ليس غريبًا على الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، رجل المهام الصعبة، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، محب الثقافة والفنون اتخاذ قرار بإقامة فعالية ثقافية كبيرة خلال جائحة كورونا المنتشر في مختلف دول العالم، وهو أمر ليس سهلًا، فالموضوع يأخذ أبعادًا كثيرة للغاية في ظل الظروف التي يمر بها العالم، من حيث وضع آليات صارمة وحازمة لتطبيق الإجراءات الاحترازية جميعها دون سقوط أيٍّ منها على الإطلاق، عندما قرر انطلاق مهرجان الشارقة القرائي للطفل، الدورة الـ12، في الفترة من 19 وحتى 29 مايو.
وقد سبق انطلاق الفعالية بكل تأكيد العديد من جلسات التحضير التي عادةً تبدأ قبل انطلاقها بعام كامل تقريبًا، لوضع خطة متكاملة، أولًا لاستيعاب دور النشر بالشكل الذي يحافظ على تطبيق الإجراءات الوقائية، وثانيًا وضع خريطة كاملة للحفاظ على صحة وسلامة كل من يوجد بالمهرجان سواء من الناشرين أو الأطفال والكبار.
منذ لحظة دخولك إلى مركز إكسبو الشارقة، المقام عليه المهرجان، لا يسمح بدخول أي فرد إلا إذا كان قد سجل حضوره على الموقع الرسمي لهيئة الشارقة للكتاب، وذلك تطبيقًا لعدم الزحام والتكدُّس داخل القاعات، ويتم التسجيل بكل التفاصيل إذا كان الزائر بمفرده أو مصطحبًا عائلته معه، لتحديد العدد الاستيعابي للفعالية.
كما لاحظت خلال وجودي بالمهرجان وضع ملصقات على أرضية مركز إكسبو لتحديد المسافة بين كل فرد وآخر، وتطبيقًا لمبدأ التباعد الجسدي التي أوصت به منظمة الصحة العالمية، إلى جانب وضع مواد التعقيم في كل مكان في المهرجان، والتعقيم الدوري لدورات المياه، وتوفير ماسحات حرارية، ومنع دخول أي فرد إلا بارتداء الأقنعة "الكمامة"، وكل ذلك يشعرك بالأمان وأمان من معك من أسرتك داخل أروقة مهرجان الشارقة القرائي للطفل.
كما استطاع المهرجان استغلال المساحات الموجودة بتوزيع دور النشر المشاركة بشكل متميز للحفاظ على المسافات المتباعدة بينهم، مع الحرص على أن يشمل المعرض كل ما يسعد الأطفال من الكتب ووسائل الترفيه التي تتم من خلال مجموعة كبيرة من الورش والفعاليات الفنية التي تصل عددها إلى 132 ورشة وفعالية فنية ترفيهية يشارك فيها العديد من المختصين والفنانين العرب والأجانب.
فخلال أيام مهرجان الشارقة القرائي للطفل نجد أن المجتمعات تتعافى من خلال تحقيق ورعاية أحلام أطفالنا، والعمل على توسيع آفاقهم ومداركهم نحو الحياة، وبالطبع حب النشء للكتاب وللقراءة، وكل ذلك يتم في إطار الحفاظ على صحة وسلامة المواطنين، تلك خطوة متميزة في آليات تنظيم الفعاليات الثقافية الكبيرة وسط الأزمات، والعمل على التحضيرات والتجهيزات قبل الحدث بفترة كافية حتى يخرج الحدث بمستوى يحترم المتلقي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة