فى ظل ظهور عدة تحورات لفيروس كورونا والتخوف من انتقال وانتشار العدوى بسبب تغيير في أعراض المرض أو شدته أو تغيير، هناك حقيقة ثابتة وأمر متفق عليه من قبل الجميع، ولا خلاف عليه، وهو الالتزام بتدابير الصحة العامة والاجتماعية وضرورة أخذ اللقاحات والعلاجات التي ترفع من قدرة الإنسان على مواجهة المرض، نقول هذا بعد حالة القلق التى بدأت تنتاب العالم كله خلال الأيام الماضية، بعدما ظهر متحور جديد يسمى بـ"أوميكرون" فى عدد من دول القارة الأفريقية، الأمر الذى دفع عدد من الدول بتعليق الطيران والسفر من دول تفشى هذا المحور الجديد، ووضعت قائمة محظورة شملت عدد من دول أفريقية، خلاف أن بعض الدول الأوروبية أعلنت أيضا رصد حالات إصابة بـ"أوميكرون"، مما زاد من الخوف من العودة إلى الإغلاق والتقييد من جديد.
ويزداد هذا القلق في ظل طرق فصل الشتاء الأبواب واحتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة، الأمر الذى يسهم قطعا في زيادة معدلات الإصابة وانتشار المرض حال الاستسهال والتهاون وعدم وجود ضوابط وآليات للمواجهة، لذلك صنفت منظمة الصحة العالمية المتحور الجديد أوميكرون باعتباره «متغيرا مثيرا للقلق".
لكن في ظل رعب العالم الآن، هناك تأكيدات من قبل الخبراء بمجال الصحة، أهمها أن يوجد توافر عدد كبير من اللقاحات والتطعيمات، والتأكيد على قدرة هذه اللقاحات على مواجهة هذا المتحور الجديد، غير أن هناك أيضا رسائل أمل من شركات الأدوية بشأن إمكانية توافر دواء لـ"كوفيد 19" بشكل عام خلال شهور قليلة، واصفين هذا بالحل الجذرى للأزمة.
وما يجب أن نسلط الضوء عليه في مقالنا هذا، وسط حالة القلق من متحور أوميكرون ومدى خطورته وانتشاره، تصريحات وزارة الصحة المصرية ولجنة مكافحة وباء كورونا، وأعتقد أنها تصريحات إيجابية ولها دلالات عدة وتبعث برسائل طمأنة، وهذا ما يبعث الأمل والتفاؤل في تخطى الأزمة والقدرة على السيطرة، لا قدر الله حال ظهور إصابات بهذا المتحور الجديد بالبلاد.
والمهم أن الأمر لم يتوقف عند تصريحات مبشرة فحسب، إنما هناك تحركات بالفعل تم اتخاذها من قبل الدولة المصرية، منها الإعلان عن زيادة عدد العمليات التي يتم فحصها من خلال التسلسل الجيني للفيروس، وكذلك التوسع في نقاط ومراكز تلقى لقاح فيروس كورونا لتطعيم أكبر قدر من المواطنين، وكلنا نرى قوافل التطعيم التي تجوب كل بقعة في المحروسة مدينة وقرية من أجل تحصين المصريين من خطر هذا الوباء.
وأخيرا، ليس أمامنا إلا أن ندعو الله أن يزيل هذه الغمة، وأن نضع تحذيرات منظمة الصحة العالمية وتشديدات الحكومة موضع الجد والاعتبار، وذلك بمواصلة الالتزام الكامل بكافة الإجراءات الاحترازية والوقائية، وتحقيق التباعد الاجتماعى، ويجب أن نعلم أيضا أننا أمام وباء لم ينته بعد، ومازالت تداعياته مستمرة، حتى ولو كانت هناك بشائر خير تُنبىء عن زواله، لكن ما زال العالم فى دائرة الخطر، وفى حالة من الترقب الشديد..