أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق أكبر حدث ثقافي في الوطن العربي، وهو معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ52 في 30 يونيو الحالي، وسط ترقب من المهتمين بالشأن الثقافي، حيث تعد الفعالية مارثون لاقتناء الكتب والتطلع على كل ما هو جديد.
وقد تختلف دورة معرض الكتاب هذا العام عن سابقيها، فهي تعد دورة استثنائية بكل المقاييس، باعتبارها أكبر تجمع ثقافي منذ انتشار فيروس كورونا في مختلف دول العالم، وهذا يؤكد تحدي الدولة المصرية في إقامة الأحداث المهمة بشكل عام، والأحداث الثقافية مثل معرض الكتاب بهدف دعم النشر في مصر والوطن العربي، وذلك مع التشديد على تطبيق جميع الإجراءات الاحترازية لمواجهة الفيروس اللعين.
ونجد خلال تلك الدورة أمورًا وخدمات لم نرَها من قبل مثل مواكبة عصر الرقمنة الذي نعيش فيه حاليًا، فقد أطلقت وزارة الثقافة المنصة الرقمية، وهي بدورها تعمل على سهولة الحصول على الإصدارات من خلال البحث عن الكتب ودور النشر المشاركة، والتعرف على أجندة الأنشطة والفعاليات التي ستجرى افتراضيًا (أون لاين)، وخريطة المعرض، وجولة افتراضية محاكاة للواقع داخل قاعات المعرض، إلى جانب تخصيص غرفة عمليات دائمة للمعرض وخدمة دعم فني وخدمة عملاء "أون لاين" على المنصة، للرد على جميع الاستفسارات وحل الأزمات.
كما نرى خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام تحسين الخدمات المقدمة للقراء، حيث أطلقت الهيئة المصرية العامة للكتاب مبادرة بعنوان "ثقافتك كتابك"، وهي تهدف إلى طرح الكتاب أمام الجهور بأسعار مخفضة، وتضم مئات العناوين من دور النشر وقطاعات الوزارة على ألا يتجاوز سعر الكتاب فيها 20 جنيهًا مصريًا.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك فقط، بل تخصص الهيئة العامة للكتاب أيضًا في إطار الخدمات المقدمة للقراء جناح "كنوز هيئة الكتاب"، الذي يضم الكتب القديمة الصادرة عن الهيئة وتباع بأسعار مخفضة بقيمة جنيه واحد للكتاب، إلى جانب أجنحة أخرى من قطاعات الثقافة المختلفة التي تحقق نفس الهدف، فضلًا عن مشاركة مكتبات سور الأزبكية، في الجناح المخصص لها بمعرض الكتاب 2021 بعدد كبير من الإصدارات القديمة والمقدمة بأسعار مخفضة، كما ستقدم جميع دور النشر الخاصة تخفيضات تصل إلى 25% على الكتب.
كما عملت وزارة الثقافة بقيادة الدكتورة إيناس عبد الدايم على تشجيع القراء لزيارة المعرض، فقد أعلنت عن إتاحة زيارة المعرض مجانًا، لنجد أن ما سيتم في معرض القاهرة الدولي للكتاب ثاني أكبر المعارض في العالم، يهدف إلى دعم القراء من جهة لزيارة المعرض واقتناء الكتب بأسعار مخفضة، وإعادة القراءة لرفع الوعي لدى الناس وسهولة القضاء على الأفكار الظلامية من جهة أخرى، وكل ذلك يحقق ما تهدف إليه الدولة ببناء الإنسان.. تحيا مصر