هذه تصريحات أحب أن تسمعها أنت هنا فى مصر:
اسمع يا سيدى..
رئيس الحملة الانتخابية لحزب العمال البريطانى فى الانتخابات المحلية واسمه «أندرو جوين» يحذر بقوة من عدم إقبال الشباب على الانتخابات المحلية فى البلاد، الرجل يشعر بالقلق، واستطلاعات الرأى فى الانتخابات المحلية ترجح أن الشباب المؤيد لحزب العمال لن يشارك بنفس الكثافة التى شهدتها الانتخابات العامة، ويخشى «جوين» أن يسيطر على الانتخابات المصوتون الذين تزيد أعمارهم على 55 عاما.
هذه التصريحات يمكنك أن تقرأها حرفيا فى صحيفة الجارديان الصادرة يوم 19 إبريل الجارى، إذا أردت أن تتوثق من التصريح.
أنقله إليك لتتأمل عقدة مشاركة الشباب فى الانتخابات بوجه عام حتى فى أعرق الديمقراطيات فى أوروبا، الشباب دائما هم الرقم الصعب، والخوف من نسب مشاركة الشباب فى الانتخابات والحياة العامة ليس مقتصرا على بلداننا النامية والفقيرة هنا فى الشرق الأوسط، لكنه خوف ممتد وعابر للقارات، ويشكل قلقا فى أكبر الأحزاب فى العالم.
ليس سهلاً على السياسيين إرضاء الشباب، وليس سهلاً على الحكومات إقناع الأجيال الحديثة بمناورات السياسة وتعقيداتها، وضغوط الحكم، وأخطار الأمن والاقتصاد وتماسك الدولة..
بريطانيا، بجلال ديمقراطيتها، تعانى كذلك من هذا الخوف..
غايتى هنا ليست الإشارة إلى أن عزوف الشباب «ظاهرة عالمية».. وفقط..
لا أريد منك أن تعتقد أن هذه هى غايتى.. والسلام..
فهى غاية سطحية وساذجة..
ولكننى أريد منك أن تفهم معى أن الأجيال الجديدة من الشباب فى العالم على وجه العموم تحتاج إلى لغة خطاب عالمية مختلفة.. هذه هى الحقيقة، وأن هذه اللغة الجديدة تحتاج إلى تعاون عالمى، ودراسة للتجارب العالمية، فهذه الأجيال تحت تأثير التطورات التكنولوجية وثورات الاتصال وشبكات التواصل الاجتماعى صارت تتبادل مع بعضها البعض معتقدات وأفكارا وأحلاما ليست كتلك التى تحياها على أرض الواقع، والشباب يلتقون وجها لوجه على الإنترنت، ويتصادقون، ويتململون، ويتشاركون التجارب، وينتحرون جماعيا أحيانا..
وإذا كان هؤلاء الشباب قد بلغوا حدود التواصل العالمى فى التجارب والتحاور والفهم، فإن الدول من الجهة الأخرى عليها أن تصل إلى فهم عالمى لتلك الأجيال الجديدة..
مشاركة الشباب فى الحياة العامة تحتاج إلى جهد عالمى، يواجه هذه الحالة العالمية غير المسبوقة تاريخياً..
الدول عليها أن تغير من أدواتها فى التواصل، وفى لغة خطابها مع الأجيال الجديدة.. هذا أولاً..
ثم عليها أيضا أن تقنع الشباب بأن العالم الحقيقى لا يمكن أن نبنى فيه جنات تجرى من تحتها الأنهار بنفس السرعة التى يمكن أن تتحقق بها هذه الجنات فى لعبة «المزرعة السعيدة»..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة