أحمد التايب

مذكرة مصر ضد إسرائيل فى محكمة العدل الدولية.. رسائل قوية ومكاسب مُنتظرة

الإثنين، 19 فبراير 2024 12:12 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في إطار حرص الدولة المصرية المتواصل – طيلة الصراع - على دعم القضية الفلسطينية بكل الصور والمسارات، تحركت وقدمت مذكرة لمحكمة العدل الدولية بشأن ممارسات إسرائيل العدوانية وانتهاكها المستمر لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولى في كل المدن الفلسطينية، وما نود الإشارة إليه في مقالنا الإجابة عن سؤال ماذا يعنى هذا الإجراء وما هي مكاسب هذا التحرك؟

وقبل الإجابة.. علينا أن نعلم أنه فى أواخر عام 2022، صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح قرار يدعو محكمة العدل الدولية لإعطاء رأى استشارى بشأن التبعات القانونية للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والاستيطان، بما في ذلك الإجراءات التي تهدف إلى تغيير التركيبة الديموغرافية، ووضع مدينة القدس.. وعلينا أن نعلم أيضا أن هذا التحرك يختلف عن دعوى جنوب أفريقيا التي تنظرها المحكمة ذاتها بشأن انتهاك إسرائيل لاتفاقية الإبادة الجماعية.

إلا أن تدخل مصر وتحركها في ظل حرب غزة الآن والعدوان الإسرائيلي الغاشم الذى وصل إلى حد الإبادة الجماعية في القطاع وممارسات الاحتلال الاستفزازية في الضفة والقدس من خلال تقطيع أواصل المدن الفلسطينية والتوسع في الاستيطان وتسليح المستوطنين وارتكاب جرائم حرب في حق الفلسطينين يعطى رسائل مهمة ومقدرة ويؤكد حرص القاهرة على إنهاء الاحتلال، ووقف الأعمال غير المشروعة التي يرتكبها في حق الفلسطينيين.

والرسالة الأهم – في اعتقادى - أن هذا التحرك تأكيد مصرى واضح للوقوف بجانب الشعب الفلسطيني حتى ولو كان الرأي استشارى وغير مُلزم للدول أو المجتمع الدولي لكنه حال صدوره  لصالح الفلسطينيين سيكون له قيمة معنوية كبيرة ويخدم القضية الفلسطينية ويساهم في إحيائها ووضعها على أجندة المجتمع الدولى.

ورسالة أخرى لا تقل أهمية - فى ظنى -  أن هذا التحرك المصرى ينفى الشائعات والحديث بشأن وجود صفقات بين إسرائيل ومصر، وأن هناك تنسيقا لما يحدث، لأنه ببساطة تقدم مصر بالمذكرة لمحكمة العدل الدولية تصعيد صريح وواضح ضد تل أبيب وتأكيد حاسم بأن مصر تقف بكل ما أوتيت من قوة ضد مخطط التهجير القسرى للشعب الفلسطينى.

وبما أن ثقل مصر السياسى والاستراتيجى كبير ومؤثر فإن حضورها ومرافعتها يمثل ضغطًا كبيرا على إسرائيل ويُساهم في تعزيز هزائم إسرائيل الاستراتيجية والأخلاقية بعد أن كانت تعتمد على المظلومية وجذب التعاطف الدولى.

وأعتقد أيضا أن تدخل مصر ومرافعتها أمام محكمة العدل الدولية 21 فبراير انتصار جديد للفلسطينيين لأنه يأتي في إطار توظيف مصر لكل المسارات لدعم القضية الفلسطينية والدفاع عنها، لذا تظل مصر هي الداعم الأكبر للأشقاء منذ بداية الصراع 1948، وأنها لن تتوانى في تفويت أي فرصة لتوضيح الموقف أمام المجتمع الدولى ومطالبته بضرورة إنهاء الاحتلال والتأكيد على أن الوجود الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية غير قانوني، وأن حل الصراع يبدأ بقيام دولة فلسطينية مستقلة.

نهاية .. هذا ليس بجديد على مصر فهى دائما مصدر الثقل والاتزان والسند للعرب جميعا، فخالص دعواتنا الخالصة لأشقائنا في فلسطين، وأن يحفظ مصرنا الغالية، وأن يجعلها دوما عونا للجميع..







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة