مبادرات رعائية الطابع، فهذا لا يعني أن يدها مطلوقة في لبنان، ناهيك بمحيطه. ولتفصيل أكبر لهذا الجانب من الموضوع، يكفي الإشارة إلى أن الزيارة "الماكرونية" الثانية تكاد تتزامن، كسابقتها، مع زيارة مسؤول أمريكي قد لا يكتفي بالإصغاء.
من جهة أخرى، ما عاد ممكناً عزل مقاربات القوى الكبرى عن مواقع القوى الإقليمية الثلاث الطموحة، إسرائيل وإيران وتركيا. وفي لبنان، أصغر بلدان الشرق الأدنى مساحة وأكثرها تعدّدية وتعقيداً، تتقاطع مصالح القوى الثلاث.
باريس تدرك، وكذلك واشنطن، حساسية نقطة التقاطع هذه. فإسرائيل حاضرة عبر "الخط الأزرق" الذي تراقبه قوة دولية جرى بالأمس خفض عديدها وتقليص دورها. وبحجة "عدوانية" إسرائيل لا تزال ميليشيا "حزب الله" الشيعية تحتفظ بسلاحها الثقيل، حصراً، من دون سائر المكوّنات الطائفية اللبنانية. وبفضل هذا السلاح، تمكّنت هذه الميليشيا الإيرانية -الولاء والتوجيه- من تشديد قبضتها على بيئتها الطائفية، وتغيير ثقافتها السياسية وظروفها الاقتصادية، ومن ثم، فرض هيمنة فعلية على النظام السياسي للبنان.
علي قباجه: نيران ترامب الانتخابية
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الخليج الإماراتية، يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إطلاق نيرانه في كل اتجاه؛ إذ لم يسلم منها خصومه ووسائل الإعلام والدولة العميقة، في محاولة مستميتة للفوز بانتخابات 3 نوفمبر المقبلة، وازدادت مخاوفه مع ظهور مؤشرات قوية على تقدم غريمه الديمقراطي جو بايدن في استطلاعات الرأي؛ إذ وبحسب الاستطلاع الذي أجراه الموقع الأمريكي "ريل كلير بوليتيكس"، فإن بايدن يتصدر السباق الرئاسي بفارق 7.6% في جميع أنحاء البلاد.
ترامب المتخبط في سياسته التي لم تلق رواجاً، داخلياً أو خارجياً، يحاول في ما تبقى من أيام تسبق الانتخابات، إقناع الأمريكيين بإعادة انتخابه عبر اتباع أسلوب متناقض، تمثل في الدفاع المستميت ثم الهجوم المندفع، فهو يحاول التنصل من مسؤولياته في مواجهة تداعيات "كورونا"، بعدما رأى حظوظه تنخفض جرّاء الغضب الشعبي الأمريكي من سياساته التي لم ترق لدرجة المسؤولية في مواجهة الفيروس الذي أودى بحياة 175 ألفاً، فألقى بالتهم جزافاً على الديمقراطيين والدولة العميقة، محملاً إياهم مسؤولية إبطاء اختبارات لقاحات "كورونا" وتأخيرها، مؤكداً أنهم يتعمدون ذلك لما بعد 3 نوفمبر بهدف إضعافه.
على الرغم من أن ترامب أظهر حرصاً على تجنيب الأمريكيين تداعيات "كورونا"، فإن ذلك كان من باب كسب المواقف لا غير؛ إذ إنه يناقض نفسه فهو من ناحية يؤكد أنه سيجد ترياقاً ينقذ به أرواح شعبه من تداعيات الفيروس، ومن ناحية أخرى يرفض الانتخابات عن طريق البريد على الرغم من أنها الطريقة الأسلم لحفظ الأمريكيين من ذلك الخطر، معللاً رفضه بأن الديمقراطيين يروّجون للتصويت عبر البريد بهدف التلاعب بالنتائج؛ ذلك لأن الفرز يتسم ببطء، وهو ما يمنحهم فرصة للتزوير؛ بل إن تصريحاته في هذه النقطة تجاوزت المبدأ الديمقراطي القائم في البلاد، حاملاً العقلية الديكتاتورية كبعض رؤساء العالم الثالث، عندما استخدم أسلوب الترويع والتخويف أمام "مجلس السياسة الوطنية" المحافظ قائلاً: "لن تكون هناك نتيجة لفرز الأصوات في 3 نوفمبر، برأيي، لن يكون بإمكانكم معرفة نهاية هذه الانتخابات لأسابيع أو شهور، وربما إلى الأبد".
مع اقتراب الانتخابات بات ترامب معزولاً؛ إذ تخلى عنه محاميه السابق مايكل كوهن، وتعاون مع فريق المحققين الفيدراليين، وتجلت عزلته أكثر مع ملاحقة القضاء للمقربين منه لتضييق الخناق عليه، وتقليص مساحة قراره إلى أضيق حلقة ممكنة، لكن الرئيس الأمريكي أطلق "حرباً كلامية"، فهو أولاً تنصل من علمه بتصرفات محاميه، واتجه للضغط بورقة الاقتصاد، فقد اعتبر في تصريح لقناة "فوكس نيوز" أن المحافظة على نشاط الأسواق المالية في الولايات المتحدة مرهونة ببقائه في السلطة، مؤكداً أنه في حال عزله، فإن الأسواق ستنهار.
ترامب محاط بالخصوم، وإرثه متخم بالثغرات، فالاستخبارات الأمريكية وقيادات في الجيش والعديد من الوزارات، إضافة إلى أعضاء من حزبه غير راضين عن أدائه، وهو في المقابل لن يستسلم، ولن يتوانى عن تجاوز المحرمات في سبيل أهدافه السلطوية حتى لو تطلب ذلك تقسيم أمريكا، وإفقاد هيبتها داخلياً وخارجياً.. فإلى أين يسير ترامب ببلاده؟
ذكر الرحمن
ذِكْرُ الرحمن: سريلانكا.. الفوز الرابع لـ"ماهيندا"
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الاتحاد الإماراتية، في وقت مبكر من الشهر الجاري، أدى الرئيس السريلانكي السابق "ماهيندا راجاباكسا" اليمين الدستورية لتولي منصب رئيس الوزراء في البلاد، بعدما أن حقق حزبه الجبهة الشعبية السريلانكية فوزاً كاسحاً في الانتخابات البرلمانية. ويفسح الفوز الانتخابي، وهو الرابع في المشوار السياسي لماهيندا، الساحة أمام أسرة راجاباكسا، كي تشدد قبضتها على السلطة، وتظل القوة السياسية المهيمنة في البلاد. وأدى ماهيندا اليمين لتولي المنصب أمام الرئيس جوتابايا راجاباكسا، شقيقه الأصغر، في معبد بوذي على أطراف العاصمة كولومبو.
والفوز الذي حققته أسرة راجاباكسا يأتي بعد تسعة شهور من وصول الشقيق الأصغر جوتابايا إلى السلطة كرئيس للبلاد، بعد أن فاز بأغلبية 52% من الأصوات. وهذه المرة، حقق حزب الأخوين انتصاراً كاسحاً بعد أن حصد 145 مقعداً، أي أقل بخمسة مقاعد فقط من نصاب الثلثين في الانتخابات البرلمانية. ويُنسب إلى الزعيم السريلانكي فضل إنهاء حرب أهلية دموية مزقت "الدولة الجزيرة" لما يقرب من ثلاثة عقود. وفي الوقت ذاته، تعرض ماهيندا أيضاً لانتقادات؛ لسماحه بتجاوزات أنهت الصراع العرقي نهاية دموية عام 2009 بهزيمة "نمور التاميل". وشغل ماهيندا منصب الرئيس من عام 2005 إلى عام 2015، ومازال يتمتع بشعبية كبيرة وسط الأغلبية السنهالية.
وأثبت فوز ماهيندا أن الأخوين مازالا يتمتعان بشعبية وسط الأغلبية "السنهالية"، التي تمثل نحو 70% من سكان البلاد ومعظمهم بوذيون. وحقق الإخوان هذا الإنجاز بإذكاء حمية القومية "السنهالية"، وبناء على وعود بتشديد السياسات الأمنية في البلاد. وفي الهجمات الإرهابية التي وقعت يوم عيد الفصح العام الماضي، ظهر نوع ما من تشكيل جماعة متطرفة في سريلانكا التي دمرتها ثلاثة عقود من العنف الانفصالي. والتفجيرات المنسقة التي شهدتها سريلانكا وقعت في كنائس وفنادق خمسة نجوم في العاصمة كولومبو، وأيضاً في مناطق أخرى من البلاد، أدت إلى وفاة 300 شخص. وألقيت اللائمة في تنفيذ الهجمات على جماعة محلية مغمورة يطلق عليها "جماعة التوحيد الوطنية". ومنذ هذه الهجمات، أصبحت الحاجة إلى سياسات أمنية أقوى مطلباً محورياً في البلاد.
لكن فوز ماهيندا وهيمنة حزبه أثار أسئلة بشأن ضعف المعارضة في سريلانكا. فقد حصل "الحزب القومي المتحد" على مقعد واحد فقط، في انتكاسة كبيرة لهذا الحزب. لكن حزباً آخر، هو "سماجي جانا"- بزعامة ساجيث بريماداسا، نجل رئيس سابق اغتيل عام 1993- حصد 54 مقعداً، ليصبح ثاني أكبر حزب في المعترك السياسي السريلانكي. وكان الضعف في الأداء الانتخابي من نصيب حزب "التحالف القومي التاميلي"، الذي يستمد تأييده من مناطق الأقلية التاميلية، فلم يحصد الحزب إلا 10 مقاعد فحسب.
وكان الحزب الحاكم من قبل يشارك في تحالف أفسدته الخلافات، لكن أغلبيته الكاسحة الجديدة تجعله في مكانة لم يعد فيها بحاجة إلى حلفاء. ويمكنه الآن المضي قدماً، بناء على الوعد بإدخال تعديلات دستورية وتعزيز السلطة التنفيذية للرئاسة. وهذا يعطي الأخوين سلطات لتحقيق عدد من التغيرات الموعود بها. وهذا يتضمن تعديل تمركز السلطة في مكتب رئيس الوزراء الذي يعتقد الأخوان راجاباكسا أنه أدى إلى سياسات أمنية ضعيفة. وينصب تركيزهما على التعديل التاسع عشر في الدستور الذي أُقر عام 2015 الذي خسر فيه ماهيندا الانتخابات، بعد ما يزيد على عشر سنوات قضاها في السلطة. وقلص التعديل بشكل كبير السلطات التنفيذية للرئيس، وقسّمها بتساوٍ أكبر بين رئيس الوزراء والبرلمان ومؤسسات ديمقراطية أخرى.
وأكدت الانتخابات أيضاً أن ماهيندا هو أكثر زعماء الغالبية "السنهالية" تمتعاً بشعبية في سريلانكا حتى الآن. لكن هناك مزاعم تشير إلى كتم صوت المعارضة. فقد اتهمت جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان الحكومة السريلانكية بشن حملة على أي نوع من المعارضة والاستمرار في مضايقة أي شخص، سواء كان ناشطاً أو صحفياً، يبدي رأياً مخالفاً.
والآن، فإن التحدي الذي يواجهه "الأخوان راجاباكسا" في جبهة السياسة الخارجية، يتمثل في كيفية تحقيق توازن في العلاقات بين الهند والصين. ومن الواضح أن التحدي الأكبر يقع على الجبهة الاقتصادية، بسبب جائحة كورونا التي ألحقت الضرر بقطاع السياحة الذي يعد من أكبر مصادر الدخل، هذا بالإضافة إلى الديون المرتفعة. فقد ذكر البنك الدولي أن اقتصاد البلاد قد يتقلص هذا العام بما يصل إلى 3%، وهو أسوأ أداء للاقتصاد منذ عام 2001، أثناء الحرب الأهلية. وتبلغ الديون الخارجية للبلاد 67% من إنتاجها المحلي الإجمالي البالغ 84 مليار دولار أمريكي. ويتعين على البلاد أن تسدد ديونها، وهي غاية أصبحت أصعب بعد تقلص عائدات السياحة وانخفاض تحويلات المغتربين. ومن الواضح أن الأخوين راجاباكسا لديهما بالفعل تحديات ماثلة بين أيديهم الآن.