"من يعارض النظام القطرى الحالى من الداخل يتم إعدامه فورا حتى وإن كان من العائلة الحاكمة"، هكذا كشفت مصادر مطلعة بالمعارضة القطرية طبيعة وشكل نظام تميم بن حمد آل ثانى، ومن يحركوه من وراء الكواليس "تنظيم الحمدين"، فى تعاملهم مع أى من يتجرأ فى انتقاده أو توجيه أى معارضة ضدهم حتى وإن كانت إيجابية.
ومنذ الخامس من يونيو الماضى، أى عقب إعلان "الرباعة العربى"، مصر والسعودية والإمارات والبحرين، مقاطعتهم التاريخية لإمارة قطر لدعمها وتمويلها للإرهاب وسعيها الدوؤب لتقويض أمن الدول العربية، بدأ النظام القطرى فى توسيع نطاق ملاحقة معارضيه بشتى الطرق وتكميم الأفواه، خوفا على استقرار حكمه.
وبالتنكيل والقتل ووسائل تعذيب وقمع أخرى حاول تميم ورجاله إسكات أصوات تنادى بالتغيير أو تصحيح مسار السياسات الخارجية العدائية التى ينتهجها، فخلال الأسابيع الماضية استخدم النظام القطرى أسلحة عديدة لمواجهة المعارضة ولكن جميع محاولاته باءت بالفشل.
القتل بأسماك القرش
وكشفت المصادر بالمعارضة لـ"اليوم السابع"، أن منطقة "العديد" ومنطقة "الخور" التى تطل عليها قطر فى الخليج العربى، يعيش بها أنواع مفترسة من أسماك القرش، ويتم توجيه المعارضين لتميم كوجبات شهية لأسماك القرش هناك، من خلال إنزال المعارض فى المياه مصحوبا بحجر ضخم بعد تقيده بالسلاسل لتفويت أى محاولة للنجاة.
إغراءات المال لشراء الذمم
وأوضحت المصادر، إن النظام الأميرى فى قطر، يغرى أبناء العائلة المالكة بالمال الكثير حتى لا يعارض أى شخص الحاكم، مشيرة إلى أن الشعب القطرى مغيب ، مؤكدين أن النظام الحالى خدع الشعب القطرى من خلال وسائل الإعلام المحسوبة عليه كـ"الجزيرة" وغيرها، بأن تنظيمات الإسلام السياسى كـ"الإخوان" و"القاعدة" وغيرها يمثلون الدين، وبالتالى فقد خرج العديد من الشباب القطرى للقتال فى أفغانستان وغيرها تلبية لتلك الدعوات.
الاستيلاء على أموال المعارضين
كما يستخدم النظام القطرى أساليب أخرى فى محاولة منه لقمع المعارضة، ولكن تلك الأساليب يستخدمها مع معارضوا الخارج لأنه لا يستطع إيذائهم خارج حدود إمارته، ومن بين تلك الوسائل "تجميد الأرصدة"، وهو ما فعله مؤخرا مع الشيخ القطرى عبد الله بن على آل ثانى، المرعوف بـ"وسيط الخير" الذى توسط مؤخرا لدى المملكة لاسعودية للسماح للحجاج القطريين بتأدية مناسك الحج، ، بعد أن حاولت الدوحة منعهم من أداء فريضة الحج.
وقد أعلن آل ثانى، أن النظام القطرى الحالى قام بتجميد جميع حساباته المصرفية، ونشر على حسابه فى موقع "تويتر" قائلا: "شرفنى النظام القطرى بتجميد جميع حساباتى البنكية، وأشكرهم على هذا الوسام وأتشرف بتقديمه للوطن ومن أجله"، مضيفا : "أتمنى من قطر أن تطرد صيادى الفرص وأصدقاء المصالح، وأن تعود إلى حضنها الخليجى وأهلها الغيورين عليها، فلن ينفعنا أحد سواهم".
الاعتقال
ومن بين وسائل القمع الشهيرة فى الإمارة الخليجية المنبوذة عربيا لدعمها للإرهاب، "الاعتقال التعسفى" للمعارضين حتى وإن كانوا أفراد بالعائلة الحاكمة نفسها، وقد كشفت مجلة "لوبوان" الفرنسية، مؤخرا، عن قيام بن حمد، بسجن نحو 20 من أفراد العائلة الحاكمة فى قطر، عقابا لهم على مواقفهم الداعمة لدول "الرباعى العربى" وجهرهم بعدم رضاهم عن السياسة المتبعة من قبل الأمير وحكومته.
ونقلت المجلة الفرنسية عن جان بيار مارونجى، رجل أعمال فرنسى، قوله إنه أثناء اعتقاله فى الدوحة بتهمة إصدار شيك دون رصيد لم يرتكبها أبدا ترضية لرجل أعمال قطرى، التقى فى السجن نحو 20 من أفراد العائلة الحاكمة فى قطر، وأخبروه بأنهم سجنوا بأمر من أمير البلاد عقابا على مواقفهم الداعمة لدول المقاطعة فى مقدمتها المملكة العربية السعودية.
وأضاف شاهد العيان على ممارسات النظام القطرى، إن السجناء القطريين طلبوا منه إيصال صوتهم وقضيتهم للخارج حين يتم إطلاق سراحه، مؤكدين له أنهم معتقلون بسبب مواقفهم المختلفة مع النظام القطري، وتوافقهم مع مواقف دول المقاطعة العربية.
وأكد أن السجناء يعانون من ظروف صحية متدهورة بسبب الإهمال، حيث أن 4 من أفراد العائلة المالكة كشفوا له عن أسمائهم، بينما فضّل الآخرون عدم كشفها خوفا على حياتهم من أعمال انتقامية، مشيرة إلى أن جميع أفرد العائلة الحاكمة المعتقلين أكدوا له أن الاعتقالات تضاعفت وارتفعت بشكل أكبر منذ الـ5 من يونيو الماضى.
سحب الجنسية
ويأتى سلاح "سحب الجنسية" من المعارضين، أكثر الوسائل استخداما من جانب النظام القطرى الداعم للإرهاب، ليس فقط من جانب النظام الحالى بل النظام السابق له فى فترة حكم حمد بن خليفة، فبعد إقدامه على سحب جنسية 55 فردا من عائلة "آل مرة"، استمرت السياسات القمعية ضد المعارضة القطرية، حيث أقدم تميم على سحب الجنسية من شيخ قبيلة "شمل الهواجر" القطرية الشيخ شافى ناصر حمود الهاجرى، والتى يعيش جزء كبير منها بالمملكة السعودية، وذلك عقب توجيهه انتقادات لتنظيم الحمدين.
كما سحبت السلطات القطرية الجنسية من شاعر المليون، محمد بن فطيس آل مرى، وذلك بحجة مساندته السعودية على حساب الحكومة القطرية، وكان المرى قد خرج عن صمت استمر 127 يوماً، قائلاً: "إنه يرفض تسييس الحج والتطاول على رموز الخليج، واصفاً المتطاولين بـ"الرعاع".