تمر اليوم الذكرى الـ774 على قيام البابا إنوسنت الرابع بإرسال دعوة إلى المغول للتعاون معًا فى القضاء على المسلمين، وذلك فى 24 مايو عام 1247م، وكان غرض الدعوة التوحد مع التتار لحرب المسلمين فى مصر والشام.
وبحسب موسوعة "قصة الإسلام" للدكتور راغب السرجانى، أرسل البابا "إنوسنت الرابع" وفدًا إلى منغوليا فى سنة 643 هجرية، وكان الغرض هو التوحُّد مع التتار لحرب المسلمين فى مصر والشام، واستقبل "كيوك" الزعيم التترى الوفد الصليبى بحفاوة، ولكن عندما قرأ رسالة البابا وجده -إضافة إلى طلبه توحيد العمل العسكرى ضدَّ المسلمين- فإنه يدعوه إلى اعتناق المسيحية، واعتبر خاقان التتار أن هذا تعديا من البابا.
لكن البابا الكاثوليكى "إنوسنت الرابع" لم ييأس من فشل هذا الوفد، بل أرسل وفدا آخر ولكنه هذه المرة أرسلها إلى قائد القواد التترية فى مدينة "تبريز" بمنطقة فارس الملاصقة للخلافة الإسلامية، وكان اسمه "بيجو" وذلك فى سنة 645 هجرية، وقد لمس فيه البابا حبا للعدوان والهجوم، وعلم أنه من أنصار التوسع من جديد فى أراضى المسلمين، وقد لاقت السفارة ترحيبا كبيرا من "بيجو" الذى توقع أن هجوم الصليبيين على مصر والشام سوف يشغل المسلمين فى هذه الأقاليم عن الدفاع عن الخلافة العباسية فى العراق، ولكن لا يخفى على أحد أن صلاحيات "بيجو" لم تكن تؤهله لاتخاذ مثل هذا القرار الاستراتيجى الخطير بالتعاون مع الصليبيين، وكان "كيوك" ما زال على رأيه فى عدم التوسع، وعدم التعاون مع الصليبيين إلا بعد خضوعهم له، ومن ثَم فشلت -أيضا- هذه السفارة الثانية.
وبعد سنوات تواصل لويس التاسع مع ملكة التتار لكن تم الاعتذار عن إمكانية المساعدة فى الحملة الصليبية، لأنها مشغولة بالمشاكل الضخمة التى طرأت فى مملكة التتار نتيجة موت "كيوك".
لكن لويس التاسع أصر على القيام بحملته حتى مع عدم اشتراك التتار، فتوجه فعلا من قبرص إلى مصر، ونزل بدمياط فى سنة 647 هجرية، واحتلَّ دمياط، ثم تجاوزها إلى داخل مصر -عبر نهر النيل- فى اتجاه القاهرة، ولكن الجيش المصرى قابله فى المنصورة، وكان معه سلطان مصر الصالح أيوب، الذى مات بعد ثلاثة أيام من بداية المعركة فى المنصورة، وتولَّت أمر مصر السلطانة شجرة الدر زوجة الصالح أيوب؛ التى أخفت خبر وفاة زوجها، وراسلت توران شاه ابن الملك الصالح نجم الدين أيوب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة