كشفت دراسة جديدة أن الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه قد يكون لديهم مرونة أقل فى دوائر الدماغ التى تسمح بـ"تعدد المهام السلس"، بحسب موقع "health".
وأظهرت الأبحاث أن الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه غالبًا ما يواجهون صعوبة فيما يسمى بالمرونة المعرفية أكثر من أقرانهم غير المصابين بهذا الاضطراب.
قال ويلي لين، كبير الباحثين في الدراسة وأستاذ الطب العصبي في جامعة نورث كارولينا، إن مثل هذا الذكاء العقلي هو أيضًا مفتاح للتواصل، حيث يمتلك الأشخاص طرقًا مختلفة جدًا للتحدث إلى صديق أو طفل أو زميل في العمل، ويجب أن يكونوا قادرين على الانتقال بسهولة بين هذه الأساليب.
وأوضح لين "المرونة المعرفية ضرورية للحياة اليومية وعندما يفتقر الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلى تلك المرونة، يمكن أن يواجهوا مشكلة فى العمل المدرسى والعلاقات والأداء التنفيذى العام - قدرات مثل التخطيط والتنظيم وإنجاز المهام.
وبالنسبة للدراسة الجديدة، نظر فريق لين في سؤال ذي صلة: هل يُظهر الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه دليلًا موضوعيًا على مرونة عصبية أقل؟ أي: هل لديهم خفة أقل في توصيلات الدماغ تمنع التفكير المرن وتعدد المهام؟
لمعرفة ذلك، قام الباحثون بتجنيد 180 طفلاً ومراهقًا تم تشخيصهم باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه و180 من غير المصابين بهذا الاضطراب، وخضع كل منهم لتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، هذا نوع من التصوير يقيس نشاط الدماغ عن طريق رسم تدفق الدم في جميع أنحاء الدماغ.
وأوضح لين أنه فى أى وقت من الأوقات، تعمل "شبكات" الدماغ المختلفة معًا للسماح للأشخاص بأداء أنشطتهم اليومية. بعض من هذا العمل الجماعي مستقر بمرور الوقت، في حين أن بعض علاقات شبكة الدماغ الأخرى تكون أكثر مرونة - الاتصال بالإنترنت اعتمادًا على المهمة المطروحة.
بناءً على فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وأظهر الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بشكل عام قدرًا أقل من المرونة العصبية مقارنة بأقرانهم.
ووجدت الدراسة أن هذه الاختلافات ظهرت في مجموعة واسعة من مناطق الدماغ - بما في ذلك تلك التي تشارك في الانتباه والأداء التنفيذي ومعالجة المعلومات المرئية والحسية.
وتدعم هذه النتيجة الاعتقاد بأن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ينطوى على خلل وظيفى فى شبكات دماغية متعددة.
ليس من الواضح ما إذا كانت عدم المرونة العصبية هى السبب الجذرى لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لكن من المحتمل أن يكون سببًا واحدًا، وليس تأثيرًا للإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
تحدث عدم المرونة العصبية هذه في وقت مبكر من نمو الدماغ، وتختلف عن النمط الذي نلاحظه في الأطفال الذين يتطورون بشكل نموذجي.