معلوم، أنه قد أتى على مصر حينٌ من الدهر كانت قوتها الناعمة يُشار إليها بالبنان، لكنها تراجعت فترة فصاحت الأصوات، وعلت الصرخات لإحيائها من جديد، لذا، إذا كنا نريد الإنصاف والحق، فإن ما تفعله "المتحدة للخدمات الإعلامية" ووزارة الشباب والرياضة لعودة الريادة والقوة الناعمة المصرية من جديد أمر مقدر ويستحق الدعم، أقول هذا بعدما رأيت جمال وروعة البرنامج التليفزيوني "الدوم" شديد الضخامة لاكتشاف كنوز المواهب الفنية والإعلامية، وكذلك برنامج "كابيتانو مصر" لاكتشاف المواهب الرياضية فى قرى وأقاليم المحروسة.
فقولا واحدا، إن هذين البرنامجين يقومان بدور مهم فى استعادة مشروعات الفن والتثقيف واكتشاف كنوز المواهب الرياضية التي تنشدها الدولة منذ 2014، لنكون بالفعل أمام خطوات جادة وفريدة تعمل على إحياء القوة الناعمة من جديد وتُشكل وعيا إيجابيا في ظل حملات التضليل والتشويه والتشكيك وقتل الشخصية المصرية لضياع هويتنا، فلك أن تتخيل أن مصر من أكبر الدول الذى تتعرض للشائعات، لذلك فصناعة الوعى أمر في غاية الأهمية في مثل هذه الظروف، وعودة القوة الناعمة ضرورة عاجلة في ظل تلك التحديات الجسام.
لذلك، فإن ما يُقدمه برنامج الدوم و برنامج كابيتانو مصر يصب قطعا في صالح عودة القوة الناعمة في ظل جمهورية جديدة تنشد بناء الإنسان والدولة معا، ولأنه ببساطة الدول المتقدمة دائما ما تلجأ إلى استخدام القوة الناعمة، التى تمتلكها للتأثيرعلى كافة المستويات الإقليمية والعالمية، ولهذا فإن هناك دولا تستثمر مليارات الدولارات لصنع نماذج مصادر قوة ناعمة، لخدمة مصلحتها الاقتصادية والاستراتيجية والإعلامية، ودبلوماسيتها الرشيقة.
ولأن القوة الناعمة للدولة يا سادة هى من تفرض احترام شعوب العالم وإعجابها بها، بل وتفرض أفكارها وثقافتها وقيمها من دون استخدام أيّ عنف أو قوة، من أجل تحقيق مصلحة الدولة وأهدافها السياسية والاقتصادية والثقافية.
لذا، فإن هذه البرامج والمشروعات المهمة تعمل بقوة إلى عودة مصر لفضائها العربي، ثقافياً وفكرياً،وتوظيفها للنهوض بالداخل والتأثير على الخارج، خاصة أن هناك إعلام مضلل يسعى دوما إلى إنجاح استراتيجية الفوضى الخلاقة، ما يحتم علينا عدم التفريط في المكاسب التي تحققت في معركة الوعي..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة