فى ظل الاضطرابات السياسية والاقتصادية العالمية وتهديدها المباشر لسلاسل إمداد الغذاء وتصدير الحبوب تقدمت مصر بطرح عالمى باستضافة مركز عالمى لتخزين الحبوب لحل أزمة الغذاء العالمية، سواء من حيث التخزين والتوريد والتصدير، أوبإضافة قيمة مضافة للسلع العابرة بقناة السويس.
بداية.. هذا الطرح تم عرضه من قبل رئيس وزراء مصر خلال قمة مجموعة بريكس 2023، ما يعنى أن هناك جدية كبيرة لهذا الطرح وتوظيف جيد للفرصة والحدث، لكن هل تستطيع مصر؟.. وماذا تأمل من وراء هذا الطرح؟
بالنسبة "هل مصر تستطيع؟".. مؤكد أن مصر تمتلك كثيرا من المقومات والقدرات التي تؤهلها لذلك، أولا علينا أن لا ننسى أن مصر تعد من أقدم دول العالم في تخزين وتداول الحبوب وتأمين احتياجاتها واحتياجات العالم وانظر للتاريخ، ثانيا.. مصر أصبح لديها خبرات مقدرة في هذا الشأن بعد 2014، وذلك بعد نجاحها الكبير في تدشين المشروع القومى للصوامع التي أنهى أزمة التخزين داخليا، وبات نموذجا للقدرة المصرية لتمتعه بقدرات تخزينية هائلة وتكنولوجية كبيرة، إضافة إلى أن مصر تمتلك مميزات تنافسية كبيرة بحكم موقعها الجغرافى، غير أنها تحمل عضوية لكثير من التجمعات القارية والإقليمية، وهو ما يجعلها مركزاً للتجارة البينية، فهى بوابة مصر الأفريقية، ناهيك عن أن المنطقة الاقتصادية بقناة السويس وما يخطط لها بتدشين مناطق لوجستية عالمية لا تضاهيها أي منطقة في العالم، يمنحها ميزة تنافسية كبيرة لتحقيق هذا الطرح على أرض الواقع.
أما.. ماذا تأمل مصر من وراء هذا الطرح أو تلك الخطوة؟.. فمؤكد أن من أهم الثمار التي تعود بالنفع على الاقتصاد المصرى، هو تأمين احتياجات مصر من الحبوب بشكل استراتيجي، إضافة إلى مساهمة مصر في حل مشكلة الغذاء عالميا بعد تفاقمها بانسحاب روسيا من اتفاقية تصدير الحبوب ما يمنحها ثقلا سياسيا ودورا عالميا، خلاف أن هذا يؤدى إلى جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة لمصر ما يعود بالنفع على حل أزمة السيولة الدولارية.
وأخيرا .. أعتقد أن هذا الطرح مهم وينم عن رؤية ثاقبة من قبل القيادة السياسية، وأهميته تكمن في عرضه بعد انضمام مصر إلى تكتل بريكس الذى يمتلك ثلث إنتاج الغذاء العالمى ما يُعزز من فرص نجاح مصر في أن يكون على أرضها مركزا عالميا للحبوب تجنى من ورائه منافعا اقتصادية ومكتسبات سياسية، فمؤكد وجود مثل هذا المركز العالمى على أرض مصر يمنح القيادة السياسية مرونة فى التحرك في ملفاتها وقضاياها المختلفة سياسيا واقتصاديا.. حفظ الله مصرنا الغالية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة