بمهارة عالية وتحدى كبير، استطاع خريج دبلوم ثانوى صناعى، أن يحقق حلمه فى توفير مصدر دخل له ولأسرته، إنه الشاب محمد عبد الشافى، من أبناء مدينة العريش بشمال سيناء، حيث نجح فى تحويل منزل مهجور لمشروع إنتاج لحوم وبيض السمان منافسا للحوم الطيور الأخرى، ومن خلاله استطاع أنه يغطى طلبات زبائنه الباحثين عن لحوم وبيض بقيمة غذائية عالية وسعر محدود.
فى البداية.. قال محمد سعيد عبدالشافى، 27 سنة، من حى السمران بالعريش، لـ"اليوم السابع"، إن مشروع إنتاج لحوم وبيض السمان بدأ من داخل منزل قديم لأسرته، بتوفير قطيع من أمهات وذكور السمان بعدد 200 طائر، نقلها من محافظة بنى سويف للعريش مستغلا هوايته وخبرته فى تربية الطيور، بتحويلها لمشروع يوفر له دخل، حتى أصبح مربيا صغيرا لقطيع من السمان.
السمان
وأضاف أن انطلاقته مر عليها عام، خلالها استطاع أن يكثر من إنتاج عدد الأمهات، ويوفر ماكينة خاصة بالتفريخ للجديد منها، وتوفير إنتاج من السمان بعضها يباع كتاكيت صغيرة، وأخرى تباع كبيره جاهزة للذبح، ويحافظ على وجود أعداد من الأمهات تواصل الإنتاج.
وأوضح، أنه داخل مشروعه الصغير فتح خط إنتاج بيض السمان وتوزيعه على الزبائن ومحلات بيع المواد الغذائية، والاستفادة من مخلفات الطيور وبيعها للمزارعين، مشيرا إلى أنه خريج دبلوم ثانوى صناعى، استطاع أن يكتسب مهارة فى التفريخ والإنتاج للسمان، بعد معاناة وتحدى، أهمها أن محافظة شمال سيناء يعتمد الأهالى فيها على توفير السمان على المهاجر منه، الذى يصل المحافظة خلال شهور أكتوبر ونوفمبر من كل عام عبر خط هجرة رئيسى، مؤكدا أن شمال سيناء تعتبر أهم مسار له، وفكرة وجود سمان مزارع إنتاج لم تكن سهلة، إضافة لمعاناته فى نشر ثقافة تناول بيض السمان كطعام مفيد.
وتابع: إن المشروع ذاته عملية تنفيذه سهلة، ونسبة الخسائر فيه قليلة، وكل ما يتطلبه المشروع وجود غرفة مناسبة يتم تدفئتها باللمبة العادية كمكان لتربية الأمهات، وغرفة أخرى لتجهيز الكتاكيت للتسمين والبيع، ووجود ماكينة كهربائية خاصة بحفظ البيض وفق درجة حرارة معينة للتفريخ وأخرى يدويه لحفظ الكتاكيت بعد الفقس، إضافة للأدوات الخاصة بالعلف وشرب الماء ونجارة الخشب للأرضيات.
وواصل محمد سعيد عبدالشافى، أن دخول بيض السمان مراحل التفريخ، يأتى بعد جمعه من تحت الأمهات وتجهيزه بالغسيل بالخل، ويخرج جزء منه للبيع بعد ترتيبه فى أطباق فلين للبيع، وجزء آخر يوضع فى ماكينة التفريخ، لمدة 18 يوما حتى تتم عملية الفقس وخروج الكتاكيت، بعدها مرحلة التسمين، التى يعقبها خروج السمان كمنتج يتم توزيعه إما كطيور حية أو بيعه جاهز بعد الذبح فى أطباق بحسب طلب الزبون، ومن الإنتاج يتم اختيار طيور قوية البنية كأمهات لفقد الهالك فى أعداد الأمهات نتيجة تقدم العمر، وللمحافظة على معدلات إنتاج القطيع وزيادتها تلقائيا.
وأشار إلى أن وزن الطائر عن تجهيزه للبيع يصل لمعدلات مابين 270 حتى 350 جراما، ويباع ب25 جنيها فقط لكل زوجين، ومايميزه أن لحومه غنية بالبروتين بمعدلات تفوق الدواجن والحمام وغيرها من الطيور، فضلا عن مناعته العالية التى لا تجبر المزارع على مناولته أى أدوية أو مقويات كيماوية، واعتماده فى التربية على الأعلاف ومياه مخلوطة بنسبة خل لمقاومة أى سموم قد يلتقطها من الأرض، ولافتا إلى أن طيور المزارع رغم أنها غنية بكل هذه القيم الغذائية، إلا أنها تبقى أقل مما هو غنى بها طائر السمان المهاجر الطبيعى لأنه بطبعه يعتمد فى مصادر الغذاء والتنفس على الطبيعة البكر دون أى تدخل، حتى وإن كان وزنه محدود جدا قياسا بما يتم تربيته فى المزارع.
وأردف :"إن بيض السمان يعد هو الاكتشاف الحقيقي لما له من فوائد صحية وكوقاية غذائية طبيعية لكثير من الأمراض والمساعدة فى نمو الأطفال"، ويقوم ببيع البيض فى أطباق كل طبق يتوفر به 15 بيضة ويباع ب10 جنيهات، لافتا إلى أن أقوى أنواع طيور السمان التى تتميز بمناعتها العالية هى طائر السمان الأسود اليابانى، ويوجد أيضا طائر السمان الأبيض والذهبى، ونوعية جديدة تم إنتاجها كخليط من الألوان.
وتابع قائلا "إن مايتمناه أن تهتم كل الجهات المسئولة فى شمال سيناء بدعم مشروعات انتاج السمان"، وتسائل :لماذا نشترى السمان من المحافظات الأخرى وشمال سيناء بلد السمان وأجوائها مناسبة لتربيته"، فتوفير السمان يوفر منتجا بقيمة غذائية يحتاجها كل شخص خصوصا فى ظل الأمراض، والاحتياج للحوم تقوى المناعة وبسعر يناسب كل مستوى.
ولفت محمد سعيد عبدالشافىإلى أن طموحه أن قطيع السمان الصغير الذى يملكه يتحول لمشروع كبير عبارة عن عنبر إنتاج متكامل لإنتاج السمان وإنتاج البيض واللحوم، وأن يكون مصدرا للسمان ليس فقط لمحافظات الجمهورية، بل لكل دول العالم ومن شمال سيناء .
وأوضح، أنه عاشق لعمله، ومشروعه حتى أنه خلال الفترة الأخيرة ومع زيادة أسعار الأعلاف عند وصولها لمحافظة شمال سيناء، والتى سجلت 450 جنيها للشيكارة أصبح بالكاد يكفى العائد لتغطية تكاليف الإنتاج، ومع ذلك لديه إصرار على النجاح ومواصلة المشوار الذى يساعده فى جانب منه شقيقه "عبدالرحمن"،الطالب بالصف الثالث الثانوى، والذى يتولى رعاية قطيع السمان فى غيابه، وتوصيل الطلبات من إنتاج البيض واللحوم للزبائن عند طلبها.
مختتما حديثه، قائلا، "يقوم ببيع انتاجه والتسويق عن طريق صفحات التواصل الاجتماعى، حيث تصله طلبات يوفرها لزبائنه أو يدلهم على أماكن البيع التى يوفر فيها منتجه داخل المدينة من خلال مشروعه.
طبق بيض سمان
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة