تعانى دولة قطر من عزلة إقليمية بسبب سياساتها العدوانية ضد الدول العربية، وتدخلاتها السافرة فى شئون الدول ومحاولة تطبيق أجندتها فى الدول التى تشهد صراعاً مسلحاً، لاسيما فى سوريا وليبيا والعراق.
وتسببت السياسات العدوانية للأمير الشاب تميم بن حمد فى فتور فى العلاقات القطرية الخليجية، بسبب سياسة تميم وتدخلاته فى شئون دول مجلس التعاون الخليجى، ودفع الأذرع الإعلامية التابعة للدوحة لشن حملات شرسة على دول الخليج، خاصة السعودية والإمارات والكويت.
وبسبب موقفها الداعم لتيارات الإسلام السياسى، لاسيما دعمها لإخوان الأردن، دفع تميم بعلاقة الدوحة وعمان إلى طريق صعب ملىء بالأشواك، ونتيجة السياسة القطرية فى الملف السورى وسبل التعاطى معها تأثرت العلاقات القطرية – الأردنية، وتجلى هذا الخلاف بشكل واضح فى امتناع قطر عن تقديم حصتها السنوية من المنحة الخليجية للأردن.
وبدأت السعودية والإمارات اتخاذ إجراءات ضد الدوحة، بسبب تصريحات تميم، وحجبت السلطات السعودية والإماراتية، الأربعاء، مواقع قنوات الجزيرة والصحف القطرية، وتشتمل قائمة الحجب "موقع الجزيرة.نت، والجزيرة الوثائقية، والموقع الإنجليزى للقناة، ووكالة الأنباء القطرية الرسمية "قنا"، بالإضافة إلى مواقع صحف "الوطن" و"الراية" و"العرب" و"الشرق" القطرية".
وقطعت سوريا أى اتصالات مع قطر، عقب تأكدها من تورط الدوحة فى دعم الفصائل المسلحة التى تقاتل الجيش العربى السورى ودعم تميم بن حمد للتنظيمات الإرهابية المتطرفة التى ترتكب الجرائم البشعة بحق المدنيين والعسكريين فى سوريا، وكشفت حكومة دمشق علاقة الدوحة بالإرهابيين فى سوريا ودعمها لهم سياسياً ومالياً وإعلامياً.
وبالرغم من زعم الدوحة دعمها للمعارضة والثوار فى سوريا، إلا أن قيادات بارزة فى المعارضة السورية الوطنية تتهم الدوحة بتدمير سوريا ودعم جماعات متطرفة فى البلاد، ما أدى لـ"عسكرة الثورة" والدفع بسوريا نحو الحرب الأهلية، إضافة لنقلها لعدد كبير من المقاتلين الأجانب عبر بوابة تركيا إلى الداخل السورى للقتال فى صفوف التنظيمات التى تدعمها قطر.
فيما يسود التوتر العلاقات بين العراق وقطر بسبب العبث القطرى بالأمن القومى العراقى وفتح الدوحة خطوط اتصال مع جماعات مسلحة فى العراق، عقب عملية اختطاف الصيادين القطريين المنتمين للأسرة الحاكمة، وأعلنت السلطات العراقية احتجاز ما يقرب من مليار دولار مع مسئولين قطريين بهدف دفعها فدية لمسلحين فى العراق، فيما لم تكشف حكومة بغداد عن أى تفاصيل حول طبيعة الاتصالات بين حكومة الدوحة والمسلحين.
وترفض السلطات الليبية والشعب الليبى أى دور قطرى فى البلاد عقب كشف تورط الدوحة فى دعم المسلحين بالمال والسلاح، ولاسيما تيار الإسلام السياسى، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين فى ليبيا والجماعة الليبية المقاتلة "القاعدة" وعدد من الكتائب المسلحة التى ترتكب جرائم الاغتصاب والقتل والاختطاف فى ليبيا.
وعلى صعيد العلاقات مع مصر، اختارت قطر الانحياز إلى المعسكر المعادى لثورة 30 يونيو، التى تعادى الدول المصرية واختيار الشعب المصرى لإسقاط حكم الإخوان، وتمسك الدوحة بالتحريض الدائم عبر منصاتها الإعلامية على مؤسسات الدولة المصرية لاستهداف أبنائها.
وسحبت دول مجلس التعاون الخليجى سفراءها من الدوحة 5 مارس 2014، وهو ما أحدث زلزالا فى العلاقات الدبلوماسية الخليجية بسبب تدخلات الدوحة السافرة فى شئون دول مجلس التعاون، ولم تلتزم بالاتفاق الموقع فى نوفمبر 2013 والذى قضى بكف قطر يدها عن التدخل بأى حال من الأحوال فى شئون دول مجلس التعاون الخليجى ووقف الحملات الإعلامية ضد مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة