الإعلامية نجاة العسيلى، واحدة من أشهر
مذيعات جيلها، تميزت بتقديم برامج المنوعات، ولكن هذا لم يمنعها من تقديم برامج حوارية وسياسية، كان لها صدى كبير داخل
التليفزيون المصرى، كما أنها قدمت أيضا البرامج الرياضية، وتميزت بحيادتها في تناول هذه النوعية من البرامج.
رغم عملها في بداية مشوارها كمهندسة ديكور في التليفزيون المصرى، إلا أن هذا لم يمنعها من تحقيق حلمها منذ الصغر بأن تكون مذيعة، لتتقدم للاختبارات، ويتم اختيارها منبين مجموعة كبيرة من المتقدمين، وتبدأ حياتها الإعلامية من القناة الأولى لتصبح أحد رموز تلك القناة .
خلال حوارنا مع الإعلامية نجاة العسيلى، تحدثنا عن كيف بدأت عملها في التليفزيون المصرى، والبرامج التي تميزت بها، بجانب أصعب المواقف التي مرت بها خلال مشوارها الإعلامى، وكيف شجعت بناتها لدخول المجال الإعلامى، والحلقات التي ما زالت عالقة في ذهنها حتى الآن وغيرها من المحاور والموضوعات في الحوار التالى..
كيف جاء عملك كمذيعة في التليفزيون المصرى؟
طوال عمرى كنت أسعى للعمل كمذيعة في التليفزيون المصرى، حيث كنت معجبة حينها بكل من سلمى الشماع وفريدة الزمر ونجوى إبراهيم وفيريال صالح، وكنت أتمنى أن أكون مذيعة مثلهم في التليفزيون.
كيف التحقتِ بالتليفزيون؟
عملت في بداية الأمر في التليفزيون المصرى كمهندسة ديكور لمدة شهر، وعلمت أن هناك مسابقات للمذيعات فتقدمت للمسابقة، وكانت مسابقة كبيرة، حيث تقدم لها حوالى 1800 شخص من داخل التليفزيون ومن خارجه، ونجح فقط 26 شخص كنت أنا منهم.
من كان أعضاء لجنة الاختبارات بالتليفزيون المصرى حينها؟
الكاتب الكبير أنيس منصور والإعلامية الكبيرة سامية صادق، هم من امتحنونا واختاروا الـ 26 شخصا.
الإعلامية نجاة العسيلى
وكيف جاء عملك في البرامج بعد نجاحك في اختبارات التليفزيون؟
تقابلت مع الإعلامية فريال صالح رحمها الله، وكانت تدربنى والتحقنا بمعهد الإذاعة والتليفزيون، حيث تم توزيعنا على القناتين الأولى والثانية، وحينها لم تكن القناة الثالثة قد ظهرت، وتم إبلاغى أنه تم اختيارى للعمل في القناة الأولى، وحينها تولت الإعلامية فيريال صالح تدريبنا.
هل تتذكرين نصيحة قالتها لك فيريال صالح خلال تدريبها لكم في القناة الأولى؟
نعم قالت لنا عندما كانت تدربنا "اعتبروا الكاميرا واحدة صاحبتك تحبيها وتكلميها ، فتحدثى معها بما فى قلبك وتحدثى معها بوضوح وصراحة كى تستطيعين الوصول لها وتوصيل المعلومة التي تريديها "، وبالفعل عندما التزمنا بنصائحها استطعنا أن نتقرب للمشاهد بسهولة.
هل بدأت في البداية كمذيعة ربط أن قدمتِ برامج مباشرة؟
كلنا كنا مذيعات ربط ولم نقدم برامج إلا بعد 6 شهور أو 9 شهور من العمل كمذيعات ربط .
وكيف كانت طبيعة عملك كمذيعة ربط في التليفزيون المصرى؟
كنت في البداية أقدم فقرات كثيرة في المناسبات، ففي البداية قدمت فقرات مناسبات والأعياد واليوم المفتوح الذى كان يبدأ من الساعة 10 صباحا وحتى 3 عصرا، وكذلك برامج سهرات .
المذيعة نجاة العسيلى
ما هو أول برنامج قدمتيه في التليفزيون المصرى؟
لم نكن نقدم برامج بسهولة، فرؤسائنا في التليفزيون كانوا يختارون نوعية البرامج الذى سنتقدمها، وحينها رأوا أننى استطيع تقديم برامج منوعات في برامج المنوعات .
بعد اختيارك كمذيعة منوعات ما هو أول برامجك في هذا المجال؟
قدمت برنامج جواز سفر ثم برنامج اخترنا لك وهو من البرامج الجميلة المتنوعة وكذلك برنامج جديد × جديد، وهذا البرنامج كل المذيعات من جيلى قدموا البرنامج مع المخرج شكرى أبو عميرة الذى تعلمنا منه الكثير واستفدنا منه بشكل كبير.
احكي لنا عن شعورك خلال تقديمك أول حلقة في التليفزيون المصرى؟
حينها الإعلامية سامية صادق نادت على أنا ومنى عبد الوهاب وقالت لى ستقمين أول حلقة لكى في القناة الأولى حيث ستقدمين المسلسل الذى سيذاع على التليفزيون، بينما منى عبد الوهاب ستقدم المسلسل الذى سيذاع على القناة الثانية، وقالت لنا " من سيخطأ لن يقدم أي حلقة على الهواء مرة أخرى"، وبالطبع كنت خائفة للغاية، وقدمت المسلسل الذى سيذاع على القناة الأولى وكنت مرعوبة ولكن عندما انتهيت من التقديم قالت لى حينها الأستاذة سامية صادق أن أدائى كان جيد وباركت لى أنا ومنى عبد الوهاب وكان هذا تشجيع لنا من رئيسة التليفزيون حينها وكان دعم كبير لنا في مشوارنا الإعلامى.
نجاة العسيلى مذيعة التليفزيون المصرى
هل هناك برامج قدمتيها مع جيل الرواد في التليفزيون؟
نعم.. كان معنا في برنامج "جديد × جديد" الإعلامية سهير شلبى، وكذلك عملنا مع جيل الرواد في الحفلات الخارجية واليوم المفتوح وكنا نستفيد منهم كثيرا في عملنا الإعلامى.
ما هو البرنامج الذى قدمتيه ويعد الأقرب إلى قلبك في التليفزيون المصرى؟
برنامج جواز سفر ، حيث استضفت كل الشخصيات ذو القيمة في الدولة، حيث أجريت حوار مع الدكتور فاروق الباز ومفيد شهاب والوزراء في هذا الوقت أيضا ، فكان برنامج مهم للغاية في مشوارى الإعلامى.
ما هو أصعب موقف تعرضى له خلال عملك في التليفزيون المصرى؟
هناك موقف لم أنسه، عندما ذهبت للتليفزيون في الفترة الصباحية، حدث ماس كهربائى حينها فى التليفزيون فالاستديوهات التي كنا نقدم من خلالها البرنامج مثل استوديو 8 واستوديو الأخبار احترقا ، وحينها ذهبت أنا والإعلامى مسعد أبو ليلة على استوديو المقطم وتسلقنا على سلم المطافى وقدمنا برامجنا على الهواء من استوديوهات المقدم كى لا يشعر الشعب المصرى ان هناك شيء حدث في التليفزيون المصرى، وكنت أقدم برامج هواء ومسعد أبو ليلة كان يذيع النشرة.
نجاة العسيلى
وكيف تحملتِ هذا الظرف الصعب وتسلقتِ سلم المطافى؟
كنت أعشق عملى، وهذه رسالة المذيعة أن تقدم عملها مهما كانت الظروف.
نجاة العسيلى وسهير شلبى
ما هو أبرز موقف سعيد لكِ خلال عملك في التليفزيون المصرى؟
أبرز المواقف السعيدة عندما كنت أقدم مباريات الأهلى والزمالك في التليفزيون المصرى، فعندما كان الأهلى يفوز كان الجميع يقول لى وشك حلو على الأهلى، وكذلك عندما كان الزمالك يفوز يقول لى الجماهير وشك حلو على الزمالك، لأنى لم أكن أظهر الفريق الذى أشجعه خلال تقديمى للبرامج الرياضية .
وما هو الفريق الذى تشجعيه ؟
أنا أهلاوية، ولكن لم أكن أظهر انتمائى للفريق الذى أشجعه خلال تقديمى للبرامج الرياضية على الإطلاق.
بما أنك قدمتِ البرامج الرياضية.. هل قدمتِ كل ألوان البرامج في التليفزيون المصرى؟
نعم.. قدمت كل أنواع البرامج سواء ثقافية أو سياسية ومناسبات وحفلات على الهواء ورياضة ومنوعات، وحينها الإعلامية زينب سويدان دعمتنى كثيرا وكنت أقدم حفلات على الهواء.
لماذا لم تقدمي نشرات الأخبار في التليفزيون؟
الأستاذة زينب الحكيم عندما كان يتم توزيعنا على البرامج التي سنقدمها، كانت تريدنى أن أقدم نشرات الأخبار، وأن أعمل في قطاع الأخبار بالتليفزيون، وقالت لى أريد أن أغير تقليد مذيعات الأخبار الذى يتسم بالجد.
نجاة العسيلى
وهل عملتِ في قطاع الأخبار؟
بالفعل تدربت لفترة في قطاع الأخبار، ولكن كنت مبتسمة دائما، وهذا لا يصح في نشرات الأخبار، فقلت للأستاذة زينب الحكيم أننى لن أجد نفسى في نشرات الأخبار، وأننى أريد تقديم برامج منوعات وبالفعل انتقلت لتقديم برامج المنوعات، فالأخبار تتطلب انضباط بشكل كبير لا يمكن أن يكون وجهه مذيعة الأخبار مبتسم، وانتقلت لبرامج المنوعات تحت إدارة الأستاذة أمل عزت رحمها الله، والتي كانت تدعمنا كثيرا.
احكي لنا عن تجربة تقديمك لبرنامج قاهرة المعز في شهر رمضان؟
مكان تقديم البرنامج كان مميز للغاية في القلعة، وكنا نتحدث عن الأحداث الجارية حينها سواء سياسية أو استضافة طبيب مشهور أو مناقشة حدث جارى، ونتابع كل ما هو جديد ، وانا أحب دائما تقديم البرامج التي نظهر من خلالها في أماكن مميزة .
وما هي أشهر البرامج التي قدمتيها في التليفزيون المصرى من أماكن تاريخية؟
قدمت برنامج قصر مصر، حيث كنت أعشق اختيار الأماكن المميزة التي نقدم منها البرامج، وبرنامج قصر مصر كنت أسجل في قصر محمد على وهو من أجمل البرامج التي قدمتها في حياتى، وكنا نستضيف مخرجين وفنانات وكتاب صحفيين كبار.
من أبرز من دعمك خلال مشوارك الإعلامى في التليفزيون المصرى؟
كثيرين مثل سامية صادق، وزينب الحكيم، وزينب وسويدان، وسهير شلبى وأحمد سمير.
من كان مثلك الأعلى في المجال الإعلامى؟
كان مثلى الأعلى كل المذيعات الذين كانوا يظهرون في التليفزيون في بداية عملى الإعلامى مثل نجوى إبراهيم وسهير شلبى وفيريال صالح وسلمى الشماع وفريدة الزمر، ورغم أننى كنت بين جيل عظماء في التليفزيون خلال بداية مشوارى الإعلامى إلا أننى استطعت أن أثبت نفسى وسط قامات كبيرة.
هل هناك نصيحة وجهت لك خلال عملك بالتليفزيون وكان لها أثر كبير على مشوارك الإعلامى؟
خلال لقائى مع الفنان سمير صبرى، وقال لى نصيحة صريحة وكان جيدة للغاية بالنسبة لى كانت جيدة للغاية، وقال لى "اعتبرى انك لما تطلعى تقولى صباح الخير أو مساء الخير في التليفزيون، مصر كلها تراكى فلا تعملى حساب لأى حد إلا للكلمتين التي تقوليهما على الشاشة، لأن هذا يصل لمصر كلها، وركزى في كل كلمة تقوليها لأنك تتحدثين مع مصر كلها"، وأنا أجريت لقاءات مع كل الفنانين والسياسيين ولكن تظل هذه النصيحة هي التي لا يمكن أن أنساها.
ما هي المدرسة الإعلامية التي تحرصين على تطبيقها خلال تقديمك لبرامجك في التليفزيون المصرى؟
أنا استخدم اللغة العامية، ولا أحب أن اتحدث باللغة العربية الفصحى، بل أتحدث بلغة بسيطة وأرى أيضا أن الضيف الذى يأتى للبرنامج هو ضيفى ويأتي لبرنامجى وبالتالي أنا لا أضايقه أو أحرجه أو أضعه في موقف سئ، والحمد لله نجحت من خلال طبيعتى وطريقتتى الخاصة ان لا أحرج أي ضيف تماما.
إذن كيف كنتِ تتعاملين مع الضيف إذا خرج عن سياق السؤال أو البرنامج؟
لو خرج عن أخلاق الحديث كنت أجعله يتوقف ، فإذا كان البرنامج مسجل كنت أطلب من الضيف أن يتوقف عن الحديث وأقول له أنه لا يصح هذا الحديث وعليه ألا يخرج عن سياق السؤال، وإذا كان البرنامج على الهواء وخرج الضيف عن حدود اللقاء والسؤال كنا أكرر عليه السؤال أو أطلب منه أن يجيب على السؤال الذى ألقيته عليه فقط ولكن لا أحرجه.
بناتك أيضا التحقوا بمجال الإعلام.. كيف شجعتيهن في الالتحاق بهذا المجال؟
بناتى كانا يأتين معى الاستوديو وهم صغار من سن 4 سنوات وكانا يرونى في الأستوديو وأنا أقدم البرنامج، فهن تربين في بيت إعلامية وانا وقتها من أول ظهورى فى التليفزيون كنت مهشورة جدا من خلال طريقتى وكلامى، وبناتى كانا يأتين معى في أيام الإجازات ويرين المذيعات والممثلين ويتفرجن على فوازير رمضان التي كانت تقدمها الفنانة شريهان حينها، وفهمى عبد الحميد كان يلاعبهن فتربين في هذا الوسط، ثم التحقن بكلية الإعلام، وبعد ذلك أصبحن مذيعات ناجحات.
ما هي النصيحة التي وجهتيها لبناتك قبل أن يلتحقن بمجال الإعلام؟
أكد لهن أن المذيعة التزام في كل شيء في مواعيدها والتزام في الحوار وفى الملابس، وأنها عليها أن تفصل بين حياتها الشخصي وعملها في التليفزيون، وإذا كان هناك أمر يغضبها لا تظهر ذلك أمام الجمهور .
كيف كنتِ توازنين بين عملك فى التليفزيون ومنزلك وتربية بناتك؟
كنت اهتم بأولادى وبيتى وفى ذات اهتم بعملى، ولعل ظروف عملى ساعدتنى أن أفرغ وقت لبيتى وبناتى، حيث كنت أعمل يومين أو ثلاثة فقط فى الأسبوع في التليفزيون، حيث كنتأعمل يوم كمذيعةربط، ويوم في تقديم برنامج، وبالتالي باقى أيام الأسبوع كنت اتفرغ لبيتى وبناتى.
كيف دعمك أسرتك للنجاح في عملك بالتليفزيون؟
زوجى دعمنى للغاية، وعندما كان لديه شركة إنتاج أنتج لى برنامج جواز سفر في التليفزيون وكان من أنجح البرامج ، وكان معد البرنامج نصر فريد وكان رئيس تحرير مجلة أكتوبر وهذا ساعدنى كثيرا في اختيار شخصيات هامة كضيوف في البرنامج.
وكيف دعمك والدك ووالدتك؟
أبى وأمى كانا لهما دور كبير في تشجيعى خلال مشوارى الإعلامى، ووالدتى كانت تقول لى ملاحظات على أدائى في برامجى، حيث كانت كانت سيدة مجتمع، وأخذت عنها الذوق الراقى ، وكانت تقول لى إن كل المذيعات يرتدون ملابس لها ألوان كثيرة وأنا كنت مميزة أنى لا ارتدى ملابس بها ألوان كثيرة فعظم ملابسى كان لون واحد، وكان هذا بنصيحة من والدتى حيث قالت إن هذا سيكون أبسط وأشيك ، وأنا بطبيعى بسيطة جدا .