أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد التايب

السوشيال ميديا وقواعد الحرب الجديدة

السبت، 26 فبراير 2022 12:11 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مما لا شك أن مواقع التواصل الاجتماعى أصبحت لاعبا سياسيا بامتياز، فالعالم الآن لا يتوقف عن حروب المعلومات واستخدامها كأداة للسيطرة للاختراق والتخريب، بل أصبحت أدوات متقدمة فى الحروب، وهذا ما انكشف جليا في الحرب الروسية الأوكرانية الدائرة الآن، ودورها الخطير في هذا الحرب على كافة الأصعدة، خاصة أن وسائط التواصل الاجتماعي العالمية الكبرى أصبحت تمتلك قدرا من المعلومات يسر لها قدرات تفوق في واقع الحال قدرات بعض الدول.

ونموذجا ما نراه الآن، كيف أصبحت التغطية الإخبارية للحروب سهلة فى ظل توافر التقنيات الحديثة، وحجم المعلومات اللحظية التي أصبحت متاحة بيسر من خلال تصفح مواقع التواصل والمنصات الرقمية، فالكل يتابع ويُقيم ويُحلل الأحداث لحظة بلحظة، فتحولت الصفحات إلى ساحات تعبير، وكأن أصحابها خبراء وساسة فهذا يحكى عن تأثيرات وتداعيات الحرب على الاقتصاد، وتلك يتحدث عن السياسة الواقعية، وأخر يحلل ما يحدث عسكريا وسياسيا واقتصاديا ما أحدث حالة من الزخم يعكس قوة السوشيال ميديا وما وصلت إليه من سيطرة على حياة البشرية، وتعزيز قواعد جديدة.

وعلى جانب آخر، وفى ظل حرب أوكرانيا وروسيا، نرى كيف تلعب السوشيال ميديا دورا فاعلا في الخداع والتزييف، فها هم رواد يتداولون صورة قيل إنها تظهر جنوداً أوكرانيين وهم يقيمون الصلاة أمام صورة للعذراء مريم، إلا أنّ الصورة منشورة قبل أكثر من أربع سنوات، وصورة أخرى يدعي ناشروها أنها تظهر الرئيس الأوكراني وقد ارتدى الزيّ العسكريّ، إلا أنّ الصورة في الحقيقة ملتقطة عام 2021، لنفهم جميعا أنه مثلما يوجد حروب نظامية وإلكترونية متعلقة بالقرصنة، هناك حروب جديدة تقودها مواقع التواصل الاجتماعي.

ومن قواعد الحرب الجديدة أيضا، أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعى ليس مقصورا على مستوى الأفراد فحسب إنما امتد للدول، حيث قامت بعض الدول بإنشاء كتائب إلكترونية سواء كان ذلك بصورة نظامية رسمية أو غير رسمية، خلاف استخدام الزعماء أنفسهم ومسئولى الدول صفحاتهم وحسابتهم الرقمية لنشر التصريحات والقرارات، وهذا ما نراه في إدارة حرب روسيا وأوكرانيا، حيث رأينا أخطر التصريحات تم نشرها خلال مواقع التواصل الاجتماعى من قبل المسئولين قبل الإعلان عنها بالطرق الرسمية أو التقليدية، وكنا نعتقد أن هذا لا يمكن استخدامه في إدارة الحروب، خلاف أن وسائل التواصل الاجتماعي غيرت في ديناميات الصراع والحياة العادية، حيث ترسخ قواعد جديدة تستهدف عقول وقلوب الشعوب، وتوظيفها للتأثير على أفكارهم، وتوجهاتهم، واختياراتهم، بل يمكن استخدامها لتجنيد أفراد أو نشر الكراهية بين الشعوب المتنافسة لإحداث انقسام في الأصوات داخل البلد الواحد.

حرب أوكرانيا وروسيا، في ظل عالم السوشيال ميديا، أكدت أننا في عصر استهلاك الأخبار، وأنه لم تعد الفضائيات والصحف العالمية والوكالات هي المصادر الإعلامية الوحيدة التي يستقي منها الجماهير معلوماتهم ومتابعتهم للحروب، ويرجع ذلك لسرعة الانتشار وغزارة المعلومات، وأن هذه المواقع  تتيح مساحات أوسع  للنقاش والحوار الحر.

لذا، فإن الحرب الأوكرانية الروسية، تقودنا إلى أهمية إدراك خطورة السوشيال ميديا وما رسخته من قواعد جديدة يجب الانتباه إليها جيدا حتى لا تكون سيفا على رقابنا، ومن الضرورى أيضا أن يعترف مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى العاديون بمسئوليتهم وبالتسلح بالوعي بما يشاركونه وبما ينشرونه وبما يتفاعلون معه..










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة