تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم السبت، العديد من القضايا الهامة أبرزها، أن العراق يمر بمنعطف تاريخي كبير سيؤسس لدولة القانون من خلال اعتماد منهج المساءلة للقادة الحكوميين، وتطبيق أسس الحوكمة لمحاربة حقيقية للفساد، لكن الوضع يحتاج إلى معالجة استثنائية، من أهم متطلباتها محاربة نفوذ الميليشيات الإيرانية والقضاء عليها.
إميل أمين
إميل أمين: فائض الفوضى... والفراغ الاستراتيجى الأممى
تساءل الكاتب في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط، كيف يمكن توصيف حال العالم في الوقت الراهن، بالنظر إلى الخريطة الجيوسياسية من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب؟.
يمكن القطع بأن هناك فوضى استراتيجية عالمية، سواء على صعيد الأفكار والآيديولوجيات، أو التحركات عبر خطوط الجغرافيا وخيوط الديموغرافيا.
منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وحتى انهيار سور برلين، كانت هناك حالة توازن نسبي، لا سيما في ظل سيادة معسكرين؛ الناتو في الغرب، ووارسو في الشرق، غير أن موازين القوى قد تعرضت لاختلالات واهتزازات حين خُيّل للولايات المتحدة أنها القطب الوحيد المنفرد بمقدَّرات العالم.
عبر ثلاثة عقود من الضبابية والصراعات غير الظاهرة، يبدو العالم مختلاً، فلا قطبية منفردة قادرة على الإمساك بأضابير العالم المتراكمة فوق منضدة الحوار الأممي المتعثر، ولا تعددية حقيقية ناجزة فاعلة في مواجهة العم سام.
يكاد الناظر لحال البسيطة أن يقر بأن واشنطن سبب جوهري في هذه الفترة في إشاعة هذا الفراغ، ويغالي البعض في اتهامها بأنها هي من يقف وراء إشاعة الفوضى الأممية، وإظهار عجز الآخرين في كثير من المواقع والمواضع الملتهبة، وحيث الصراعات التي يعجز أصحابها عن حسمها، كي تكون واشنطن مالئة الدنيا وشاغلة الناس هي الملجأ والمقر في خاتمة المطاف.
بالرجوع إلى العقدين الأولين من القرن الحادي والعشرين، يخلص المرء إلى أن واشنطن بالفعل لم تكن عامل استقرار دولي؛ فبين ثلاثة رؤساء ارتجّت الأمم، وتفكّرت شعوب عن الحق والباطل، ومعايير القوة.
ثماني سنوات للرئيس الجمهوري بوش الابن، انطلقت فيها واشنطن وراء مفهوم "الحروب الاستباقية"، تلك التي قادها مدفوعاً بشهوة الانتقام لما جرى في "غزوتي نيويورك وواشنطن"، ما أجج صراع الأفكار وأحيا مشاعر الراديكاليات، وفي محاولته تغيير خريطة الجغرافيا الشرق أوسطية، إذ بالجني يخرج من القمقم من غير مقدرة على إرجاعه مرة أخرى.
تالياً جاء الرئيس الديمقراطي الشاب، الأفرو - أمريكي، الذي بشّر الناس عامة والأمريكيين خاصة بالأمل، غير أنه كان أملاً مغشوشاً، لا سيما بارتمائه في أحضان جماعات الإسلام السياسي، ولاحقاً انكشف أمله المغشوش.
أما على الصعيد الدولي، فقد تسبب أوباما في زيادة الفوضى العالمية، من خلال إيمانه بفكرة "قيادة أمريكا، من وراء الكواليس، أي عدم التدخل فيما يستدعي الإنقاذ السريع، الأمر الذي ضاعف من خسارة واشنطن لكثير من مربعات النفوذ حول العالم سياسياً واقتصادياً، أدبياً وأخلاقياً.
بحلول 2016، شهد البيت الأبيض مولد رئيس يتهمه معارضوه بأنه انعزالي، لا همّ له سوى "أمريكا أولاً".
غير أن انسحاب أمريكا من العالم مرة واحدة والتمترس من جديد وراء محيطين؛ الأطلسي في الشرق، والهادي في الغرب، لن يوفر له مقتضيات الزعامة الأممية، وعليه، فقد تساءل البعض، هل هي تراجعات محسوبة ومحسومة مقدماً من الدولة العميقة، وكأنها ضرب من ضروب "مكر التاريخ" الذي حدثنا عنه الفيلسوف الألماني الأشهر، جورج هيغل، بمعنى أن واشنطن ترجع خطوة إلى الخلف، حتى يستدعيها العالم كقاضٍ وجلاد مرة واحدة، بعد أن يعجز عن تدبر أمره، لتقفز تالياً إلى الأمام عدة خطوات، وبأقدام ثابتة، وبشجاعة قلب أكثر ثباتاً؟!
ليلى بن هدنة
ليلى بن هدنة: العراق فى الطريق الصحيح
قالت الكاتبة في مقالها بصحيفة البيان الإماراتية، إن العراق يمر بمنعطف تاريخي كبير سيؤسس لدولة القانون من خلال اعتماد منهج المساءلة للقادة الحكوميين، وتطبيق أسس الحوكمة لمحاربة حقيقية للفساد، لكن الوضع يحتاج إلى معالجة استثنائية، من أهم متطلباتها محاربة نفوذ الميليشيات الإيرانية والقضاء عليها، وإزالة الوجوه التي يتم تسييرها من نظام الملالي. رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بدأ حملة حقيقية للمواجهة، وهي التخلص من البطانة الفاسدة، ومحاربة الأذرع التي هيأت أفضل أرضية وأجواء مناسبة لانتشار الفساد بتكريس الطائفية والمحاصصة على قاعدة الاستتباع والولاء لإيران ونظامها وشبكاته، حيث أصبح المعيار الطائفي والحزبي، هو الذي يحكم بعيداً عن الكفاءة.
ولعل التصدي لمخططات ميليشيات ايران، يعد مسؤولية كبرى والمطلوب من الجميع صحوة كاملة لانتزاع العراق من براثن هذه الميليشيات، بتأسيس دولة حديثة تأخذ بقياسات عالمية في القيادة والإدارة والحكم الرشيد.
الشعب العراقي انتفض ضد الفساد وضد التبعية لإيران، وهو يعيش أجواء التوتر والصراعات والأجندات الخارجية ويرفض بصمة إيران المدمرة التي ساهمت في تفشي الفساد وتكريس المحاصصة وبسط ميليشيا الحشد الشعبي، التي تعبث بأمن ومصالح العراق، وقد حان الوقت لتصحيح المسار واتخاذ إجراءات كفيلة بإعادة الهيبة للدولة وتردم المخططات التي تضمر للعراق الشر.
ومما لا شك فيه، أن الحكومة اتخذت إجراءات جريئة للاستجابة لمطالب المتظاهرين بتفعيل جهاز القضاء ومعالجة الثغرات القانونية والإدارية التي تعيق مواجهة الفساد، فهي على قناعة أن الفساد يوازي الإرهاب، بل في كثير من الأحيان المغذي له، ومن الواجب قطع أوصاله بتعزیز قوانین مكافحة الرشوة، للمضي قدماً باتجاه بناء كیان مستقر یتمتع بالاستقلالية.
ومن المؤكد أن مواجهة الفساد تأخرت نتيجة ضغوطات داخلية وخارجية والتردد في المواجهة، ومن المؤكد أنّ العملية ستكون صعبة ومعقدة، حيث فشلت حكومات سابقة في تحقيق ذلك بالنظر لغياب الإرادة السياسية وتشابك المصالح، لكن النية الصادقة كفيلة بتجاوز العراقيل ومواجهة حيتان الفساد في العراق، فالثقة السياسية هي المبدأ في الاستقرار، فهي تؤسس للعلاقة بين الوعود والتنفيذ، وهنا يتحقق المقياس الوطني لمدى الجدية.
الحسين الزاوى
الحسين الزاوي: محورية روسيا بين الغرب والصين
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الخليج الإماراتية، إنه تزداد مع مرور الوقت قناعة واشنطن، ومعها كل الدول الغربية الكبرى، بالدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه روسيا في العديد من الملفات الدولية المتعلقة بالتوازنات الاستراتيجية في العالم، كما تتضاعف في اللحظة نفسها حاجة الصين إلى المحافظة على تحالفها مع موسكو من أجل مواجهة الهيمنة الأمريكية، والتصدي لمحاولات واشنطن الهادفة إلى عزلها سياسياً، ومحاصرتها اقتصادياً من أجل منعها من التحوّل إلى القوة العظمى الأولى في العالم، في أفق سنة 2049 التي ستكون بمثابة الذكرى المئوية الأولى لتأسيس جمهورية الصين الشعبية بتاريخ الفاتح من أكتوبر سنة 1949 بقيادة الزعيم الراحل ماو تسي تونج.
ويمكن القول إنه، وبالنسبة للعلاقات الصينية - الروسية، والحاجة الاستراتيجية الملحة لكلا البلدين إلى إقامة علاقة تحالف للمحافظة على مصالحهما في مواجهة الضغوطات والعقوبات الأمريكية والغربية، فإن الباحث تيري فورتان يشير إلى أن العلاقات بين البلدين الجارين كشفت من الناحية التاريخية عن العديد من التناقضات، والتعقيدات السياسية التي برزت خلال مرحلة الحرب الباردة؛ إلا أن الصعود القوي للصين أسهم في تدشين انطلاقة جديدة في العلاقة القائمة بين عملاقي الشرق، بخاصة أن الصين تطمح الآن إلى ترسيخ تفوقها من خلال توطيد تعاونها مع موسكو في مجالات استراتيجية من أجل تجاوز الهيمنة الأمريكية على للعالم.
وبالتالي، فإن ما يميّز التحالف الصيني - الروسي في المرحلة الراهنة، هو أنه بات خالياً من أى صبغة إيديولوجية، فروسيا أصبح لديها نظام اقتصادي رأسمالي منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، أما الصين وبالرغم من حفاظها على نظام الحزب الواحد، إلا أنها تعتمد على تسيير اقتصادي ليبرالي على الطريقة الرأسمالية يملك قدرة تنافسية عالية، ما يدفعنا إلى التأكيد أن التحالف الحالي بين البلدين هو تحالف تفرضه مصلحتهما المشتركة من أجل تجاوز التهديد الوجودي الذي يمثله الغرب، والذي يبدو أنه تطوّر بشكل لافت في المرحلة الأخيرة بعد لجوء الولايات المتحدة إلى استعمال كل ما لديها من إمكانات من أجل وقف تطور وانتشار الشركات الصينية عبر العالم.
ديريك هاوكينز
ديريك هاوكينز: كورونا.. توقعات أمريكية ضبابية
أوضح الكاتب في مقاله بصحيفة الاتحاد الإماراتية، أن تجاوز معدل الوفيات المتعلقة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة 180 ألفاً في الأيام القليلة الماضية، وفقا لبيانات جمعتها "واشنطن بوست"، في الوقت الذي استمرت فيه ولايات متضررة بشدة من ارتفاع في الإصابات في وقت سابق في الصيف تسجل أرقاما قياسية من الوفيات اليومية.
وأشارت بيانات "واشنطن بوست" أيضا إلى أن إجمالي حالات الإصابة التي سجلتها الولايات المتحدة يقترب أيضا من مرحلة جديدة مثيرة للقلق تجاوزت ستة ملايين. وانخفضت أرقام حالات الإصابة اليومية الجديدة قليلا على امتداد البلاد في الآونة الأخيرة وانخفضت نسبة الأشخاص الذين تستقبلهم المستشفيات بحوالي 9%. والولايات المتحدة الأمريكية تسجل باستمرار أكثر من 40 ألف حالة إصابة جديدة يوميا، أي نحو ضعف عدد الإصابات اليومية المسجلة في مايو ويونيو الماضيين. وعلى امتداد الغرب الأمريكي الأوسط والجنوب ما زالت الولايات تسجل ارتفاعا في الإصابات.
وحسب "سكوت جوتليب" مفوض إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية، فإن البيانات تقدم توقعات متباينة بشأن مسار الجائحة في الخريف، فالإصابات تنخفض وهذه علامة جيدة، وتراجع حالات استقبال الحالات في المستشفيات هو "أكثر المعايير موضوعية في المدى القريب. لكن مع توجهنا إلى سبتمبر وأكتوبر-مع عودة التلاميذ إلى المدارس والناس إلى العمل- من المرجح أن نرى بداية تصاعد الإصابات ثانيةً".
وسجلت البلاد ما لا يقل عن 1000 حالة وفاة في اليوم في معظم الأسابيع الستة السابقة، مما دفع حصيلة الوفيات الأمريكية لما يتجاوز كثيرا ما تفاءل المسؤولون بوقوعه في المراحل الأولى من الوباء. ودأبت كاليفورنيا وتكساس على تسجيل حصيلة تزيد على 100 ألف وفاة في اليوم حتى في الوقت الذي سجلت فيه هذه الولايات تقدماً في بطء انتشار الحالات الجديدة. وبعض الولايات الأصغر، مثل أريزونا ولويزيانا وجورجيا، أضافت عشرات الوفيات يوميا في المتوسط على مدار الشهر الماضي.
وبعد التراجع لعدة أسابيع بدأت الوفيات اليومية ترتفع مرة أخرى في أوائل يوليو، في تأخر لبضعة أسابيع عن موجة الحالات التي اكتسحت الجنوب والغرب الشهر الماضي. وهذا يمثل تغيراً عن وقت سابق من الجائحة حين كانت الوفيات تظهر بعد وقت أقصر من الإصابة. ويعتقد "جوتليب" أن أكثر التوجهات إثارة للقلق هو تصاعد حالات الإصابة في المناطق الريفية من البلاد حيث تستطيع حالات التفشي أن تتفوق سريعا على قدرة أنظمة الرعاية الصحية المحلية على الاستيعاب.