هناك علم يُسمى علم إدارة الأزمات، والدولة المصرية في ظل الجمهورية الجديدة حرصت كل الحرص على تطوير مفهوم إدارة الأزمات، التي بات علماً أساسياً من علوم الدفاع والأمن القومي، وله أسس وقواعد وأصول يُبنى عليه، وباتت الأمم التى تنشد التقدم والتطور لا تنتظر حدوث الأزمة إنما تستعد وتتنبأ بحدوث أى أزمة مستقبلا، وذلك من خلال تشكيل طاقم لإدارة الأزمة، ووجود مقر دائم لإدارة الأزمات مزود بأحدث العناصر البشرية ووسائل التكنولوجية والاتصالات، والإعداد المسبق لسيناريوهات الأزمات المحتملة مستقبلاً من خلال خبراء وفنيين، وفتح قنوات اتصال مباشر وبشفافية مع المواطن، مع تحليل كل الأزمات ودراساتها والاستفادة من دروسها للتعامل مستقبلا.
وبما أن مصر تسعى لبناء دولة عصرية حديثة، قررت إنشاء مشروع الشبكة الوطنية الموحدة لخدمات الطوارئ والسلامة العامة المتطورة، والذى يعد إنجازا تاريخيًا ونقلة حضارية كبرى لمصر في التعامل مع الأزمات والطوارئ، من خلال منظومة واحدة تشارك فيها جميع الوزارات والهيئات ودواوين المحافظات بالدولة.
نعم إنجاز كبير وساهم في حل مشكلات كثيرة، رغم أنه – في اعتقادى - لم يتم تسليط الضوء عليه بالشكل الكافى رغم أهمية ما يٌقدمه، لذلك أود أن أشير إلى أهداف هذه الشبكة لنعرف قيمتها وأهميتها ودورها، أولا استطاعت السيطرة الكاملة والتعاون بين جميع الجهات فى احتواء ومجابهة كافة أنواع الطوارئ والأزمات والكوارث، وتعد داعم لخطط التنمية المستدامة عن طريق استخدام تكنولوجيا الاتصالات الحديثة في إطار شبكة موحدة ومؤمَّنة بالكامل لجميع الجهات المعنية بالدولة طبقًا لأحدث المعايير العالمية.
وتضمن سرعة الاستجابة للتعامل مع مختلف بلاغات الطوارئ، وذلك من خلال ربط كافة عناصر الطوارئ والمرافق الحيوية، كهيئات الإسعاف والرعاية الصحية والكهرباء وأجهزة النجدة والمرور والحماية المدنية عن طريق مركز رئيسي وغرفة عمليات متخصصة في كل محافظة لتلقي بلاغات الطوارئ.
لذا، نتمنى من الحكومة الجديدة في استراتيجيتها الإعلامية أن تضع هذا المشروع المهم على قائمة أولوياتها لأهميته، ولأنه النهوض به وتطويره وتفعليه سيكون سببا مباشرا في تحقيق رضا المواطن وإرضائه تلك الأولوية التي كلف الرئيس السيسى الحكومة الجديدة بها، فأعتقد أن هذا المشروع يمس حياة ومعاناة المواطنين، ونتائجه تعود بالنفع المباشر وبتخفيف الأعباء عن المواطنين، وبالتالي الاهتمام به وتسليط الضوء عليه ضرورة حتمية يجب أن تدركها الحكومة الجديدة.
ففي حال الاهتمام بهذا المشروع وتحقيق نتائج ملموسة على الأرض هنا فقط يشعر المواطن أنه في حيز اهتمام الحكومة وتتحقق حالة الرضا والثقة المنشودة.. حفظ الله مصرنا الغالية