خمسون عاما تمر على حرب السادس من أكتوبر 1973، وهي ليست مجرد حرب إنها العزة والكرامة في أبهى ما تكون، هي حرب مجيدة قام بها رجال عظماء ومنهم المقاتل عبد الوهاب.
في كتابه "على خط النار" للروائى ومراسل الحرب الكبير جمال الغيطانى، وهو يوميات كان يكتبها الغيطاني بشكل يومي من الحرب وينشرها في الأخبار، كان شاهد عيان لذا كتب بحسه الأدبي العديد من البورتريهات المضيئة لأبطال حرب أكتوبر وكان منهم "عبد الوهاب"
يقول جمال الغيطاني تحت عنوان "المقاتل عبد الوهاب":
قسمات وجهه هادئة، عام 1969 اشترك فى الإغارة على أحد المواقع الحصينة بخط بارليف، ورفع العلم المصرى لأول مرة وقتئذ، وفى بداية هذا الأسبوع شاهد المقاتل عبدالوهاب العلم المصرى يرتفع فوق نفس الموقع، يرتفع إلى الأبد، إن وجهه الهادئ يعكس الروح الحضارية العميقة للإنسان المصرى بانى الحضارة الذي يبنى ويبدع ويخلق أرقى الفنون.
وعبد الوهاب حاصل على دبلوم المدارس الثانوية الزراعية لكننا نعرف من زملائه المقاتلين، أنه أشرس مما نتصور، وأنه لحظات الهجوم يندفع فى مقدمة المقاتلين، وأنه يرفض نزول الإجازة الميدانية القصيرة، لا يريد أن يغيب ثانية واحدة عن ميدان القتال، إن شراسته فى القتال تعكس أيضا جانبا من جوانب شخصية الإنسان المصرى، إن بانى الحضارة فى لحظات الخطر يتحول إلى أشرس المقاتلين للدفاع عنها، إن العداء للعدو تجده لدى المقاتل عبد الوهاب وزملائه، عداء شخصيا رهيبا، هذا العدو يهدد مصر.
وما هى مصر؟
إنها باختصار، عمله الذى يكفل له الرزق، إنها أبوه الذى وصل إلى اعتاب الشيخوخة، إنها البيت الذى يأويه، إنها شقيقته التى يدافع عن عرضها أنها الأمل فى حياة هنيئة وادعة بها ما يكفيه من الرزق، إنها غطاء يستره، وأرض يحتمى بها، وتطلع إلى مستقبل آمن لأولاده. هذه هى مصر التى يفتديها أنبل من فينا اليوم بدمائهم، وعندما تصبح مصر مهددة، عندكا يصبح كل هذا مهددا من عدو بربرى، يريد أن يدمر الحياة عندئذ يصبح عبد الوهاب مقاتلا شرسا، عنيدا، لا يخاف الرصاص ولا الشظايا، ولا الطيران المعادى، لا يخاف الموت نفسه وهكذا يقهر عدو مصر.