قد يسأل سائل، لماذا أصبحت التفاهة والسطحية أسلوب حياة في حياتنا بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعى ووسائل الحداثة؟.. ولماذا صارت الرفاهية في التعرف على الأكلات الفاخرة ولبس برندات الموضة والتحدث باللغات الأجنبية؟.. ولماذا يتم إثارة القضايا الجدلية وترك القضايا المهمة والضرورية؟.. ولماذا يتم الدعوة للتخلى عن لغتنا الجميلة بداعى التحضر والمدنية؟
ولصالح من عمليات الخداع والوهم على مواقع التواصل الاجتماعى، والدعوة أن الماضى يجب أن لا يُلتفت إليه، وأن المستقبل نحو الغرب وتطبيق وتقليد ما يفعله، وأن الحصول على الجنسية الأجنبية شرف ما بعده شرف، وأن شكسبير وسارتر ورامبو أعظم من ابن خلدون وابن رشد وجمال حمدان؟
وأين الذوق العربى في الفن والطرب ولماذا تبدّل إلى دربكة المهرجانات؟.. ولصالح من غض الطرف عن من دمر دولا وتسبب في قتل الملايين في مناطق الصراع جراء سياسات إطالة أمد الصراع وتعزيز الانقسام والخلاف وصب الزيت على النار لإثارة الفتن وإشعال الحرائق وما حدث ويحدث في العراق وأفغانستان وما يحدث في سوريا وليبيا واليمن ولبنان ليس ببعيد.
وهل يُعقل أن يتم دعم شباب وشبّات التفاهات على مواقع التواصل الاجتماعى، والوقوف خلف كل من يتجرأ على القيم ويخترق الأصول بالدعم والتمويل، فـ"فيديو" مدته 30 ثانية لفتاة ساذجة بقدرة قادر يصل لملايين البشر في 30 ثانية!! ليعرف الجميع أن سكة الوصول معروفة ومعلومة لمن يُريد، عنوانها "يقدر دعمك بقدر تفاهتك".
ببساطة يا عزيزى، الإجابة عن كل هذه التساؤلات للأسف نعلمها ويعلمها الكثير، لكن نقع في الفخ وكأننا لا نعلمها، فالحكاية ما هي رحلة من الوهم والخداع يريديون أن ينزعون عنك يا عزيزى ثيابك قطعة قطعة، فتبدوا عريانا متجردا من كل ما تعتز به وتفتخر، لتصبح صيدا تافها يفعلون فيك ما يشاءون.. فاحذر حتى لا نكون ألعوبة يتحكم فى مصيرنا من يكرهنا فتطمس هويتنا ويضيع ماضينا ونتوه فى مستقبل..