سيتعرض جميع سكان البرازيل والصين وإثيوبيا وغانا لجفاف شديد يستمر لأكثر من عام خلال الـ 30 عامًا المقبلة، إذا ارتفعت درجات الحرارة العالمية بمقدار 3 درجات مئوية، وفقًا لدراسة جديدة، حذرت من العواقب التي تهدد الحياة إذا فشل البشر في اتخاذ إجراءات مكثفة للتخفيف من تغير المناخ، وفقاً لموقع forbes.
وجد الباحثون المشاركون في دراسة تغير المناخ أنه مع ارتفاع درجات الحرارة، من المتوقع أن تصبح حالات الجفاف أكثر حدة وتكرارًا في جميع البلدان التي درسوها: البرازيل والصين وإثيوبيا وغانا والهند، وهي مناطق تم اختيارها بسبب تنوع أحجامها ومستوياتها، والتنمية والمناخات عبر ثلاث قارات.
وإذا ارتفعت درجات الحرارة بمقدار 3 درجات مئوية، فإن أكثر من 50% من الأراضي الزراعية في جميع هذه البلدان ستتعرض لجفاف حاد يستمر لمدة تزيد عن عام واحد على مدى 30 عامًا التي حللها الباحثون، باستخدام التغيرات المناخية من 1961-1990 كمرجع.
ومن المتوقع أن يكون للارتفاعات الأصغر في درجات الحرارة عواقب وخيمة: مع ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار درجتين مئويتين، فإن خطر الجفاف سيتضاعف أربع مرات في البرازيل والصين ويتضاعف في إثيوبيا وغانا، في حين أن ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية من شأنه أن يضاعف ثلاثة أضعاف احتمال حدوث جفاف في البرازيل والصين.
ولا يؤدي الارتفاع في درجات الحرارة إلى زيادة مساحة الأراضي المعرضة للجفاف فحسب، بل يؤدي أيضًا إلى زيادة طول حدث الطقس، حيث يُتوقع أن تؤدي الزيادة بمقدار 1.5 درجة فقط إلى موجات جفاف تستمر لأكثر من عامين في البرازيل والصين وإثيوبيا وغانا، وفقًا لريتشيل وارن ، مؤلف رئيسي للدراسة وأستاذ في مركز "تيندالط" لأبحاث تغير المناخ بجامعة إيست أنجليا في إنجلترا.
تشير الأبحاث إلى أن العمل العالمي العاجل مطلوب الآن، لوقف إزالة الغابات وإزالة الكربون من نظام الطاقة في هذا العقد، حتى نتمكن من الوصول إلى صافي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2050.
وشهد غرب الولايات المتحدة على مدى العقدين الماضيين بعضًا من أكثر الظروف جفافاً على الإطلاق، حيث وجدت دراسة أجريت في وقت سابق من هذا العام أن الجفاف الضخم في الجنوب الغربي الأمريكي، والذي بدأ في عام 2000، أدى إلى فترة 22 عامًا الأكثر جفافاً على مدار الـ 1200 عام الماضية، وفقًا للباحثين، فإن الظروف القاسية كانت مدفوعة بتغير المناخ الذي يسببه الإنسان.
يمكن أن يكون للجفاف مجموعة من الآثار الضارة على حياة الإنسان والاقتصاد والتنوع البيولوجي وتخزين المياه وتدفقاتها، ويمكن أن يحد الجفاف من نمو المحاصيل الزراعية، ويؤدي إلى نقص الغذاء وحرائق الغابات.
وجدت الأبحاث السابقة أن تغير المناخ الذي يسببه الإنسان يمكن أن يزيد من احتمالية حدوث حالات جفاف ويزيد من سوء الظروف القاسية، حيث عانت الولايات المتحدة والعديد من البلدان الأخرى من درجات حرارة شديدة وجفاف خلال صيف عام 2022.
أدى أسوأ جفاف في إيطاليا، منذ عقود إلى اقتراب أكبر بحيرة لها من أدنى مستوى تم تسجيله على الإطلاق، في حين واجهت البلدان الواقعة في القرن الأفريقي أسوأ موجة جفاف في 40 سنة، حيث أظهرت الأبحاث أنه من المتوقع أن تزداد درجات الحرارة العالمية في أي مكان من 1.1 إلى 5.4 درجة مئوية من المستويات الحالية بحلول عام 2100 حيث يحبس ثاني أكسيد الكربون وغازات الاحتباس الحراري الأخرى الناتجة عن النشاط البشري الحرارة بالقرب من سطح الأرض.
وحددت اتفاقية باريس، التي وقعتها 192 دولة والاتحاد الأوروبي في عام 2015، هدفًا يتمثل في الحد من الاحتباس الحراري إلى درجتين مئويتين في هذا القرن، وفي النهاية 1.5 درجة مقارنة بمستويات ما قبل العصر الصناعي، وحذرت الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا العام على الدول أن تتصرف "الآن أو أبدًا" وأن تتخذ إجراءات رئيسية للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة