عصام محمد عبد القادر

المهنية الإعلامية فى الجمهورية الجديدة

الخميس، 09 فبراير 2023 09:28 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تتنوع القضايا التي ينشغل بها الرأي العام وفق ما يطرأ من أحداث، وهنا يؤدي الإعلام دوره المنوط به بآليات عمل منظمة؛ حيث تقوم فرق الإعلام على جمع البيانات والمعلومات عن قضية ما بواسطة أدوات مختلفة موثوق فيها، وهذه البيانات والمعلومات لها طابع كمي أو كيفي مكتوبة أو مصورة أو مسجلة، ويتم انتقاء البيانات والمعلومات المرتبطة بالقضية محل التناول بدقة، وفي ضوء معايير متعارف عليها، تعمل على تشخيص الواقع، يتخلله تحديدٌ دقيقٌ لنقاط القوة بغرض دعمها، وحصر لنقاط الضعف أو المشكلات بغرض علاجها، وهذا في مجمله يسهم في دعم متخذي القرار في الجمهورية الجديدة بصورة وظيفية؛ ليساعد ذلك في صناعة واتخاذ قرارات صحيحة، وإجراءات تنفيذية سليمة لها معايير معلنة تعمل على التحسين والتطوير بالجمهورية الجديدة.
 
ومن ثم يبذل الإعلامي أو الصحفي جهداً ذهنياً مضنياً؛ للربط بين زوايا وأبعاد القضية محل الاهتمام أو الطرح، وينظم مفرداتها، وبالطبع يدرك معاني الألفاظ التي يتناولها، ويحرص على التسلسل المنطقي للأفكار، ويعرف أهمية استخدام الأسئلة الشفوية؛ كونها تغطي قدراً كبيراً من المعلومات والبيانات والآراء حول القضية المراد دراستها أو تغطيتها، وقد تحدث تفاعلاً مجتمعياً له أثر كبير.
 
وتكمن حرفية الإعلامي أو الصحفي في مقدرته بطور الإعداد على صياغة أسئلة تغطي جوانب القضية المتناولة، ويشكل هذا الأمر أهمية بالغة في الحصول على المعلومات والبيانات والآراء المجتمعية المختلفة في سياقها الرسمي وغير الرسمي، ونود الإشارة إلى أن مهارات صياغة الأسئلة لها معايير ترتبط بكل نمط من أنماطها؛ فضعف الاهتمام بمعايير الصياغة يشكل صعوبة في الحصول على المعلومات والبيانات والآراء المجتمعية في صورتها الصحيحة، ومن ثم يصبح هنالك قصور في عرض وتناول ومعالجة القضايا محل الاهتمام المجتمعي أو المؤسسي.
 
ويشكل توجيه أسئلة شفوية بمستوى واحد لقضية بعينها لفئات مستهدفة متباينة الثقافة- صعوبة، ومن ثم يدفع إلى إصدار أحكام متسرعة عن بيانات أو معلومات يشوبها الخطأ ولو كان غير مقصود، وبالتالي فإن ضعف اهتمام الإعلامي أو الصحفي لقواعد إعدادها أو توجيهها أو تلقي الإجابات عنها أو بعضاً منها، يؤدي إلى سلبيات تقلل من كفاءتها أو تحد من تحقيق الغرض منها.
 
ولكي يحقق الإعلامي أو الصحفي الهدف المنشود من استخدام الأسئلة الشفوية، ينبغي الالتزام الصريح بقواعد إعدادها أو صياغتها، وتلك القواعد تؤكد في مجملها على ضرورة الإعداد المسبق لها، وتبدو في ارتباطها بمفردات وأهداف القضية التي يتم تناولها، وفي بساطة ووضوح كلمات السؤال، والسلامة اللغوية لمجمله، واختصار عدد كلماته ودقتها وشموليتها، وتحديدها لاستجابة واحدة.
 
ويضاف لما تقدم أهمية صياغة السؤال الشفوي في صورة تسهم في جذب انتباه وتفكير الفئة المستهدفة، وبالتالي فإن محتوى السؤال لا يوحي مطلقاً بالإجابة عنه، ويفضل أن يتطلب السؤال إجابة مختصرة، وأن يكون هنالك ترتيب وتدريج منطقي للأسئلة في مجملها تشمل أبعاد القضية المراد تناولها، ويفضل التنويع في صياغة الأسئلة من حيث السهولة والصعوبة عند تباين المستوى الثقافي للعينة المستهدفة، وبالتالي تلبي الغرض منها، ومن وجهة نظري يفضل تجنب الأسئلة الشفوية التي يكون الإجابة عليها بـــ (نعم/ لا)؛ تجنبًا لعامل التخمين.
 
وعندما يوجه الإعلامي أو الصحفي الأسئلة الشفوية للفئة المستهدفة، ينبغي أن يراعي مجموع القواعد المتعارف عليها والتي تزيد من فعالية هذه الأسئلة، ومن هذه القواعد : العمل على جذب انتباه الفئة المستهدفة قبل توجيه الأسئلة، بإظهار الحماس عند توجيه السؤال لها، واختيار الوقت المناسب عند توجيه الأسئلة، والحرص على إلقاء السؤال بصوت واضح ومسموع، وبسرعة مناسبة للفئة المستهدفة؛ وتوجيه السؤال بلغة سهلة وبسيطة، وهنالك أهمية لحث الفئة المستهدفة على التأني قبل الإجابة عن السؤال، وأهمية أخرى لتجنب توجيه أكثر من سؤال في وقت واحد، بالإضافة إلى ضرورة تجنب إلقاء السؤال أكثر من مرة، إلا عندما تقتضي الضرورة ذلك.
 
وعندما يراد جني ثمار نتائج طرح الأسئلة الشفوية؛ فإن ذلك يستدعي أيضا مراعاة بعض القواعد المرتبطة بتلقي الإجابات عن الأسئلة الشفوية، وللعلم فإن تجاهل بعضها يقلل بالضرورة من فاعلية تلك الأسئلة؛ لذا لابد من العمل بها مجتمعة، وتتضمن القواعد ما يلي: تجنب مقاطعة المستجيب أثناء تقديم الإجابة، وإبداء الاهتمام عند تلقي الإجابة، وتجنب التلميح بالخطأ أثناء استقبال الإجابة، مع إمكانية توجيه مزيد من الأسئلة في ضوء إجابات المستجيب، وتجنب الانصراف سواء بالنظر أو بلغة الجسد عنه قبل الانتهاء من إجابته، وضرورة التعقيب على إجاباته بأساليب متنوعة، والعمل على تشجيعه لاستكمال إجابته بالتلميحات اللفظية وغير اللفظية، وضرورة الانتظار برهة من الزمن بين إلقاء السؤال وتلقي الاجابة، وحثه على التفكير في السؤال أثناء فترة الانتظار.
 
وفي اللقاءات الجماعية لعدد من المستهدفين وعند تلقي الإجابات عن الأسئلة الشفوية منهم، يراعى عدد من القواعد، تتمثل في: التنبيه على المستهدفين بتجنب التعليق على الإجابات إلا عندما يسمح لهم، والتأكيد عليهم تجنب التعليق على ذات الشخص الذي يدلي بالإجابة، وتجنب المناقشات الفردية غير المسموعة للآخرين، وضرورة تجنب الإجابات بصورة جماعية؛ لتمام الاستفادة منها، والعمل على تشجيع المستجيبين للمبادرة بالإجابة عن السؤال المطروح، مع أهمية ضرورة التعليق على جميع إجابات المستهدفين من قبل الصحفي أو الإعلامي، وضرورة تنظيم الحديث بين المستجيبين في ضوء قواعد المناقشة والحوار، مع إمكانية مشاركة أكبر عدد من المستهدفين في الإجابة عن السؤال دون تكرار.
 
وبناءً على ما تقدم نجد أن المهنية الإعلامية في صورتها الصحيحة تسهم في دعم المسيرة القوية للجمهورية الجديدة نحو التنمية المستدامة في شتى المجالات على المستوى المحلي والعالمي، كما تعمل على توالد للأفكار التي تعد قاطرة النهضة المنشودة، والتي أسست لها قيادتنا السياسية الرشيدة، وتعمل الجهات المسئولة على تنفيذها.
 
تحية تقدير وإجلال لما يبذل من جهود مضنية من كل إعلامي أو صحفي وطني يعمل على فلسفة النقد البناء، ويتحرى المعايير المهنية في تناوله، ودعوات من المصريين بدوام التوفيق للقيادة السياسية الداعمة لكل مجتهد، ولمن يسهر على رعاية مصرنا الحبيبة كل في مكانه.
 






مشاركة



الموضوعات المتعلقة

الحرية المسئولة

الأربعاء، 01 فبراير 2023 10:00 ص

ثورتا الإصلاح والتصحيح

الأربعاء، 18 يناير 2023 09:54 ص



الرجوع الى أعلى الصفحة