سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 16 ديسمبر 1969.. الآلاف يحتشدون حول بلدية طرابلس أثناء مفاوضات الجلاء عن قاعدة «هويلس» والسفير الأمريكى يعلن: بدأنا الانسحاب من 12 ديسمبر

الجمعة، 16 ديسمبر 2022 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 16 ديسمبر 1969.. الآلاف يحتشدون حول بلدية طرابلس أثناء مفاوضات الجلاء عن قاعدة «هويلس» والسفير الأمريكى يعلن: بدأنا الانسحاب من 12 ديسمبر معمر القذافى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
احتشد الآلاف حول مقر بلدية طرابلس، التى كانت تشهد الجلسة الافتتاحية للمفاوضات بين أمريكا وليبيا ليلة 16 ديسمبر، مثل هذا اليوم، 1969، حول جلاء أمريكا من قاعدة الملاحة «هويلس»، حسبما تذكر جريدة الأهرام فى عددها يوم 17 ديسمبر 1969.
 
جاءت المفاوضات بعد ثلاثة أشهر ونصف الشهر من «ثورة الفاتح» بقيادة العقيد معمر القذافى، والمطالبة بجلاء القوات الأجنبية عن الأراضى الليبية، حيث كان لبريطانيا قاعدتان جوية وبحرية، ولأمريكا قاعدة «هويلس»، ووافقت بريطانيا على الجلاء عن قاعدتيها قبل 48 ساعة من بدء المفاوضات مع أمريكا. 
 
تذكر الأهرام وقائع ما جرى يوم 16 ديسمبر 1969، قائلة:  «عند وصول الوفد الأمريكى للمفاوضات برئاسة السفير جوزيف بالمر، وجد الآلاف يحيطون بمبنى بلدية طرابلس، يرددون هتاف «اخرجوا من بلادنا»، وتعالى الهتاف بالجلاء عند وصول القذافى فى سيارة لاندروفر، مرتديا زيه العسكرى، حيث افتتح المفاوضات بخطاب خطير».
 
تضيف الأهرام، أن القذافى قال للوفد الأمريكى: إن القاعدة متهمة بتدريب الإسرائيليين فيها، وبالهجوم الجوى على الدول العربية «يقصد الاتهامات بانطلاق الطائرات الأمريكية منها لضرب المطارات والقواعد العسكرية فى غرب مصر أثناء عدوان 5 يونيو 1967»، وأن القاعدة تعرض سلامة الشعب الليبى للدمار بوجود القنابل الذرية فيها، وذكر حوادث التخريب والتهريب التى حدثت منذ شهرين فقط»، وأضاف: «هذه القاعدة لم يكن لوجودها على الأراضى الليبية أى مبرر، سوى خيانة حكام ليبيا السابقين»، وأكد أن ليبيا ترفض وجود القاعدة داعيا إلى سرعة تصفيتها دون قيد أوشرط ضمانة لإبقاء العلاقات الطيبة بين الشعب الليبى والأمريكى.
 
وأمام هتافات الآلاف الذين أحاطوا بمبنى البلدية، وهجوم القذافى فى خطابه، اضطر السفير الأمريكى بالمر إلى الخروج عن النص المكتوب فى خطابه، وتذكر الأهرام: اضطر السفير بالمر إلى الخروج عن النص المكتوب المعد للجلسة الافتتاحية، ليعلن أن حكومته وافقت على سحب جميع قواتها من القاعدة، وقال:  «إن الجلاء بدأ فعلا بانتظام منذ 12 ديسمبر الحالى 1969».. ثم ناشد السفير العقيد القذافى لإعطاء الوقت الكافى لكى يتسنى تحقيق انسحاب مشرف منظم من القاعدة.
 
وقالت الأهرام عن خطاب القذافى: إنه أوضح موقف ليبيا من مسألة القواعد على أراضيها فى عشر نقاط، وتذكر الأهرام نصها، ومن أهمها قوله:  «أنا أسمع أن أمريكا تقول إنها زعيمة العالم الحر، ونحن نؤمن بأن الحر هو الذى يقدس قضية الحرية فى كل مكان، فعلى أمريكا أن تبرهن الآن على مدى إيمانها بحرية الشعوب عندما تنسحب قواتها دون قيد أو شرط.. ثانيا، إذا كان دخول القوات البريطانية لليبيا له ما يبرره فى ذلك الوقت، فإن إقامة القاعدة الأمريكية فوق الأرض الليبية لا مبرر له على الإطلاق سوى خيانة حكام ليبيا السابقين، وجهلهم المطبق من جهة أخرى، والشىء الذى بنى على باطل فهو باطل، والمعطيات الخاطئة تؤدى إلى نتائج أخطأ، حيث إن القاعدة لا مبرر لها من البداية، فكيف يكون لها مبرر البقاء فى النهاية، وشعب ليبيا رفض حكامه الخونة ليلة الفاتح من سبتمبر ويرفض القاعدة هذه الليلة.. ليلة السابع من شوال 1389».
 
أضاف القذافى: «إن الجمهورية العربية الليبية أعلنت مبدأ الحياد المطلق وعدم الانحياز، وهذا يتعارض مع وجود قاعدة عسكرية لدولة متورطة فى حرب دامية مع شعب كشعب فيتنام، ونحن لا نرضى أن تكون بلادنا قاعدة انطلاق وعدوان لحلف الأطلنطى وغيره من الأحلاف، وأن الشعب الليبى لا يذكر تاريخ القاعدة الأمريكية بأى خير، وأنه يتهم القاعدة مهما كان مدى صحة هذا الاتهام أوعدمه بتدريب الإسرائيليين وبالهجوم الجوى على الدول العربية الشقيقة، وبتعريض سلامة الشعب الليبى للدمار بوجود القنابل الذرية فى هذه القاعدة، وبأعمال التخريب والتهريب وما تهريب اليهودى الليبى فى صندوق بعد الثورة ببعيد، وما إخراج بنادق القناصة وقضية «إخوان فالزون» بخافية».
 
كان فتحى الديب مسؤول دائرة الشؤون العربية برئاسة الجمهورية، موفدا إلى ليبيا من الرئيس عبدالناصر وبطلب من القيادة الليبية لتقديم العون والمشورة لها، ويذكر فى كتابه «عبدالناصر وثورة ليبيا»، أنه فى 16 ديسمبر 1969 اجتمع بعد الظهر مع القذافى، وحضر الاجتماع النقيب عبدالسلام جلود، وأبوبكر يونس وعبدالمنعم الهونى والملازم عمر المحيشى، والمقدم صلاح السعدنى المعاون العسكرى له «الديب» فى مهمته بليبيا، ودامت الجلسة خمس ساعات، وأثار خلالها «جلود» تصميم الجانب الأمريكى على إتمام الجلاء فى نهاية 1970، فى انتظار إتمام العام الدراسى لأبناء العاملين بالقاعدة، وقال «جلود»: إنهم رفضوا هذه الحجة لانتهاء العام الدراسى فى مايو، فأوضح الجانب الأمريكى أنهم فعلا بدأوا فى إجلاء قواتهم، وطالب بتعيين لجنة لتقدير قيمة المنشآت الفنية، التى ستبقى بالقاعدة لعدم إمكان نقلها ويعوض عنها الجانب الأمريكى.. يؤكد الديب:  «أوعزت بالإصرار على موقفهم على غرار ما تم مع الجانب البريطانى»









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة