مرات كثيرة يتحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى، موجها كلامه للمسؤولين فى كل مكان، أن يؤدوا دورهم كممثلين للدولة وأصحاب قرار، أن يتحرك المحافظ، ورئيس المدينة، والحى، والقرية، فى اتجاهين، الأول حماية حقوق الدولة والمجتمع ومواجهة المخالفات، وتتحرك معه مديريات التضامن لمتابعة الفقراء والمحتاجين، ويقدم لهم ما يحتاجون إليه.
وبصراحة، فإن الرئيس السيسى، وسط كل انشغالاته بالمشروعات الكبرى، والأمن القومى، وملفات الداخل والخارج، هو الذى يتحرك ويستجيب لسيدة التروسيكل، أو فتاة مريضة، أو طفل، أو أسرة، والرئيس هو الذى طرح مبادرة الإفراج عن الغارمات، وسداد ديونهن وإنهاء القضايا عليهن.
وأهم ما وجهه الرئيس من رسائل، هو دعوته للمسؤولين أن يتحركوا من تلقاء أنفسهم، وألا ينتظرون تدخله فى كل حالة، وقال: «كل ست أنا مش شايفها، باقول للمسؤولين فى المحافظة والمحليات، خلوا بالكم من أهلكم، اتعاملوا، أو قولوا لى وأنا أعمل».
الرئيس السيسى، يتحدث عن عمل مؤسسى، ومسؤولون يتحركون من واقع مسؤولياتهم، من دون انتظار تعليمات، أو رغبة فى الظهور، وكلنا يعلم أن المحليات، والمحافظين، ورؤساء المدن، والمجالس المحلية، هى التى تمارس دورها فى الإدارة وحل أى مشكلات بشكل مباشر، وهو ما يخفف عن الدولة والحكومة، ويجعل العمل مؤسسيا وليس شخصيا.
كان يمكن إنهاء الكثير من الأزمات فى وقتها، ومن دون انتظار لقرارات عليا، كان يمكن مواجهة المخالفات والاعتداء على الأراضى أو الأرصفة والشوارع، وهناك أحياء فى القاهرة، ومدن وقرى فى المحافظات، تنتظر أن يمر عليها الرئيس، ليتحرك المسؤولون ويواجهون المخالفات، أو يحصل مواطنون على علاج أو إنصاف، وكثيرا ما أشار الرئيس إلى أنه يتلقى الكثير من التقارير والتفاصيل ويتابع ما ينشر، ويقول للمسؤولين أن يتحركوا ويتعاملوا مع المشكلات والقضايا، لكن هناك مسؤولين ينتظرون تدخل الرئيس أو رئيس الوزراء، ويكفى أن هناك آلافا أتموا المصالحات فى مخالفات المبانى، وما زالوا غير قادرين على توصيل المرافق بسبب الأيادى المرتعشة وانتظار تعليمات، وأن بعض قرارات العلاج تحتاج أن يصل المواطن إلى مواقع التواصل أو الإعلام والفضائيات، بينما كل هذا يمكن إنجازه فى حالة وجود نقاط اتصال بسيطة يتيحها عصر الاتصالات.
وإذا كان الرئيس يتحدث عن «جمهورية جديدة» مع افتتاح العاصمة الإدارية، فإن أهم ما يجب توافره هو تغيير طريقة الإدارة بشكل تام، عاصمة من الجيل الرابع، لا تتناسب مع أسلوب إدارة من القرن التاسع عشر، حسب ما أعلنه الرئيس هناك تغيير شامل فى طريقة الإدارة والتواصل بين المركز والأطراف، وأن يمارس المسؤولون مهام وظائفهم بشكل مؤسسى ومستمر، وهو ما يشير إليه الرئيس فى أحاديثه عن دولة حديثة قادرة على تلبية حاجات مواطنيها بسرعة وكفاءة.
وهذه السرعة والكفاءة تتناسب مع حجم المشروعات الحديثة والعاصمة والمدن الجديدة، التى تحتاج إلى أفكار جديدة تماما فى الإدارة والسياسة، تتناسب مع حجم ما يتحقق من بناء.