يهتم الأقباط في مصر والوطن العربى والعالم بالمناسبات والأعياد الرسمية للإستمتاع بالترانيم والألحان المختلفة، وذلك من أجل التعبير عن اندماجهم معها عن طريق أداء الترانيم الكنسية، والتى تحظى بطابع فلكلورى حفظها به الغالبية العظمى منهم، تعبيرا عن فرحتهم بتلك المناسبات والتي يقع على رأسها مناسبة صوم الميلاد المجيد.
وتواصل "اليوم السابع" مع القمص يوسف تادرس الحومى، أستاذ تاريخ الكنيسة وعلم المخطوطات بالمعاهد اللاهوتية، حيث أكد أن الترانيم عبارة عن بعض المزاميز وتعتبر أجزاء من الكتاب المقدس وبعض الفصول تقال بنغم بنصها، وتعتبر تراث الكنيسة وتكون تسبحة ، ولدينا ما يسمى بالمدائح وتكون متوافقة مع الكتاب المقدس وبعض المدائح الخاصة بأعياد بعض القديسيين، أما من يوأدون الألحان والترانيم، فهم الشمامسة ولديهم صفات الصلاح.
ويدير مجلس الكنيسة الشئون الإدارية فقط، أما الشئون الروحية فيختص بها الأب الكاهن فقط ، لأن الشماس مساعد له فى الصلوات ويقام عن طريق الرئاسة الدينية، مؤكدا أنه لا يوجد مانع من الألحان والمدائح ولا من الإبداع، لكن الأهم أن تكون موافقة مع الشروط الخاصة بالكتاب المقدس وتكون في اجتماعات الكنيسة، موضحا أن هناك ترانيما من أشعار قداسة البابا شنودة وبعضها من تأليفه، حيث كان شاعر والأقباط أحبوا هذا الشعر لكن القداس تراث موروث.
وأشار إلى أن الترانيم في حالة وجود خطأ روحى أو لاهوتى ترفضه الكنيسة، ونادراً ما تحدث هذه الأمور ويتم استيعاب الموقف وتصحيح الأخطاء الموجودة بها.
ومن جانبه قال القس ويلسن نجيب راعى الكنيسة الإنجيلية في دندرة بمحافظة قنا في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إنه لا يوجد عدد معين للمرنمين، ومن الممكن أن يألف أي مسيحى ترنيمة من الصعب أن يتم حصر عدد معين لها.
وأشار إلى أن الترنيم حتى قبل ثورة التكنولوجيا خلال 15 عام، كان صعبا جدا ، حيث كان خروج ترنيمة للنور يتطلب أن يكون من شخص مشهور من كل وسط الكنائس ويكون هناك مراجعة من المسئولين وقادة الكنائس، وكانت بعض الكنائس تنظم لجانا لاهوتية ومع التكنولوجيا أصبح إمكانية التحكم فى ذلك من الصعوبة، وهناك ترانيم تنتشر بشكل كبير على السوشيال ميديا لمجرد إنها نالت إعجاب المواطنين.
وأوضح أنه حاليا أصبح الذوق العام هو الحكم حتى لو تحتاج مراجعة وأصبح فكرة المراجعة صعبة خصوصا بعد انتشارها على السوشيال ميديا ، فى فترة من الفترات كان بعض المواطنين ينظمون ترانيم على ألحان الأغانى زى ما ظهر الحلم العربى فصنعوا لحنا على نفس الأغنية، وتمت محاربته من قادة الكنائس وأعتبروا إنها سرقة، مؤكدا أنه لا توجد ألية معينة لمنع الترنيمة ولكنه يكون مجرد الرفض فقط ثم نجدها على اليوتيوب وعلى السوشياال ميديا.
جدير بالذكر أنه فى القرن الرابع ، أسس آباء الكنيسة نظامًا للطقوس الدينية المؤلفة من الأناشيد، لترنيمها فى المناسبات المختلفة طوال السنة، وتأثروا بالشعر الغنائى فى العهد القديم أو المزامير، ثم أخذت كل كنيسة تضع موسيقى وأناشيد خاصة بها، وهذب البابا غريغورى الأول الموسيقى اللاتينية الكنسية، فأنتج الترانيم الغريغورية، وهى ألحان فى الكتاب المقدس للموسيقى الكنسية اللاتينية، وتعتبر فنًا موسيقيًا غنائيًا جادًا، ذا سير لحنى غير مرافق بآلات موسيقية، ويرتكز على ثمانية سلالم موسيقية.
ومنذ عصر نبى الله داود الذى ارتبط اسمه بالمزامير، قُدر للموسيقى أن تلعب دورًا يتجاوز تسميتها بغذاء الروح، لكى تصبح ركنًا فى الإيمان أو سندًا فى الصلاة المسيحية، خاصة إذا اقترن الحديث بالمساحة التى تحتلها الموسيقى المسيحية فى تاريخ الكنائس أو فى علاقة الكنيسة برعاياها. وتحتل الموسيقى موقعًا مهمًا فى الصلاة والعبادة بالكنائس، وتمثل أحد الجوانب الروحانية فى التواصل مع الله، وفى التقريب بين الناس، يعرف فضلها وقيمتها قساوسة استطاعوا أن يطوروها، وأن يجعلوها ترانيم يتواصلون بها مع الخالق، ويعززون بها الجوانب الروحانية لدى من يستمعون لها ويرددونها. فى الملف التالى نتحدث مع كهنة جمعوا بين زى الرهبنة وعشق الموسيقى، وجعلوا منها أداة للصلاة والتواصل مع الرب.