الأم كنز لمن يمتلكه وينعم بعطائه، ورحمة يتقبل الله دعاءها لما حباها من مكانة وعطاء بلا حدود، وشمس كل ابن تملئ جوانحه دفئاً وأمانا، وغيابها كأنه غياب الشمس يوقف الزمن دورانه، لذا أدعو كل من له أم، "احرص أن تُعلّق صورتها على جُدران قلبك دائما، فهى الشخص التى تُحيطك عنايته، وترعاك أينما كنت، وتأخذ بيدك إلى شاطئ الأمان، وتتمناك في القمة دائما".
واعلم - ونحن نحتفل بعيد الأم - رغم أن الأم كنز من أغلى كنوز الدنيا التي وهبها الله لنا لنغترف منه بلا حساب، فهى لا تطلب إلا القليل من السؤال والزيارة وهو الشئ اليسير مقارنة لعطائها وقدرها، فهى القائل عنها نبى الرحمة عندما سأله أحدهم من أحق بحسن صحابتى؟ قال أمك قال ثم من؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال أمك قال ثم من؟ قال أبوك، وهذا ليس تقليلا من شأن الأب، فالأم ترى الموت بعينيها وتعيش لحظاته في كل مرة تهب الحياة لأبنائها.
لذا، إياكَ أن تخجل من بساطتها أو من رِقة حالها، فأنت صنيعتها، وما أنت فيه زرع يديّها، فضعها تاجاً على رأسك دائما حتى وإن رحلت.
فاكرموا أمهاتكم، أحياءً وأمواتا.. وادعو معى "اللهم لا تُغيّب عنا وجوه أحبتنا، فِراق حياة أو رحيل موت، ولا تنسى – عزيزى- أن الدنيا دوارة - كما يقولون - فبقدر ما تعطيه لأمك من حقوق أوصى بها الله ورسوله بقدر ما تنال من أولادك من بر وعطاء، وكما تدين تدان وما جزاء الإحسان إلا الإحسان.. وكل عام وأمى وكل أم بخير وصحة ورضا..