رهانات خاسرة وفضائح لا تعرف سطرًا للنهاية، هذا ما آلت إليه قطر بعدما تم تطويقها بسياج من العزلة لم يستغرق إلا بضع ساعات منذ أن كشف تميم بن حمد عن وجه الإمارة القبيح، من خلال تصريحات أدلى بها لوسائل إعلام قطرية متهمًا دول الخليج الكبرى بالوقيعة بينه وبين والإدارة الأمريكية، فضلاً عن دفاعه عن جماعة الإخوان والإشادة بدور إيران القيادى فى الشرق الأوسط، وبعلاقات الدوحة المشبوهة مع تل أبيب.
تصعيد متوقع الدول الخليجية فى انتتظار الإمارة
تصريحات تميم الصادمة التى حاولت الدوحة نفيها تبعها موجة من الغضب الخليجى شملت حجب لفضائية الجزيرة، بخلاف غلق لمكاتبها وسط توقعات قوية باستمرار التصعيد وصولاً إلى استدعاء السفراء وتعليق عمل البعثات الدبلوماسية بين دول مجلس التعاون الخليجى والإمارة الراعية للإرهاب.
نفى الدوحة غير منطقى لاحتواء الأزمة
النفى غير المنطقى الذى بادرت الحكومة القطرية بترويجه فى محاولة يائسة لاحتواء الأزمة، قوضت وسائل إعلام الدوحة نفسها حجته لاستمرار تداولها لتلك التصريحات عبر التلفزيون الرسمى للإمارة والمواقع الإخبارية القطرية لما يقرب من ساعتين بعد اندلاع الأزمة الكبرى بين الدوحة والخليج، فضلاً عن أن التصريحات رغم فداحتها لم تختلف كثيرًا عن بيان الحكومة القطرية الذى علقت من خلاله على القمة الإسلامية - الأمريكية فى الرياض، والذى زعمت فيه تعرضها لـ"مؤامرة" من دولاً عربية للوقيعة بينها وبين واشنطن.
تصريحات الأمير المسيئة تعزل قطر عن الخليج
الطريق إلى عزل قطر لم يبدأ مع تصريحات تميم المسيئة وإنما مع تغيير خريطة المجتمع الدولى، بداية من الخسارة المدوية للديمقراطيين فى صناديق الاقتراع فى الانتخابات الأمريكية، وخروج هيلارى كلينتون بما حملته من مؤامرات ضد دول الشرق الأوسط من السباق الانتخابى أمام دونالد ترامب الذى يدشن من وصوله البيت الأبيض خريطة تحالفات جديدة فى المنطقة ليس من بينها قطر، وسط دعوات قوية من مسئولى إدارته وأعضاء الكونجرس لإعادة النظر فى علاقة واشنطن مع الدوحة.
دعم الإرهاب والتطبيع مع الكيان الصهيونى الوجه الآخر للإمارة
ولم يسقط الستار عن مؤامرات الدوحة ودعمها للإرهاب وسيناريوهات الفوضى حينما دافع أميرها تميم بن حمد عن إيران وحماس والجهر بعلاقاته الطيبة مع إسرائيل واستنكار تصدى الدول للإرهاب والزعم أنها انتهاكاً لحقوق الإنسان فقط، وإنما حين خرج فى باريس سياسيًا شابًا يدعى إيمانويل ماكرون اختار أن يواجه نفوذ الدوحة المشبوه داخل بلاده، وعندما حقق هذا الشاب فوزًا مدويًا وتم تنصبه رئيسًا لفرنسا ليقود أوروبا لدور قادم لا محالة فى مواجهة إرهاب وتحريض إمارة الفتنة.
الأيادى القطرية تلعب دورًا مشبوهًا فى سوريا والعراق
ولم يتوارى غبار المعارك التى تمولها قطر فى ميادين النزاعات.. من سوريا إلى العراق، ومن اليمن إلى ليبيا، من أمام أعين صناع القرار الخليجى، فقط عندما أطلق تميم سمومه التى عكست حقده الدفين تجاه الدول العربية، وإنما حين اكتوت الدول العربية الكبرى بنيران الإرهاب الذى قدمت له قطر المال والسلاح والملاذ الآمن والمنصة الإعلامية، وحين صمدت مصر فى حربها ضد العنف المسلح والفكر المتطرف فى ميادين القتال داخل سيناء، وفى ميادين الدبلوماسية على الصعيدين الإقليمى والدولى لتكسب الدولة المصرية معركة النفس الطويل مع منابر قطر التحريضية.
الخطوة الأولى.. غلق المنابر الإعلامية القطرية بالسعودية والإمارات
وفى الوقت الذى توالى فيه الدول الخليجية وفى مقدمتها المملكة السعودية والإمارات غلق منابر الفتن القطرية داخل بلدانها وحجب مواقعها وفضائياتها وفى مقدمتها الجزيرة، وفى الوقت الذى تواصل فيه الدول المدافعة عن حقها فى الحياة والاستقرار، وحقها فى مواجهة الإرهاب ودحره ووقف مصادر تمويله، يضيق الخناق على أمير قطر الشاب من واشنطن إلى موسكو، ومن القاهرة إلى كل عواصم العالم العربى، فى موجة جديدة من المجتمع الدولى لتصحيح المسار، والانحياز ـ قولًا وفعلًا للدول المحاربة للإرهاب ومواجهة مؤامرات الدوحة فى الشرق الأوسط فى خطوة جادة لن يعرقلها نفى ساذج لما قاله تميم، ولن ينطلى عليها تبرير باهت لما يتبناه من مواقف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة