سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 2 ديسمبر 1956.. «فيدل كاسترو» و80 رجلا بينهم «جيفارا» يعودون إلى كوبا على قارب ويستخدمون الجبال قاعدة لإسقاط حكم «باتسيتا»

السبت، 02 ديسمبر 2023 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 2 ديسمبر 1956.. «فيدل كاسترو» و80 رجلا بينهم «جيفارا» يعودون إلى كوبا على قارب ويستخدمون الجبال قاعدة لإسقاط حكم «باتسيتا» فيدل كاسترو

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كتب مدرسو التلميذ فيدل كاسترو فى تقرير تخرجه فى المدرسة الثانوية: «حاز على إعجابنا وتقديرنا جميعا، وسيقوم بدراسة القانون، ذلك نتوقع له وبلا شك اسما لامعا، يقوم بكل ما بوسعه عمله، ولذلك فسيصنع من نفسه شيئا».
 
هكذا كان التنبؤ بما سيكون عليه الرجل الذى قاد ثورة كوبا، وظل يحكم بلاده 49 عاما «1959-2008»، وأصبح من رموز القرن العشرين، ووفقا لما تذكره «ميسون البياتى» فى مقالها «الرفيق كاسترو» المنشور على موقع الحوار المتمدن «27 نوفمبر 2008»: «دخل كاسترو جامعة هافانا عام 1945 وعمره 18 سنة، وأصبح شخصية سياسية معروفة بين الطلاب، وكان يتحدث فى السياسة بين الزملاء فى كل مكان، ويجعلهم مأخوذين بالاستماع إليه، وكان جزء من جاذبيته يعود إلى طلعته البهية، كان طويلا وسيما واثقا من نفسه، ويرتدى عادة بدلة زرقاء غامقة وربطة عنق يبدو بهما منذ الآن محاميا مهما».
 
تؤكد «البياتى» استعانتها بكتاب حياتى، تأليف فيدل كاسترو، وأغناسيو رامونيت للتعرف على الرجل، مشيرة إلى أن جميع الأساتذة والطلاب كانوا يعرفونه بسبب نشاطه، ولذلك سرعان ما أصبح قائدا طلابيا لمجموعة مهتمة بالسياسة، أطلقت على نفسها تسمية «إدارة جبل الثلاثينيات»، وعلى الرغم من أن الشيوعية انتشرت فى كوبا منذ العام 1925، وعلى الرغم من أن كاسترو أصبح شيوعيا فيما بعد، فإنه فى فترة دراسته الجامعية لم يكن شيوعيا بل كان معاديا لها.
 
 تخرج فى كلية القانون عام 1950 وعمره 23 عاما، وافتتح مكتب محاماة يهتم بشؤون الفقراء، رافضا تقاضى أى أتعاب منهم، ومارس العمل الاجتماعى فى وسط أوضاع سياسية فاسدة تقودها حكومة «برايو سوكاراس»، بالرغم من أنها وصلت بالانتخابات عام 1948، واستطاع الرئيس الكوبى الديكتاتور باتيستا، الذى نال الهزيمة فى انتخابات عام 1944، أن يعود إلى الرئاسة بانقلاب قاده بعض ضباط شباب تابعين له، وفى ظل حكمه سارت البلاد من سيئ إلى أسوء.
 
لجأ «كاسترو» إلى النضال السلمى ضد «باتسيتا»، فتقدم بطلب إلى المحاكم الكوبية لإعلان حكم «باتيستا» غير الشرعى، لكنه خسر القضية، فاتجه إلى العنف الثورى وانتظم مع رفاقه فى تدريبات عسكرية، ونظموا خطة للحصول على السلاح والدعم المالى، وفى 26 يوليو 1953، هاجم و100 من رفاقه موقعا للتجهيزات العسكرية للحصول على البنادق، لكن الحرس قتل المهاجمين، وتم اعتقال كاسترو وحكمت عليه المحكمة بالسجن 15 عاما.
 
فى السجن قرأ بشغف مؤلفات ماركس ولينين، وواصل منه بث رسائله المحرضة، وبعد عامين تم إطلاق سراحه ليقوم بجولة فى أمريكا، التى أصبح فيما بعد عدوا لدودا لها، وجمع من جولاته 8 آلاف دولار تبرعات، ثم رحل إلى المكسيك وقام بتنظيم مجموعة صغيرة من الثوريين الراديكاليين بهدف الإطاحة بحكم «باتيستا».
 
ضمت المجموعة الصغيرة بين عضويتها المناضل الأرجنتينى تشى جيفارا، الذى حصل على الجنسية الكوبية بعد نجاح الثورة الكوبية، وأطلقت هذه المجموعة على نفسها اسم «حركة 26 يوليو»، وفى 2 ديسمبر، مثل هذا اليوم، عام 1956، عاد فيدل كاسترو ومعه 80 من رفاقه على متن قارب يدعى جرانما إلى كوبا.
 
تذكر ميسون البياتى نقلا عن مذكرات «كاسترو»: «كانت رحلة العودة كارثية بحق، فليس باتيستا وحده من كان يعلم بوصولهم، لكن الأحوال الجوية السيئة وانقطاع الاتصالات جعلتهم يصلون فى الوقت الذى كان فيه جنود باتيستا بانتظارهم، فقتل الجميع عدا 12 واحدا منهم، وبالرغم من هذه الخسارة الهائلة، واصل «فيدل» وشقيقه «راؤول» ورفيقهما «جيفارا» القتال، ولمدة سنتين استخدموا الجبال مكانا لقاعدتهم، حيث كانوا يشنون هجمات فدائية صغيرة العدد سريعة التحرك تهاجم الجنود، كما قامت الجماعة بتوزيع المنشورات، وحصلوا عام 1958 على محطة راديو، وأذاع فيها «فيدل» وعوده للكوبيين، فتزايد عدد المتطوعين معه ليصل إلى 2000 عام 1958، وفى أول يوم من عام 1959 سيطرت هذه القوة على العاصمة الكوبية هافانا.
 
فى عام 1959 وبعد نجاح الثورة الكوبية، زار تشى جيفارا القاهرة للمرة الأولى، وكان لقاؤه الأول مع جمال عبدالناصر، وحسب الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل فى كتابه «عبدالناصر والعالم»، «روى تشى لعبد الناصر أنه عندما كان كاسترو يجابه المصاعب والنكسات، وهو يقود حرب العصابات فى قمم التلال الكوبية، كان يستمد كثيرا من الشجاعة من الطريقة التى صمدت بها مصر للعدوان الثلاثى الذى شنته بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، وقال إن عبدالناصر كان قوة روحية وأدبية لرجاله».
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة