أكرم القصاص - علا الشافعي

والكتاب أيضًا يحبونها. سر تحول خوف ساراماجو من الكلاب إلى العشق

الجمعة، 02 مارس 2018 09:00 م
والكتاب أيضًا يحبونها. سر تحول خوف ساراماجو من الكلاب إلى العشق الكاتب البرتغالى ساراماجو والكلب
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بين حين وآخر، ينشغل النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى المتعددة، بصورة ما، أو بالحديث عن واقعة، آخر هذه الأمور الكلبة هيرا وصاحبتها، وقصة الحب والوفاء التى تحدثت عنها.

هذه القصة، ربما تكون سببًا لأن يتذكر جمهور قراء الأدب العالمى واقعة خوف الأديب البرتغالى جوزيه دي سوزا ساراماغو (16 نوفمبر 1922 – 18 يونيو 2010)، الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 1998.

فى عام 2008، أصدرت سلسلة الجوائز، التابعة للهيئة المصرية العامة للكتاب، الترجمة العربية لكتاب بعنوان "الذكريات الصغيرة" للبرتغالى جوزيه ساراماجو، ونقله إلى اللغة العربية الكاتب والمترجم أحمد عبد اللطيف.

كتاب الذكريات الصغيرة للكاتب جوزيه ساراماجو للمترجم أحمد عبد اللطيف
 

وفى هذه السيرة الصغيرة الذاتية نتعرف على بعض من ملامح حياة ساراماجو، هذا الكاتب الذى تم منحه جائزة نوبل لأن أدبه ملىء "بالأمثولات والحكايا الرمزية التى تفرضها مخيلته، بالإضافة للتعاطف والسخرية فى أعماله"، ومن بعض هذه الملامح، نتعرف على سر خوف ساراماجو من الكلاب فى صغره، وكيف تحول الخوف فيما بعد إلى حالة عشق، رأيناها جميعا فى صورة شهيرة له، وهو يقرأ، وكلبه يجلس أرضًا أمامه.

يقول ساراماجو، فى ذكرياته، التى يحكى فيها عن الطفل "الذى كنته كأفضل وسيلة لأفهم نفسى" كما يقول صاحب "العمى":

جوزيه ساراماجو
 

لماذا أخاف كل هذا الخوف من الكلاب؟ لماذا أعشق كل هذا العشق للخيل؟ إن الرجفة، التى مازالت تواتينى إلى الآن، بالرغم من بعض التجارب الملائمة التى عشتها فى الفترة الأخيرة، أتمكن بالكاد من السيطرة عليها عندما أجد نفسى أمام مندوب مجهول من الفصيلة الكلبية، هذه الرجفة تأتينى، وأنا على يقين، من هذا الفزع الهائل الذى شعرت به عندما كنت فى سن السابعة، عندما حل الظلام وكانت أعمدة النور العمومية مضاءة، وأنا أستعد للدخول فى مبنى  بشارع فيرناو لوبيس، بسالدانيا، حيث كنا نعيش برفقة عائلتين، فتح الباب فجأة واندفع منه، كأكد أوحش الحيوانات الملايية أو الإفريقية، الكلب الذئب لأحد الجيران الذى، فورًا، بدأ فى مطاردتى ليصبح جديرًا باسمه، ليصعق المكان بنباحه الوحشى، بينما أنا المسكين، اليائس، أتوعده من وراء الأشجار بكل ما أستطيع، وأصرخ فى طالباً النجدة.

هؤلاء الجيران، الذين أسمح لنفسى أن أسميهم جيرانًا فقط لأنهم كانوا يعيشون معنا فى نفس المبنى، لا لأنهم ينتمون إلى نفس الطبقة التى تنتمى إليها عائلتى النكرة التى كانت تعيش فى غرفة على السطح بالدور السابع، قد تأخروا وقتًا طويلاً فى النداء للحيوان الذى ربما تحركت بداخله الرأفة الغريزية.

فى أثناء ذلك، إن لم تخنى الذاكرة، وإن لك أجمع الخزى بالرعب، كان صاحبا الكلب، وهما شابان رقيقان وأنيقان، يضحكان ملء شدقيهما، كما كان يقال فى هذه الأيام.

ساراماغو والكلب
 

وبفضل مرونة ساقى فى تلك الفترة لم يستطيع الحيوان أن يطولنى، ولا حتى أن يعضنى، او ربما لم تكن أذيتى قصده، فمن المؤكد أن الكلب نفسه قد فزع عندما ظهرت له فجأة عند مدخل الباب.

كل منا كان يبادل الآخر خوفًا، هذا هو ما حدث. أما الجانب الطريف فى هذا الحدث، بغض النظر عن تفاهته، هو أننى كنت أعرف، عندما كنت فى الجانب الخارجى للباب، أن الكلب، هذا الكلب بالتحديد، ينتظرنى بالداخل لينقض على رقبتى.. كنت أعرف ذلك ولا تسألوننى كيف كنت أعرف، لكننى كنت أعرف..









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة