مما لاشك أن مصر دولة كبيرة وعظيمة، ولها تاريخ قديم، قدم التاريخ الإنسانى نفسه، ولها موقع استراتيجى متميز، وقدرها أن تكون دائما فى وسط الأحداث، تؤثر فيها وتتأثر بها، وقدرها أن تحديات كبيرة خاصة أن "الكبار" في هذا العالم المادى لا يعرفون إلا مصالحهم الخاصة، وبالتالي من السهل أن تتحدث عن التنمية وطموحاتها وتضع الخطط لكن التحدى هو البدء على أرض الواقع من خلال إرادة صلبة وموحدة.
وما يؤكد ما نقوله خطوات مصر القوية لحل مشكلات الأمن الغذائي والطاقة المتجددة، فمعلوم للجميع أن مصر تتوسع بشكل كبير في توفير احتياجاتها الغذائية محلياً بل وتسعى إلى أن تكون مخزنا عالميا للحبوب، إضافة إلى أن رؤية مصر 2030 وحجم المشروعات القومية التي نفذت والجارى تنفيذها في كافة المجالات والمشروعات الكبرى في المنطقة كمشروع الشام الجديد والربط الكهربائى مع دول عربية وفى القارة خير برهان أيضا أن مصر تعيش وتحيى تنمية مستدامة.
وما رأيناه من مشاهد افتتاح الرئيس السيسى لمشروع مستقبل مصر، وحرصه على تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الغذائية والاستراتيجية، لخير دليل على ما نقوله، ولمن لا يعرف أن جهاز مستقبل مصر بدأ فى عام 2017 بمشروعات استصلاح زراعى بمساحات صغيرة وباستخدام أساليب الرى الحديث وتكنولوجيا الزراعات الدقيقة ووصل إلى ما يقارب 800 ألف فدان من الأراضى المستصلحة بنهاية 2023، للتوسع رغم التحديات والأخطار الدولية والأزمات الاقتصادية مشروعات الجهاز فكانت أساسًا لدلتا مصر الجديدة وامتدت حتى المنيا وبنى سويف والفيوم وأسوان والداخلة والعوينات لتحقيق 4.5 مليون فدان بحلول عام 2027.
واعتقادى أن هذه الإرادة السياسية هي من جعلت الكل ينظر الآن إلى مصر على أنها شعلة مضيئة في القارة الأفريقية والشرق الأوسط، وأنها تمتع بأهمية كبيرة داخل محيطها الإقليمى سياسيا واقتصاديا واستراتيجيا، وأن لديها رؤية ثاقبة نحو الازدهار في ظل جهودها المضنية في إحداث تنمية مستدامة خاصة الأمن الغذائى وإحداث طفرة غير مسبوقة في البنية التحتية بكافة مجالاتها، خلاف إيمان العالم كله بقدراتها الجيوسياسية التي تُمكنها من استقرار المنطقة، وتجعلها لاعبا مهما في مستقبل الاستثمار والتعاون الاقتصادى البناء.
وهو ما يجعلنا جميعا أن نكون على قلب رجل واحد في مواجهة التحديات والأخطار والاصطفاف خلف القيادة السياسية لبناء الحلم بتأمين الغذاء والدواء..