هذه فنانة عظيمة حقا، هل كان يشغلك وأنت تشاهد فيلم «بلاك سوان» ما إذا كانت ناتالى بورتمان يهودية أو مسيحية أو مسلمة؟
هل كنت تعلم وأنت تستمع بهذا الفن الخالص فى سلسلة «حرب النجوم» ما إذا كانت هذه الممثلة الرائعة تحمل الجنسية الإسرائيلية بجانب جنسيتها الأمريكية، وأنها ولدت فى القدس الغربية حيث يعمل أبوها طبيبا متخصصا فى التخصيب، بينما أمها تنحدر من أصول يهودية نمساوية، وأن جدتها لأمها كانت تعمل جاسوسة لدى المخابرات البريطانية فى زمن الحرب العالمية الثانية، انتقاما من هتلر الذى ساق اليهود إلى أفران الغاز، وأذل هذا الدين وأتباعه فى ألمانيا وفى كل بلد أوروبى غزاه الجيش الألمانى؟
ناتالى، إنسانة، قبل أن تكون يهودية أو إسرائيلية، وإيمانها بفنها وبقيمتها كمواطنة عالمية سبق انتماءها للديانة أو للدولة، ولذلك حين رفضت واحدة من أرفع الجوائز فى دولة إسرائيل، رفضتها انتصارا لإنسانيتها وفنها، ولم تنكسر أمام الهجمات المنظمة التى أرادت أن تنزع عنها وطنيتها وانتماءها للدولة العبرية.
كتبت ناتالى، الإنسانة والمواطنة العالمية، كلمات تسمو بها فوق الانحياز السياسى لدينها ودولتها، كتبت لتذكر العالم بأنها رفضت جائزة «جينسيس» الإسرائيلية لأن نيتنياهو كانت له كلمة فى حفل تسليم الجوائز، ورفضت ناتالى أن يسلمها الجائزة رجل مثل نتنياهو، قالت ناتالى على حسابها فى إنستجرام، إن الوحشية التى يتعامل بها نتنياهو مع الفلسطينيين لا تتناسب مع القيم اليهودية التى تؤمن بها، قالت أيضا إنها يجب أن تقف ضد العنف والفساد وعدم المساواة وسوء استخدام السلطة، ومن يفعل ذلك على خريطة العالم أكثر مما تفعل حكومة نتنياهو فى الفلسطينيين؟!
أنا أحببت ناتالى بورتمان الفنانة، والمخرجة، والراقصة، وأحبها الآن أكثر، لما قدمته من قيمة إنسانية عالمية، ليس فقط لأن رأيها هنا يتفق مع ما أؤمن به أنا من حق فلسطينى، وما أعتقده أنا من وحشية دولة الاحتلال، لكن لأن القيمة التى تقدمها هذه الفنانة الأمريكية الإسرائيلية العظيمة هى جوهر الإنسانية، وجوهر الأديان، وجوهر الفلسفة التى تسمو بالإنسان فوق كل عنف وبطش، حتى لو كان هؤلاء الذين يستخدمون هذا العنف يتحدثون باسم الله، أو باسم الأوطان، أو باسم حقوقهم التاريخية وأمنهم القومى.
أنحنى احتراما للإنسانة العظيمة الأمريكية الإسرائيلية.. ناتالى بورتمان..
أؤمن بإنسانيتك يا سيدتى.. وشكرا للدرس الذى تقدمينه لنتنياهو وكل من هو على شاكلته على خريطة العالم.
محبتى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة