السيد شحتة

أحلام طلاب الثانوية العامة على أبواب الجامعة

السبت، 08 أغسطس 2020 11:57 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الثانوية العامة ليست مجرد مرحلة دراسية فقط، ولكنها بوابة للعبور بالحلم من فصول الدراسة بالمدرسة إلى قاعات المحاضرات الرحبة في الجامعة حيث يتشكل وعى وعقل وفكر الكثير من الشباب قبل أن ينضموا إلى براح الله الواسع في رحلة البحث عن عمل وتحقيق الذات.

المجموع سواء كان صغيرا أو كبيرا ليس نهاية المطاف، فالطامحون في النجاح يمتلكون الكثير من الخيارات بعد الثانوية العامة والتي تمكنهم من تحقيق الكثير بشرط أن يمتلكوا إرادة من حديد وقدرة على التفكير خارج الصندوق بحثا عن مجال دراسى يؤهلهم للحصول على عمل أو وظيفة ما في وقت باتت فيه الكثير من التخصصات خارج دائرة اهتمامات سوق العمل.

الحياة الجامعية تختلف بصورة كاملة عن الدراسة فى مرحلة التعليم ما قبل الجامعى والتي يكون للأسرة دور كبير فى مساعدة الطالب حيث يتدخل الأب والأم في أحيان كثيرة ويقومان بدور المدرس الخاص الذى يتولى شرح الدروس له بصورة تفصيلية بل يقومان في أحيان كثيرة باصطحابه للجان الامتحانات ومقر المدرسة، أما في الجامعة فإن هناك ما يمكن أن نطلق عليه مرحلة "الفطام" التعليمى حيث يجد الطالب نفسه مضطرا للاعتماد على نفسه بصورة كاملة بسبب انشغال الآباء والأمهات مع أشقائه الأصغر أو دراسته في جامعة تبعد كثيرا عن مقر إقامة أسرته، وهو ما يدفعه إلى الإقامة في المدينة الجامعية أو في سكن خاص يقع على مقربة من مقر الجامعة.

في الجامعة ستختلف كثيرا طريقة أساتذة الجامعة، فهم لا يعتمدون على الشرح والتلقين المستفيض كما جرت العادة في مرحلة الدراسة قبل الجامعية، فدورهم الأساسى هو تفتيح مدارك الطلاب ومساعدتهم على الجرى وراء الحصول على المعلومة عبر التنقيب في الكتب والمراجع المختلفة، حيث يتوارى دور الكتاب المدرسى الأوحد والملخص الخارجى.

الخطأ الكبير الذى يقع فيه الكثير من الآباء والأمهات هو أنهم لا يقومون بتهيئة أبنائهم جيدا لمرحلة الدراسة الجامعية التي تختلف كثيرا عن مرحلة الدراسة قبل الجامعية وهو ما يفسر حالة التعثر التى يمر بها البعض خاصة فى أول سنة جامعة.

اللافت للنظر أن هناك أعدادا كبيرة من الطلاب المتفوقين في الثانوية العامة تنتهى رحلتها مع التفوق بمجرد التحاقهم بالتعليم الجامعى في حين يتم إفساح المجال لطلاب آخرين ربما كانوا أقل منهم مجموعا والسبب الرئيسى في الأمر من وجهة نظرى هو عدم الإعداد النفسى للبعض وإصرار آخرين على اتباع آليات الحفظ والتلقين والتي تمنح هؤلاء الطلاب تقيما متدنيا من قبل أساتذة الجامعة الذين يعتمدون في اختباراتهم بالأساس على قياس الفهم والملكات الإبداعية.

 الحقيقة الراسخة اليوم، أن الكثير من كليات القمة التي يلهث خلفها الطلاب وأسرهم ليست سوى وهما أو سرابا مورثا لا يمت للواقع بأى صلة من قريب أو بعيد، فما الفائدة أن تدخل كلية بمجموع درجات كبير لمجرد البرستيج والوهاجة الاجتماعية إذا كنت تعلم جيدا أن فرص الحصول على فرصة عمل بهذا التخصص تبدو محدودة.

ليس هذا مجالا لبعث اليأس والإحباط في نفوس أبنائنا وأخوتنا الطلاب، وإنما هذه نصيحة وخبرة سنوات نقدمها لهم حتى يحسنوا الاختيار بشكل يضمن لهم النجاح في حياتهم الدراسية والعملية.

لا يجب أن يكون المجموع صنما يعبد من دون تفكير، فكر جيدا في سوق العمل وما هي أبرز احتياجاته في الوقت الراهن وما هي المهنة التي تلبى طموحاتك وتتناسب مع إمكانياتك ثم قم بالاختيار على هذا الأساس، وستجد في النهاية أنك قادر على أن تصنع بنفسك من حلمك حقيقة تفخر بها.

 

 









الموضوعات المتعلقة

جحيم فى بيروت

الأربعاء، 05 أغسطس 2020 11:37 ص

حزب أعداء الكمامة

الأحد، 02 أغسطس 2020 11:32 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة