للبر أنواع عدة أهمها هو بر الوالدين، وخاصة عندما يصل العمر بالوالد إلى مرحلة يكون فيها في أشد احتياج للمساعدة والرعاية من الأولاد. أحمد صلاح 33 عاما من محافظة الفيوم، تعرض لحادث هو في السادسة من عمره نجم عنها إصابته ببتر في القدم.
لم يستسلم الشاب البالغ من العمر 33 عاما، وظل يواصل تعليمة حتى تعرض إلى مأساة أخرى وهي وفاة والدته وهو في الصف الثاني الثانوي العام، لتتحول حياة أحمد من الرغبة في التعليم إلى البحث عن رعاية الوالد المسن والشقيقة الصغيرة.
وقال أحمد صلاح: بعد تعرضي لحادث نجم عنه بتر في القدم، حاولت أن أحارب هذه الإعاقة بالتعليم فكنت متفوقا دراسيا حتى وصلت إلى الصف الثاني الثانوي.
وأضاف أنه وهو في الصف الثاني الثانوي توفيت والدته لتتركه وحيدا مع والده المسن وشقيقته الصغرى، مشيرا إلى أنه أكتفى بالحصول على الثانوية العامة للبحث عن مصدر دخل ثابت للإنفاق على أسرته.
وقال أحمد إنه قام بشراء أطراف صناعية لتساعده على الحركة والتنقل والعمل، مشيرا إلى أن أغلب هذه الأطراف كانت تنكسر ويترك بعدها الوظائف التي يعمل بها لعدم قدرته على الحركة.
وقال أحمد إنه قام بعمل قرض في أحد البنوك لشراء طرف صناعي إلا أنه تعثر في سداد القرض وأصبح مهدد بالحبس وترك أسرته والده المسن وشقيقته الصغرى.
وقال أحمد إنه كان بمثابة الأخ والأم لأسرته حيث يقوم بطهي الطعام ورعاية والده وشقيقته وتقديم الأدوية لوالده ورعايته رعاية كاملة.
وأكد أحمد أنه مع جائحة كورونا تبرع لتغسيل وتكفين موتى كورونا وهو ومجموعة من أصدقائه، مشيرا إلى أنه قام بتغسيل العديد من الموتى، بالإضافة إلى تقديم الأطعمة لهم وتقديم الدعم النفسي لهم.
وقال أحمد إنه عمل في بعض الوظائف إلا أنه كان يعاني من كسر في الطرف الصناعى، مضيفا أن الإعاقة هي منحة ومحنة في ذات الوقت، مشيرا إلى أن المحن هي مجرد اختبار من الله وسبحانه وتعالى.
وقال إنه يحلم بوظيفة توفر له مصدر رزق ثابت ليستطيع أن يصرف على أسرته، مشيرا إلى أنه يحلم بسداد القرض الذي قام باقتراضه من أجل شراء طرف صناعي، مؤكدا أنه متعثر في سداد القرض للبنك.
وقدم أحمد رسالة للمواطنين بضرورة البر بأسرته ووالديه وخاصة الوالدين وهما في سن كبير لأن الوالدين في هذه الفترة هم الأكثر احتياجا للوالدين.
وقال أحمد إنه تعلم تغسيل الموتى من خلال صاحب أحد المطاعم الذي كان يعمل بداخلة، مشيرا إلى أن أصعب حالة تغسيل قام بها كانت لسيدة تركها أولادها بعد وفاتها، مؤكدا أنه أصيب مرتين بفيروس كورونا نتيجة تعامله مع حالات كورونا وتماثل للشفاء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة