أحمد التايب

مؤتمر باريس.. هل سينجح فى إعادة وضع السودان على الأجندة الدولية؟

الثلاثاء، 16 أبريل 2024 12:18 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في ظل عالم يموج بالصراعات والمتغيرات يعيش السودان مأساة كبيرة على كافة الأصعدة، فالأرقام باتت مرعبة ومزعجة وتنذر بكوارث صحية واجتماعية وسياسية، وهو ما تكشفه الأمم المتحدة والمؤسسات الإغاثية خلال تصريحات مسئوليها أو من خلال تقاريرها الذى تؤكد أن 27 مليون سودنيا، من بينهم 15 مليون طفل، يعانون أشد المعاناة إنسانيا وصحيا واجتماعيا، ونزوح ما يقارب إلى 1.8 مليون شخص خارج السودان، خلاف أعداد القتلى والضحايا التي وصلت إلى عشرات الآلاف وفى تزايد مستمر جراء تفاقم الأوضاع واتساع فجوة الخلاف بين الأطراف المتصارعة.

ليأتى مؤتمر باريس وبدعم كبير من الاتحاد الأوروبى، كشعلة مضيئة لإعادة وضع السودان على الأجندة الدولية من جديد بعد انشغال العالم والمجتمع الدولى عنه، وبات في طور النسيان، بسبب انشغال الجميع بما يحدث فى الحرب الأوكرانية وحرب غزة وتعدد الأزمات الدولية وبؤر الصراع والنزاعات حول العالم.

وما يزيد من فرص الأمل بشأن نجاح المؤتمر أنه تبنى 3 أبعاد – سياسية – اجتماعية – إنسانية- ووضع البعد الإنسانى  على رأس أولويات المناقشات والمباحثات من أجل إيجاد سبل وبدائل جديدة لإيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق، والتوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار، وضمان العودة إلى مسار الانتقال الديمقراطي بقيادة حكومة مدنية.


لذا، فإن هناك مكاسب مرجوة من مؤتمر باريس الذى – قطعا – يُعزز آمال السودان في تخفيف معاناتهم بعد دعوة عشرات المنظمات الدولية والمؤسسات الإغاثية والمانحين وممثلى المجتمع المدنى في السودان وخارج السودان لتقديم الدعم اللازم، خاصة أن السودان وفقا للتقديرات الأممية بحاجة إلى أكثر من 3 مليارات يورو على الأقل لإنقاذه من شبح المجاعة، لكن - للأسف -  ما توفر منها لا يزيد على 5%.

لذلك، فإن التحديات جليلة أمام المانحين الدوليين، لكن ما يبعث بالأمل في – ظنى - تصريح الرئيس الفرنسي بأنه تم التعهد بتوفير 2 مليار يورو، ما يعنى أننا أمام خطوة مهمة في المسار الصحيح نأمل بالوفاء بها لأن السودان – حقا - في طور الانهيار بمعنى الكلمة.

نعم، كلنا أمل في أن يكون مؤتمر باريس خطوة نحو إنقاذ السودان من أجل الحفاظ على مؤسساته والحيلولة دون انهيارها، لكن يبقى السؤال الكبير، هل سينجح المؤتمر في الإيفاء بتعهداته وفى إعادة وضع السودان على الأجندة الدولية؟

وأيا كان الأمر.. أن ما تم فى مؤتمر باريس مهم ومقدر، لكن يبقى السبيل الوحيد للخروج من الأزمة بشكل نهائى هو توحد السودانيين نحو إعلاء مصلحة بلادهم العليا، وتحقيق الوحدة الوطنية، وقيام المجتمع الدولى بمسئولياته الأخلاقية تجاه السودان بدعم جهود تحقيق شروط وقف إطلاق نار شامل ومستدام، مع العمل على تحقيق الاستجابة الإنسانية الفورية وعقد مسار سياسي سوداني شامل، بقيادة سودانية.. حفظ الله السودان الشقيق







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة