إن لله تعالى فى أيامه نفحات، فما أحوجنا إلى نفحات هذا الشهر المعظم فى ظل أزمة كورونا العالمية، وفى ظل مواصلة حلقات "نفحات رمضانية"، نتحدث اليوم عن فضل ليلة القدر ، تلك الليلة التى قال الله تعالى عنها، أنها خير من ألف شهر، حيث جمع الله فيها النفحات وأفاض فيها بالأنوار.
ومن المعلوم، أن ليلة القدر حظيت بمكانة كبيرة وعظيمة، لما لها من فضل عظيم، لذا يجتهد المسلمون فى كل بقاع الأرض للفوز بأجرها الذى ذكره نبينا الكريم حينما قال، "يغفر فيها الذنوب ما تقدم وما تأخر"، غير أن قدر هذه الليلة المباركة يبقى غير قابل للوصف والإدراك، حسب قوله تعالى فى كتابه العظيم: "وما أدراك ما ليلة القدر".
وليلة القدر مفضلة عن باقى الليالى، لأن الله جل شأنه أنزل فيها "القرآن" على رسولنا ونبينا الكريم، مصداقا لقوله تعالى فى كتابه العزيز، "شهر رمضان الذى أنزل فيِه القرآن"، وفى هذه الليلة المباركة أيضا تتنزل الملائكة وتحيط بالمسلمين، حيث ذكر الله تعالى: "تنزل الملائكة والروح فيها بإِذن ربهم من كل أمر".
بل أن فضل ليلة القدر يتعدى الألف شهر، وهذا دليل على مكانتها العظيمة وشأنها الكبير، وأن فيها ثواب وأجر كبير لكل فائز بها، وهذا ما قاله جل شأنه، "ليلة القدر خير من أَلف شهر"، وقال أيضا "سلام هى حتى مطلع الفجر".
لذا.. يجب علينا ونحن فى العشر الأواخر من هذا الشهر المبارك، اغتنام هذه النفحة الربانية لما لها من أجر عظيم، بالمسارعة إلى الطاعات والعبادات، والإخلاص في قيام الليل والصلوات، والإكثار من قراءة القرآن وزيادة التصدق، وكثرة الذكر والدعاء، وخاصة بما كان يدعو به النبى الكريم "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا".
ونختتم حلقتنا، بأن الفوز بليلة القدر يعنى غفران للذنوب، فيجب الحرص عليها والتلذذ بعبادات وطاعات رمضان المعظم، مع ضرورة الحفاظ على النفس فى ظل أزمة كورونا، لأن الحفاظ على النفس يسبق أداء الفريضة، بل لابد من الأخذ بأسباب الوقاية والسلامة باتباع الإجراءات الاحترازية من باب حماية النفس والإحسان، لقوله تعالى: "وَلا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين".. وإلى لقاء أخر فى حلقة أخرى من نفحات رمضانية..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة